تنتظر مصر حدثاً ضخماً خلال الأيام القليلة المقبلة وهو افتتاح قناة السويس الجديدة التي بدأ العمل عليها منذ ما يقرب من عام وقد ساهمت دول عدة في إنجاز هذا المشروع الضخم تأتي في مقدمتها دولة الإمارات، التي تعد أكبر حليف داعم لمصر بعد نجاح ثورة 30 يونيو 2013.
وقال خبراء اقتصاديون لـ «البيان الاقتصادي» إن أوجه دعم الإمارات لمصر متعددة، حيث شملت الدعم السياسي لموقف مصر الدولي في مواجهة الإرهاب، وكذلك الدعم الاقتصادي من خلال استثماراتها في مصر وما قدمته خلال المؤتمر الاقتصادي في مدينة شرم الشيخ في مارس الماضي، ولكن، بحسب الخبراء، كان أكبر دعم من دولة الإمارات لمصر هو دورها في تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة وما حولها من مشروعات تنموية.
الجرافات الوطنية
وكان التحالف الإماراتي «التحدي» الذي تقوده شركة الجرافات الوطنية الإماراتية، ويضم شركتي «فان أورد» و«بوسكالس» الهولنديتين وشركة «جان دو نيل» البلجيكية، قد حقق أعمال تكريك كبيرة تعدت 192 مليون متر مكعب بنسبة إنجاز 96%، من الأعمال المطلوبة منه، بمشاركة 23 كراكة تابعة للتحالف الإماراتي البلجيكي الهولندي.
وغادرت قبل أيام 4 كراكات إماراتية (الحمرا والخاتم وأم العنبر والمرفأ) مواقع العمل بعد انتهاء عملها بالقطاعات 2 و3 و4 و5 بطول قناة السويس الجديدة.
وقال أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية الدكتور حسن عبيد لـ «البيان الاقتصادي» إن الدور الإماراتي في مشروع قناة السويس كبيرٌ وله أوجه ومجالات عدة، فدولة الإمارات دخلت شريكة على رأس عدد من الشركات العالمية لتنفيذ المشروع الأساسي وهو حفر مجرى جانبي يوازي القناة القديمة ليسمح بازدواج الحركة وهذا المشروع تم تمويله بأموال مصرية وتم التنفيذ من خلال عدد من الشركات العالمية على رأسها شركات إماراتية.
المشروعات اللوجيستية
وأضاف إن هناك جانباً ثانياً للمساهمة الإماراتية في قناة السويس الجديدة، ويتمثل في بعض المشروعات اللوجيستية على جانبي القناة تقوم بمهمة المشروعات المكملة للحركة في مجرى القناة، بمعنى أن حركة المرور في القناة تستلزم محطات عدة للحاويات وللسفن العابرة للقناة تضم حاويات تصل من بين 200 إلى 300 ألف حاوية تتحرك في كل الاتجاهات، ليعاد توزيعها على الناقلات الصغيرة لتذهب مباشرة لوجهتها، وكل تلك المشروعات سيكون للحليف الإماراتي نصيبٌ كبيرٌ من تنفيذها.
إعادة التصدير
وتابع الخبير الاقتصادي، الدكتور حمدي عبد العظيم، في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي» إن الإمارات تشارك في كل المشروعات المقامة حول قناة السويس وكانت داعماً كبيراً لمصر لتنفيذ هذا المشروع العملاق، كما ساهمت في المشروعات المحيطة بالمشروع الأساسي أو ما يعرف بأنه المجرى الموازي للقناة الأساسية، مثل مشروع البائع الجاف.
حيث توفير مستودعات وموانئ مخصصة وجافة لإعادة تصدير البضائع، وكذلك مساهمة الإمارات وتمويلها لمشروعات أخرى مثل تمويل أحواض السفن الجافة والصيانة وصناعة بارجات صغيرة لنقل البضائع، موضحاً أن دولة الإمارات تعد من أكبر شركاء مصر الاقتصاديين حالياً منذ نجاح ثورة 30 يونيو 2013 وحتى الآن.