حافظت موانئ دبي العالمية على تركيزها على زيادة إنتاجيتها خلال 2016، وتحقيق النمو في بيئة محفوفة بالتحديات والتصميم على تحويل هذه التحديات إلى فرص، حيث واصلت المجموعة تحسين أدائها من خلال الاستثمار في مزيد من الموانئ والمحطات، عبر العالم والعمل على تحفيز الإبداع والابتكار في تطوير أعمال الشركة، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ولتحقيق رؤية سموه بالتقدم الى المركز رقم 1 عالمياً في مختلف المجالات، من خلال تطوير واستخدام أحدث التطبيقات الذكية لتقنية المعلومات، للارتقاء بمستوى الخدمات والتسهيلات المقدمة للمتعاملين.
وقال سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية: «تستهل موانئ دبي العالمية عام 2017 بوضع مالي قوي وبجاهزية تامة لكل التوقعات، التي تطرأ خلال العام الجديد وتصميم أكيد على مواصلة النمو وتحقيق الربحية وقيادة مستقبل التجارة العالمية».
وأضاف أنه على الرغم من صعوبته شهد 2016 إبرام موانئ دبي العالمية عدداً من صفقات الاستحواذ والاستثمار، فضلاً عن توسعة الطاقة الاستيعابية، عبر محفظة أعمالها العالمية، تماشياً مع احتياجات السوق، إضافة إلى تطوير الأداء والإنتاجية، وإطلاق مشاريع الاستدامة، وحصد الجوائز وفوق كل ذلك قيادة قطاع حيوي.
تنويع الاقتصاد
وأشار سلطان أحمد بن سليم إلى أنه في خضم كل ذلك تحرص موانئ دبي العالمية على المشاركة الفاعلة في تعزيز التنوع في بنية الاقتصاد الوطني على طريق التقدم إلى مرحلة «الإمارات ما بعد النفط»، من خلال ترسيخ دور الشركة كونها رافداً أساسياً من روافد التنوع الاقتصادي في الدولة، والعمل على تحقيق أهداف رؤية الإمارات 2021 وخطة دبي 2021 بالانتقال إلى اقتصاد المعرفة عبر النجاح في التحول إلى خدمات الحكومة الذكية وبمواكبة تحول دبي إلى المدينة الأذكى عالمياً، كما تضع الشركة في مقدمة أولوياتها المشاركة الفاعلة في التحضير لاستضافة دبي معرض إكسبو 2020 من أجل ضمان تحقيق نجاح منقطع النظير لهذا المعرض، الذي يعد أهم حدث اقتصادي وتجاري يجري تنظيمه عالمياً.
صفقات الاستحواذ
وتنوعت إنجازات موانئ دبي العالمية، خلال 2016 حيث نفذت المجموعة العديد من صفقات الاستحواذ واستثمارات الجديدة في العديد من الموانئ والمحطات، حيث فازت موانئ دبي العالمية بامتياز تطوير مركز خدمات لوجستية متطور في كيغالي- رواندا مدته 25 عاماً لتطوير وتشغيل الميناء، الذي يساعد رواندا على تنشيط صادراتها على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وسوف يرفع المشروع طاقة مناولة ميناء كيغالي من الحاويات بحدود 50 ألف حاوية نمطية، ويضيف مستودعات تخزين بطاقة 640 ألف طن، وتبلغ تكلفته 35 مليون دولار.
عقد امتياز
كما فازت موانئ دبي العالمية و«بي أند أو ماريتايم» بعقدين منفصلين لتطوير ميناء ليماسول في قبرص، يتعلقان بالتشغيل التجاري للأنشطة، ضمن ميناء ليماسول في جزيرة قبرص.
وحازت «موانئ دبي العالمية- ليماسول» عقد امتياز لمدة 25 عاماً، يمنحها حقوقاً حصرية لتشغيل المحطة البحرية متعددة الأغراض، والتي تشتمل أنشطتها مناولة البضائع السائبة والبضائع العامة والشحن بالدحرجة (رو- رو)، إلى جانب تشغيل محطة الركاب.
وفي ذات الوقت، حصلت «بي أند أو ماريتايم قبرص» لخدمات الملاحة البحرية (وهي الشركة التابعة المملوكة بالكامل لـ«موانئ دبي العالمية» المحدودة) على عقد امتياز لمدة 15 عاماً للتشغيل الحصري لقوارب القطر، وإرشاد السفن في ميناء ليماسول.
وسيتم منح حقوق الامتياز للمشروع المشترك بين «موانئ دبي العالمية» و«جي. إيه. بي فاسيلوبولوس» العامة المحدودة، وستمتلك شركة «موانئ دبي العالمية» 75% من حصص رأس المال في كل مشروع مشترك، إضافة لحقوق الإدارة.
ربط أوروبا واسيا
كما شهد 2016 افتتاح محطة موانئ دبي العالمية في ياريمشا في تركيا، حيث تتمتع المحطة الجديدة، بطاقة استيعابية 1.3 مليون حاوية نمطية، وتمتد على 460 ألف متر مربع، ما يعزز ربط تركيا بكل من أوروبا وآسيا، وتمكين التجارة في خليج إزميت، إحدى أهم مناطقها الصناعية.
وتعتبر محطة «موانئ دبي العالمية- ياريمشا» أول مشروع للبنية التحتية في خليج إزميت تتم إدارته من قبل مشغّل عالمي، والأول في البلاد الذي يستخدم رافعات عملاقة تعمل بالتحكم عن بعد مع أنظمة تحكم آلي بالبوابات.
وحصلت موانئ دبي العالمية على امتياز مدته 50 عاماً لإنشاء ميناء متعدد الاستخدامات في بوسورجا في الإكوادور بطاقة تصل إلى 750 ألف حاوية نمطية، حيث تصل تكاليف المشروع إلى مليار دولار منها 500 مليون دولار استثمارات في المرحلة الأولى، ويتوقع أن يستغرق إنشاؤه 24 شهراً.
فرص مستقبلية
ووقعت موانئ دبي العالمية مذكرة تفاهم مع مؤسسة موانئ تايوان العالمية «تي آي بي سي» المُدارة من قبل الحكومة، لتطوير المحطة رقم 7 بميناء كاوهسيونغ في تايوان، حيث تعد المذكرة خطوة باتجاه ترسيخ الجهود المشتركة الرامية إلى تحديد الفرص المستقبلية في تايوان ودفع نمو البنى التحتية للموانئ وتعزيز الإمكانات التجارية للبلاد، من خلال توفير حركة بضائع سلسة على امتداد سلسلة التوريد، كما وقعت اتفاقية امتياز لمدة 30 عاماً لتوسعة وتشغيل محطة رودني للحاويات متعددة الأغراض في سانت جون في نيوبرونزويك بكندا، بهدف توسيع الميناء بوابة لخدمة المناطق الشرقية من كندا والولايات المتحدة.
وفازت موانئ دبي العالمية بامتياز لمدة 30 عاماً في ميناء بربرا في الصومال لإدارة وتطوير ميناء متعدد الاستخدامات في بربرا في جمهورية الصومال، كما وقعت مذكرة تفاهم لتطوير الخدمات اللوجستية في أوكرانيا لتعزيز وتسهيل التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك تطوير القدرات اللوجستية.
حصة اضافية
واستحوذت موانئ دبي العالمية على حصة إضافية في «بوسان نيوبرت المحدودة» من «سامسونغ وشركاتها التابعة»، حيث رفعت حصتها في «بوسان نيوبورت المحدودة» (بي أن ٍسي) في كوريا الجنوبية لتصل إلى 66.03 % بعد استحواذها على 23.94% إضافية من «سامسونغ وشركاتها التابعة».
وخلال 2016 أسست موانئ دبي العالمية والصندوق الروسي للاستثمار المباشر مشروعاً مشتركاً في روسيا في يناير، وتستهدف مشاريع البنى التحتية في قطاع الموانئ والنقل واللوجستيات في روسيا.
وتسعى موانئ دبي العالمية لاستكشاف فرص تطوير مشاريع البنى الأساسية في الهند على مدى السنوات المقبلة، ففي يناير الماضي أعلنت المجموعة سعيها لاستكشاف فرص في الهند خلال السنوات المقبلة تفوق قيمتها مليار دولار.
مشاريع الاستدامة
ووقعت موانئ دبي العالمية مبادرة «متحدون من أجل الحياة البرية»، التي تهدف إلى مكافحة الاتجار غير المشروع بأصناف الحيوانات وحماية الثروة الطبيعية العالمية
وتوجت موانئ دبي العالمية دورها الدولي في الجهود العالمية لدعم الاستدامة، والحفاظ على البيئة، بالتوقيع في مارس على 11 التزاماً عاماً بعيد المدى مع منظمة «يونايتد فور وايلد لايف»، «متحدون من أجل الحياة البرية»، التي تجمع المؤسسات الخيرية الرئيسة في العالم، بهدف دعم قضايا الحفاظ على البيئة وخصوصاً التجارة غير المشروعة من أفريقيا إلى آسيا بمنتجات العاج من الفيلة ووحيد القرن، والنمور الكبيرة والعديد من الأجناس الأخرى.
وفي خطوة جديدة هدفها تعزيز إجراءات معالجة الملوثات الناتجة عن السفن في ميناء جبل علي، وقّعت موانئ دبي العالمية- الإمارات في أبريل الماضي مذكرة تفاهم مع «تراخيص»، الذراع التنظيمية لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي، لإلزام مزودي خدمات إدارة مخلفات السفن بتطبيق الاتفاقية الدولية لمنع التلوث من السفن المعروفة باسم «بروتوكول ماربول»، حيث يمنع البروتوكول تلوث البيئة الناتج عن مخلفات السفن في البحار، وفي أحواض الموانئ، وقد خضعت الاتفاقية الدولية لتعديلات عدة، وفق ملاحق خاصة صادرة عن المنظمة البحرية الدولية.
وبموجب مذكرة التفاهم، سيتم الطلب من الشركات العاملة في دبي في مجال إدارة مخلفات السفن تسوية أوضاعها، بما يتناسب وملحق بروتوكول «ماربول»، ضمن مهلة محددة تنتهي بنهاية 2016. ومع بداية العام الحالي لن يسمح لمزودي الخدمات المخالفين لشروط بروتوكول المنظمة البحرية الدولية واتفاقية منع التلوث البحري تزويد الخدمات للسفن في ميناء جبل علي.
الأرباح تقفز 50% خلال النصف الأول 2016
أعلنت موانئ دبي العالمية عن تحقيق نتائج مالية قوية من محفظة أعمالها العالمية خلال الأشهر الستة الأولى من العام والمنتهية في 30 يونيو 2016، حيث نمت العائدات 10.2% فيما نمت الأرباح المعدلة قبل استقطاع الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك 27.2% وبلغ هامش الأرباح المعدلة قبل استقطاع الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك %56.2 محققة أرباحاً عائدة لمالكي الشركة قبل البنود المتوجب الإفصاح عنها بشكل منفصل بلغت 608 ملايين دولار بزيادة 50.2% وعائدات للسهم الواحد بلغت 73.2 سنتاً.
ووقعت موانئ دبي العالمية مذكرة تفاهم مع شركة «هايبرلوب وان» الأميركية لتفعيل دور الابتكارات في مستقبل حركة التجارة العالمية، كما وقعت مذكرة تفاهم مع «هايبرلوب وان» مقراً لها، لاستكشاف آفاق التعاون في استخدام التكنولوجيا الحديثة المبتكرة في صياغة مستقبل التجارة العالمية.
ويهدف التعاون إلى إجراء دراسات جدوى حول نقل الحاويات داخل أنظمة خطوط الأنابيب أو الـ«هايبرلوب» مباشرة من الباخرة الراسية في ميناء جبل علي إلى الميناء الجاف في المنطقة اللوجستية والتي تبعد 29 كيلومتراً من الميناء.
جدوى التكاليف
وستتضمن الدراسة الأولية تحليل جدوى التكاليف وفوائد نقل ومناولة البضائع من الباخرة مباشرة باستخدام التكنولوجيا الجديدة وتحليل أنماط الطلب وأحجام البضائع.
كما وقعت موانئ دبي العالمية مذكرة تفاهم مع شركة «سوما غروب» الروسية لمتابعة فرص الاستثمار في الموانئ والمناطق الاقتصادية الحرة ومشاريع الخدمات اللوجستية الداخلية في روسيا الاتحادية.
وفي إطار استراتيجية الاستثمار المجتمعي التي تتبعها، أطلقت «موانئ دبي العالمية» في مايو الماضي برنامجاً تعليمياً فريداً للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و14 عاماً على امتداد شبكة أعمالها العالمية.
نقل الخبرات
وتهدف المبادرة إلى رفع مستوى الوعي بالقطاع البحري والتجارة والخدمات اللوجستية والخيارات المهنية المرتبطة به انطلاقاً من دورها كشركة رائدة في التجارة، والخدمات اللوجستية العالمية وإيمانها بدور الأعمال في تشجيع التعليم - ونقل الخبرات والتجارب.
وتتطلع موانئ دبي العالمية إلى إشراك 34 ألف طفل في البرنامج بحلول 2020 والذي سيدرسه موظفوها في المدارس المحلية في المجتمعات كافة، حيث تتواجد الشركة خلال إجازاتهم التطوعية السنوية.
ويغطي المحتوى، الذي تم تطويره بالتعاون مع شركة متخصصة بالاستشارات التعليمية وبالتنسيق مع مجموعة من المدرسين وبدعم منهم عدداً من المواضيع تستقطب اهتمام الشباب بقطاع الموانئ والتجارة والخدمات اللوجستية وهو مجال غير معروف وغالباً ما يتم إغفاله في الاقتصاد العالمي.