هل تساءلتم مرة، كيف يتم نقل قطع غيار ضخمة كمحرك طائرة على سبيل المثال؟ يأخذنا القبطان مايك غالفن في رحلة فريدة من نوعها لإيصال محرّك جديد من سيدني إلى جوهانسبرغ.
بعد أن هبطت طائرة كوانتاس في جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا، كشفت الصيانة الدورية أن طائرة بوينغ 747 بحاجة إلى محرّك جديد كي تتمكن من متابعة رحلاتها. ولتأمين محركّ جديد تم التواصل مع مركز الصيانة في سيدني الذي قرر شحن محرّك الطائرة الجديدة بطريقة فريدة من نوعها.
وعندما حلّ موعد الرحلة القادمة المتوجهة من سيدني إلى جوهانسبرغ في 6 يناير 2016، لم يكن ركّاب الطائرة على علم أنهم سيرون مشهداً لم يرونه من قبل، فبالإضافة إلى المحركات الأربعة التي تحملها الطائرة عادةً، حملت البوينغ 747 راكباً إضافياً يزن سبعة أطنان.
يفسر القبطان مايك غافن قائلاً: »لا يعلم ذلك كثيرون، إلا أن طائرة البوينغ 747 قادرة على حمل محرّك إضافي على الجناح الأيسر بين بدن الطائرة والمحرّك الأوّل. بالطبع لا يستخدم هذا المحرك الإضافي في تسيير الطائرة بل نقوم بشحنه بهذه الطريقة ليتم تركيبه لاحقاً في الطائرة الأخرى في جوهانسبرغ«.
وبسبب الوزن الإضافي لمحرّك رولز-رويس، زودت الطائرة بكمية أقل من الوقود، هذا بالإضافة إلى أن الطائرة تستهلك كمية أكبر من الوقود أثناء الطيران بسبب وزن المحرّك، لذا توجب الهبوط في بيرث للتزود بالوقود قبل متابعة الرحلة إلى جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا.
قد يتساءل من يرى صورة الطائرة بخمسة محركات، كيف يمكن أن تطير بشكل متوازن على علو 30 إلى 40 ألف قدم مع وجود سبعة أطنان إضافية على الجناح الأيسر، لكن خبرة طياريّ كوانتاس الطويلة في هذا المجال تمكنهم من التحكّم بالطائرة بفضل المعدات في غرفة القيادة لتوفير رحلة سلسة من دون أي انزعاج للمسافرين.
ومع وصول المحرّك إلى جوهانسبرغ، تمكّن طاقم الصيانة من نوع المحرك القديم خلال مدة ساعة واستبداله المحرّك الجديد بسرعة وفعالية لتتابع طائرة بوينغ 747 رحلاتها الدولية بين أستراليا وجنوب إفريقيا. أما المحرّك الآخر الذي يتطلّب صيانة، فسيتم شحنه بحرياً إلى أستراليا في رحلة أقل ما يمكن القول فيها انها ستكون أطول بكثير من رحلته الأولى.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها طيران كوانتاس بشحن محرّك بهذه الطريقة لتوصيله بالسرعة اللازمة ومن دون تكاليف الشحن الإضافية. ففي عام 2011، ألقيت المهمة على عاتق طائرة بوينغ 707.