في تاريخ دبي الحديث تجارب اقتصادية متنوعة وملهمة، سواء في صياغتها أو تطبيقها، لكن تبقى علامتها الفارقة في جرأة اتخاذ القرار الشجاع بشأنها ووضعها موضع التنفيذ. ولم تتأخر العديد من الأسواق العالمية، التي كانت تنظر بعين الشك لتلك التجارب، عندما كانت في مهدها في ضرب المحاولات تلو الأخرى لنسخ أو تقليد تلك التجارب بعد نجاحها المدوي.

اليوم أصبحت تلك التجارب نموذجاً تقتدي به دول العالم، ولا يمر عام إلا وتستقبل دبي وفوداً رسمية رفيعة المستوى قادمة بهدف التعرف إلى تجربة من تلك التجارب الغنية، والتعاون من أجل نسخها في تلك الدول والبلدان.

 أسواق عريقة وأخرى صاعدة ترى في دبي عاصمة اقتصادية عالمية بلا منازع، وتتطلع إليها على أنها النموذج الحلم. تجارب دبي الاقتصادية غادرت نطاقها المحلي بطلب من الأشقاء والأصدقاء، وباتت تطبق اليوم في دوائر رسمية وقطاعات اقتصادية حكومية ومختلطة في العديد من دول العالم. «البيان الاقتصادي» يفتح ملف تجارب دبي الاقتصادية الناجحة.

 منذ انطلاقتها قبل 29 عاما بالتحديد خطت طيران الامارات طريقا لم تحد عنه وأنموذجا في العمل لم تتنازل عنه وهو توفير أعلى معايير الخدمة سواء على الارض أو في الأجواء.

ورغم المصاعب والتحديات التي عصفت بقطاع الطيران المدني وأجبرت الكثير من شركات الطيران على التراجع عن خدماتها وإلغاء بعضها بداعي توفير النفقات الا أن الناقلة الوطنية شكلت إلهاما للكثير من شركات الطيران من خلال استمرارها في الاستثمار وبكثافة في التميز بفن الخدمة.

ومنذ البداية أدركت طيران الامارات ان مواكبة المتغيرات والالتزام بفلسفة العمل التي اختطتها منذ تأسيسها هو عنوان النجاح والسمعة العالمية التي حافظت عليها على مدى 3 عقود أعادت خلالها تعريف فن الخدمة والابتكار.

ولا تكاد تخلو سنة من سنوات العمل الا وتظهر طيران الامارات بابتكار جديد وخدمة لم يسمع بها قطاع الطيران من قبل وفي كل عام تستثمر أكثر من مليار دولار في المنتجات والخدمات بما فيها الخدمات الترفيهية كان آخرها ما قدمته على طائرة الايرباص 380 العملاقة وهو شاور سبا على ارتفاع 34 ألف قدم.

ولا تتوانى طيران الامارات عن ضخ المزيد من الاستثمار بالمليارات في سعيها نحو التجديد والابتكار الذي جعل منها واحدة من أكثر شركات الطيران تميزا في هذا المجال.

يؤكد تيم كلارك رئيس طيران الامارات ان الناقلة وخلال السنوات الخمس الماضية استثمرت اكثر من 5 مليارات دولار في عمليات التجديد والابتكار في الخدمة من انظمة الترفيه الى المقاعد الى العديد من فنون الابداع في مجالات الضيافة وتعيد بالتالي أمجاد الماضي حين كان السفر الجوي محاطاً بالأبهة والفخامة.

ويشير كلارك الى الثورة التي أحدثتها طيران الامارات في السفر الجوي من خلال طرح خدمات متميزة للمسافرين حول العالم وشمل التطوير مختلف درجات الطائرة الثلاث.

وتعود بدايات الابتكار لطيران الامارات الى انها كانت اول ناقلة تدخل شاشات الترفيه على متن رحلاتها لتنطلق بعدها رحلات الابتكار والتجديد التي جعلت من الناقلة أنموذجا يحتذى بين شركات الطيران ولم تتنازل الناقلة عن هذه المعايير رغم تراجع الكثير من شركات الطيران أوقات الازمات وخاصة أزمة اقتصاد العالم قبل سنوات قليلة حين رأينا شركات طيران عديدة تلغي خدمات كثيرة كانت تقدمها مثل الوجبات وخدمات الترفيه التي باتت مدفوعة وبعضها قام أيضا بالغاء الدرجة الاولى على متن طائراته.

أجنحة جوية

ولم تدخر الناقلة جهدا في ابهار العالم، حيث حولت مقاعد الدرجة الاولى الى اجنحة وغرف في غاية الخصوصية تتمتع بأعلى معايير الخدمة وأعادت تجديد مقاعد درجة رجال الاعمال وزودتها بشاشات اكبر في الوقت الذي كانت فيه شركات الطيران تفكر في تركيب مثل هذه الشاشات على طائراتها.

وترسي أجنحة الدرجة الأولى على طيران الإمارات معايير عالمية للفخامة منذ إطلاقها للمرة الأولى عام 2003، وتتضمن مقعداً جلدياً يتحول إلى سرير مستو بالكامل مع تجهيزات لتدليك الجسم، وثلاجة صغيرة تحتوي على مشروبات ومأكولات خفيفة وباب يفتح ويغلق أوتوماتيكياً لتوفير مزيد من الخصوصية. ويمكن للراكب طلب وجبات الطعام عندما يشاء وفق مفهوم خدمة الغرف الفندقية.

وتعاونت طيران الإمارات مع مصنعي الطائرات والمقاعد لإضفاء أجواء "الطائرة الخاصة برجال الأعمال" على قمرة الدرجة الأولى. وقد أصبحت أجنحة الدرجة الأولى المحسنة أكبر وأوسع، وتتضمن مساحات أرحب لتمديد الساقين وتخزين الأمتعة اليدوية مع دولاب أوسع ضمن الجناح لتعليق المعاطف. وتم رفع السقف، مما يعطي الراكب إحساساً أفضل بالرحابة عند الوقوف. ويمكن لركاب الدرجة الأولى الاستراحة أيضاً في صالون الدرجة الأولى الجديد تماماً على الطائرة.

ويمكن إمالة مقعد درجة رجال الأعمال، بدون أن يؤثر على الراكب الجالس في الصف التالي، ليصبح سريراً كاملاً، مما يمنح فضاءً أرحب للراكب الطويل، الذي سيتمتع أيضاً بخصوصية أكبر بفضل الحواجز العالية.

وفي الدرجة السياحية، فإن مقاعد الجيل الجديد مصممة لتوفير مزيد من الراحة للراكب ومنح مساحة أرحب لتمديد القدمين. والمقعد مجهز أيضاً بمسند رأس قابل للتعديل، وسنادة قدمين عريضة. كما أن إدخال أحدث نظام للترفيه الجوي يلغي الحاجة إلى الصناديق الموضوعة أسفل المقاعد، مما يزيد من رحابة المساحة المتوفرة لمد القدمين.

نظام فريد للترفيه الجوي

حافظت طيران الإمارات على التزامها بالابتكار من خلال طرح نظامها الترفيهي الرقمي فائق التطوُّر ذي الشاشة العريضة ice Digital Widescreen. ويشكِّل هذا النظام الجيل الثاني من أنظمة الترفيه الجوية ويوفر برامج سمعية وبصرية حسب الطلب AVOD تعد أكبر تشكيلة من المواد الترفيهية خلال الرحلات في الأجواء، كما يتضمن مزايا وظيفية فريدة تقدم لمستخدميه تجربة ترفيهية أكثر خصوصية من أي وقت مضى وقد بدأت تركيب هذا النظام بدءاً من يونيو من عام 2007.

ويتوفر نظام ice المبتكر للترفيه الجوي لركاب الدرجات الثلاث، ويتيح لهم أكثر من 1000 قناة ترفيهية حسب الطلب، تتضمن أحدث الأفلام والإصدارات الموسيقية التي تعرض على شاشة بلورة سائلة واسعة تعد الأكبر في صناعة الطيران: 23 بوصة للدرجة الأولى، 17 لرجال الأعمال و10.6 بوصات لركاب الدرجة السياحية.

كما تم تجهيز تلك الأجنحة بتنجيد من الجلد الفاخر وحواشٍ تزيينية فخمة من خشب الجوز العسلي وبار مكسو بمعدن أونكس ومضاء بمصباح LED.

نظام البث الحي

في سعيها المستمر نحو التميز والابتكار تعمل الدائرة الهندسية في طيران الامارات حاليا لأول مرة على تركيب وتطوير نظام البث المباشر على طائرات اسطول الناقلة. وسيتم اختيار عدة قنوات ترفيهية ورياضية وثقافية بحيث يتمتع المسافر عبر طيران الامارات بالأحداث مباشرة عبر قنواته المفضلة.

ويؤكد عادل الرضا نائب الرئيس للهندسة والعمليات في طيران الامارات ان هذا المشروع الذي بلغت كلفته 500 مليون درهم يؤكد التزام الناقلة المستمر في تطوير خدماتها المبتكرة لركابها وهي السباقة دوما في هذا المجال. وسيتم تركيب النظام الجديد على مختلف طائرات الاسطول خلال السنوات المقبلة وفق برنامج مرحلي، ..

حيث بدأ تطبيق هذه الخدمة على الطائرات الجديدة وخاصة بوينغ 777 وايرباص380. ويمكن لمسافر طيران الامارات اليوم التمتع بخدمة الانترنت وخدمة الهاتف المتحرك فضلا عن انظمة الترفيه الاخرى المتوفرة على مختلف طائرات الامارات.

 مبتكرات ترفيهية وخدمات اتصال في الجو

من نظام الخدمة الهاتفية في كل مقعد على الطائرة الى خدمة الاتصال الهاتفي مجاناً من مقعد إلى آخر على الطائرة رسخت طيران الامارات معايير جديدة وعالية من الفخامة في صناعة الطيران المدني.

وكان عام 1992 قد شهد تركيب اول فيديو شخصي أصبحت بموجبه طيران الإمارات أول خطوط جوية في العالم تركب نظام الفيديو الشخصي في كل مقعد على الدرجات الثلاث في جميع طائراتها. أما على الدرجة الأولى، فقد تم توفير جهاز فيديو في ذراع كل مقعد يتيح للمسافر مشاهدة ما يروق له من أفلام ضمن قائمة منوعة، إضافة إلى البرامج العادية.

1995: أصبحت الإمارات أول ناقلة جوية في العالم تزود جميع طائرات أسطولها بأجهزة الهاتف الجوي.

1996: دخلت الخدمة طائرات البوينج 777 بتجهيزاتها الحديثة التي تتضمن مجموعة هائلة من برامج التسلية المسموعة والمرئية عبر 17 قناة فيديو و22 قناة صوتية والكاميرا الطائرة، التي تنقل مشاهد الإقلاع والهبوط والمناظر الأرضية الخلابة أثناء الرحلات إلى كل راكب على شاشة الفيديو المثبتة أمامه.

1999: تسلمت الإمارات أول طائرة ايرباص أ330- 200، وأدخلت جهاز فيديو في ذراع كل مقعد على درجة رجال الأعمال لتصبح بذلك أول ناقلة في العالم توفر هذه الخدمة على الدرجتين الأولى ورجال الأعمال.

1999: أصبحت الإمارات أول خطوط جوية في العالم تقوم بتركيب مقاعد "سيكما" الحديثة في مقصورة الدرجة الأولى على طائرات أ330- 200. وتتميز هذه المقاعد بوجود غطاء يمكن التحكم به إلكترونياً بواسطة أزرار ويوفر خصوصية للراكب أثناء السفر.

2000: أصبحت طيران الإمارات أول ناقلة في العالم تتقدم بطلبية مؤكدة لشراء طائرة الإيرباص أ380 العملاقة.

2003: أصبحت طيران الإمارات أول ناقلة في العالم تشغل طائرة الإيرباص أ340- 500 ذات المدى البعيد، وأطلقت نظام ice المبتكر للمعلومات والاتصالات والترفيه الذي يوفر أكثر من 500 قناة مسموعة ومرئية، والذي يعد الأحدث والأكبر من نوعه في الأجواء. كما أصبحت طيران الإمارات أول ناقلة توفر بثاً لعناوين الـBBC لأحدث الأخبار العالمية على شاشات الفيديو الشخصي.

2006: وفرت طيران الإمارات تسهيلات في كل مقعد على جميع الدرجات ضمن أسطولها لإرسال واستقبال البريد الإلكتروني والرسائل النصية القصيرة SMS.

2008: أصبحت طيران الإمارات أول ناقلة في العالم توفر لركابها إمكانية استخدام هواتفهم النقالة على الرحلات من خلال نظام إيروموبايل.

2008: بعد تسلمها لطائرة ايرباص 380 أصبحت أول ناقلة تزود طائراتها بخدمة شاور سبا لركاب الدرجتين الاولى والاعمال.