أكد عدد من الخبراء والمتخصصين في القطاع الفندقي أن دبي تفوقت على العديد من العواصم العالمية في جاذبيتها الاستثمارية لا سيما في القطاع الفندقي الذي يحقق متوسط عائد يتراوح بين 10 – 20% تختلف بحسب موقع الفندق وفئته.
وأشار الخبراء إلى أن العوائد التي تحققها الفنادق العاملة في إمارة دبي سجلت مستويات قياسية ووضعت الإمارة في مصاف أهم الأسواق العالمية بالتزامن مع ارتفاع نسب الإشغال التي وصلت بحسب التقديرات إلى 88 % خلال الربع الأول من العام الجاري واستمرارية التدفق السياحي الذي وصل إلى نحو 4 ملايين سائح خلال نفس الفترة.
وقال الخبراء إن المبادرات الحكومية المتواصلة والمشاريع السياحية، التي تم افتتاحها مؤخراً، إضافة إلى المشاريع، التي تم الإعلان عنها عززت من ثقة المستثمرين بالقطاع، الذي يحظى بالعديد من الفرص الاستثمارية لا سيما على صعيد الغرف الفندقية مشيرين إلى أن تصميم الجهات المختصة على تحقيق رؤية دبي السياحية بالوصول إلى 20 مليون سائح وإضافة 36 ألف غرفة إلى محفظتها الفندقية لتصل إلى 140 ألف غرفة بحلول 2020، وما رافقه من تسهيلات للمستثمرين أسهم في استقطاب رؤوس الأموال إلى القطاع وخلق فرص استثمارية جديدة.
وقال سيمون كاسون رئيس عمليات أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا فيفور سيزونز إن النمو السياحي الذي تحققه دبي والمرافق السياحية التي تم افتتاحها بالإضافة إلى نجاح الإمارة باستضافة اكسبو 2020 كلها عوامل تعزز من جاذبية الاستثمار في فنادق دبي على الرغم من الظروف التي تحيط بالمنطقة.
وأوضح كاسون أن المبادرات الحكومية لا سيما في ما يتعلق بإعفاء الأسواق الرئيسية مثل السوق الروسي والصيني من الحصول على التأشيرات تساهم بشكل كبير في دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم ودراسة الفرص الاستثمارية في السوق وتحفزهم على ضخ المزيد من الاستثمارات، مشيراً إلى أن ما أنجز في الإمارات بشكل عام وفي دبي بشكل خاص في الفترة الماضية من مشروعات عملاقة ومتميزة على مستوى العالم، والطرق التي تدار بها هذه المشروعات والخدمات المرافقة لها جعل من دبي ضرورة ملحة لأي شركة تعمل في مجال السياحة وتريد أن تزيد من نجاحاتها.
وأكد كاسون أن توسع شركات الطيران المحلية ووصولها إلى وجهات جديده من العوامل التي تعزز ثقة المستثمرين بالقطاع مشيراً إلى أن الفنادق في دبي تحافظ على نسب إشغال جيدة حتى في أصعب الظروف وهي مصنفة ضمن المراكز الأولى عالمياً من حيث العوائد على الغرف الأمر الذي شجع المجموعة على توسيع حضورها في السوق المحلي من خلال وجود فندقين في دبي وآخر في أبوظبي وفي حال توفرت فرص استثمارية أخرى سنعمل على الاستفادة منها.
ومن جهته قال علي أبو منصر رئيس مجلس إدارة شركة «الرؤية للسياحة» أن المنشآت الفندقية العاملة في دبي تصل إلى مرحلة الاسترداد الكامل لتغطية تكاليفها خلال 10 سنوات، في حين يصل المعدل العالمي إلى نحو 15 عاماً الأمر الذي يجعل الإمارة محل أنظار المستثمرين المحليين والعالميين.
وأضاف أبو منصر، على الرغم من تراجع عوائد وأسعار الغرف الفندقية إلا أنها لا تزال ضمن الأعلى عالميا الأمر الذي يفسر رغبة المجموعات العالمية بالتواجد في الإمارة خاصة قبل اكسبو 2020 للاستفادة من التدفق السياحي المتوقع.
وأضاف أن مؤشرات الإيجابية لأداء القطاع الفندقي وقدرته على تجاوز التحديات دفعت بالعديد من المستثمرين حول العالم للتوجه وافتتاح فنادق في دبي، مشيراً إلى أن المنتج السياحي في الإمارات عامة ودبي خاصة يمتاز بالتنوع مع وجود منشآت فندقية تلبي احتياجات مختلف شرائح السياح مستبعداً وصول دبي إلى مرحلة عدم التوازن بين العرض والطلب مع دخول عدد كبير من الفنادق خلال السنوات المقبلة في ظل معدلات النمو العالية التي تسجلها الإمارة.
قال محمد عوض الله، الرئيس التنفيذي لمجموعة تايم للفنادق في دبي إن قطاع الضيافة يشهد تسابقاً من قبل المجموعات الفندقية العالمية على التواجد في دبي الأمر الذي أصبح ملاحظاً عقب فوز دبي باستضافة اكسبو 2020 والإعلان عن رؤيتها السياحية بالوصول إلى 20 مليون سائح.
وأضاف عوض الله أن العائد على الاستثمار في فنادق دبي، يعتبر ضمن الأفضل عالميا ويتراوح خلال الفترة الحالية بين 10 – 20 % مشيراً إلى أن العائد يختلف حسب المنطقة التي سيتم إنشاء الفندق فيها، بالإضافة إلى الفئة والنوعية.
وأوضح أن الجديد في الاستثمار الفندقي انه أصبح أكثر تنوعاً فبعد أن كان يرتكز على الفنادق من فئة خمس نجوم أصبح الآن هناك العديد من المشاريع الفندقية من الفئات المتوسطة، مشيراً إلى أن المبادرة التي أطلقتها دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي والتي تتضمن إعفاء الفنادق من فئتي ثلاث وأربع نجوم من رسوم البلدية المفروضة بواقع 10 % على سعر الغرفة لكل ليلة إشغال خلال الفترة الممتدة بين الأول من أكتوبر 2013 و31 ديسمبر 2017 استقطبت استثمارات ضخمة إلى هذه الفئات.
وبدوره قال ديفيد برنس نائب الرئيس الإقليمي لروتانا في دبي والمناطق الشمالية إن العائد الاستثماري في القطاع الفندقي يختلف من وقت لآخر ويتراوح خلال الفترة الحالية بين 10 – 15 % الأمر الذي يعتبر جيداً في ظل التحديات التي يواجهها القطاع.
وتوقع ارتفاع الطلب على الاستثمار الفندقي في الإمارات، نظراً لأن الخطط الحكومية تهدف إلى زيادة مساهمة القطاع السياحي في إجمالي الدخل السنوي في الدولة، مشيراً إلى أن الطلب المتنامي في عدد السياح والتوسعات في مطارات الدولة يشيران إلى أن القطاع سيصبح المساهم الثاني في الدخل بعد النفط.
الإجراءات
قال ديفيد برنس نائب الرئيس الإقليمي لروتانا في دبي والمناطق الشمالية إن سهولة الإجراءات والأنظمة المتبعة التي تخلو من أي تعقيدات أو معوقات، إضافة إلى ما توفره الإمارة من مقومات وفرص استثمارية جعلت منها وجهة سياحية تسعى مختلف السلاسل الفندقية العالمية إلى أن يكون لها موطئ قدم فيها، للحصول على حصة من السياح الذين يتدفقون إليها من كل أصقاع الأرض.
ارتفاع الطلب يُعزّز فرص الاستثمار
قال هلال سعيد المري، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي (سياحة دبي)، إن ارتفاع الطلب من قِبل المسافرين الدوليين، وما ترتب عليه من نمو في قطاع السياحة، شكّل حجر الزاوية في تعزيز الاستثمار المتواصل، الذي أدى بدوره إلى تحسُّن المعروض، ما نتج عنه تخطي عتبة 100 ألف غرفة فندقية. إذ تَحقق هذا الإنجاز نتيجة التعاون المشترك والشراكات القوية بين القطاعين العام والخاص، بما رسّخ مكانة مدينة دبي المرموقة على الصعيد العالمي. وأضاف المري أن دائرة السياحة والتسويق التجاري تعمل مع شركائها في القطاعين العام والخاص على تطوير البنية التحتية، وتوفير كافة المتطلبات لمواجهة استقبال ما يزيد على 20 مليون زائر، المتوقع زيارتهم لإكسبو 2020.
البيئة الأكثر جذباً للمجموعات الفندقية
أكد عصام كاظم، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، أن فنادق دبي لا تزال الوجهة الأكثر جذباً للمجموعات الفندقية العالمية بالمنطقة، كما أن العائد على الغرف الفندقية فيها يعتبر الأعلى على مستوى العالم خلال العام الجاري.
وقال كاظم: يعتمد تحقيق النمو على الشراكات القوية بين القطاعين الخاص والعام، مع تعزيز تطوير القطاع واستعراض مميزات المنتج السياحي في دبي، والاستمرار في ترويج الإمارات كوجهة تتسم بالأمن والأمان. وأضاف أن انخفاض أسعار الفنادق يعتبر مؤشراً إيجابياً بالنسبة للقطاع، بما يعني جذب أكبر عدد من السياح من مختلف الفئات والدول. ورغم هذه الانخفاضات، إلا أن فنادق دبي لا تزال تحقق عائدات جيدة مقارنة بوجهات عالمية.
32.5 %
تبلغ حصة الفنادق من فئة خمس نجوم من إجمالي المحفظة الفندقية في إمارة دبي 32.5 %، حيث يبلغ عدد الغرفة الفاخرة نحو 33753 غرفة من إجمالي 103579 غرفة فندقية في دبي بنهاية الربع الأول من العام الجاري. وتعتبر إمارة دبي واحدة من أكبر الوجهات السياحية امتلاكاً للغرف الفندقية من فئة الخمس نجوم على المستوى العالمي، كما تملك الإمارة محفظة تضم حوالي 10 آلاف شقة فندقية فاخرة (ديلوكس)، بالإضافة إلى أن عدد الغرف الفندقية من فئة الأربع نجوم يقارب 23 ألف غرفة.
5 %
ساهم نشاط الفنادق والمطاعم بما يقارب 5 % من مجمل الناتج المحلي لإمارة دبي خلال العام الماضي 2016، كما تشير المؤشرات الاقتصادية الأولية إلى نمو هذا النشاط بنسبة 9 %، كما تؤكد دور وأهمية القطاع السياحي في دفع عجلة النمو الاقتصادي في الإمارة حيث يؤثر الزوار بشكل مباشر على خدمات الفنادق والمطاعم. وتشير التقديرات الرسمية إلى أن المساهمة المباشرة وغير المباشرة لقطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي بلغ نحو 80 مليار درهم خلال العام الماضي 2016، وهو ما يعادل حصة 20 % من إجمالي حجم اقتصاد الإمارة. وذلك مقارنة مع ما يقارب 75 ملياراً خلال العام 2015.
16
مليون سائح متوقع إلى دبي بنهاية العام الجاري مقارنة بحوالي 14.9 مليوناً خلال العام الماضي، ما يمثل نسبة نمو بحوالي 7 %.
20
مليون سائح تسعى دبي إلى استقبالهم بحلول العام 2020، في ظل هدفها الرامي إلى تحقيق رؤية دبي لتطوير القطاع السياحي، ولتحقيق هذا الهدف تركز الإمارة على الاستثمار بقوة في عدة قطاعات من بينها الضيافة والطيران والبنية التحتية والتسويق والمراكز التجارية إضافة إلى خلق وجهات سياحية جديدة داخل المدينة.
589
درهماً متوسط سعر الغرفة الفندقية في الليلة الواحدة بإمارة دبي خلال الربع الأول من العام الجاري، منخفضاً من 613 درهماً خلال الفترة ذاتها من العام الماضي أي بنسبة تراجع تقارب 4 %.
فنادق دبي الأعلى ربحية إقليمياً
أكد أليكس كيرياكيدس، رئيس ومدير عام شركة ماريوت الدولية في الشرق الأوسط وأفريقيا، أن الاستثمار في القطاع الفندقي في دبي، ما زال استثماراً مربحاً رغم التحديات التي يواجهها القطاع والاقتصاد بشكل عام، ورغم انخفاض أسعار الغرف، وارتفاع أسعار معظم السلع والمواد الأساسية خصوصاً تلك التي تتعلق بمواد البناء.
وأضاف إن معدلات الإشغال في دبي تواصل بقاءها فوق مستويات 80 %، وهو ما يعني الاستمرارية في تحقيق الأرباح ومواصلة تصدرها معدلات الربحية من وجهة نظر استثمارية على المستوى الإقليمي وربما العالمي.
وأضاف إن ماريوت كانت قد خصصت 3.7 مليارات درهم كاستثمارات فندقية في الإمارات خلال السنوات الأربع المقبلة، تتعلق بإنشاء فنادق جديدة بسعة 1500 غرفة فندقية، كما تعتزم بناء أكثر من 25 فندقاً جديداً في الدولة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
انخفاض أسعار النفط عامل جذب للاستثمار الفندقي
قال نيل جورج، النائب الأول للرئيس، لعمليات الاستحواذ والتطوير في فنادق ومنتجعات ستاروود العالمية: عندما تنخفض أسعار النفط بالنسبة التي انخفضت بها خلال العامين الماضي والجاري، فهذا يعني أن أسعار الأراضي والحديد والرمل ومواد البناء الأساسية تنخفض، كما أن أسعار العقارات بشكل عام تنخفض هي الأخرى، فسواء كنت ترغب في شراء فندق جاهز أو مبنى جاهز وتحويله لفندق، أو حتى بناء فندق من الصفر فالتكلفة ستكون أقل بكثير مما كنت ستسدده لو استثمرت في عامي 2012 أو 2013.
وأضاف إن العائد على الاستثمار في قطاع الفنادق بإمارة دبي، يعتبر الأعلى إقليمياً. وتابع قائلاً: إن دبي هي المكان المفضل للاستثمار والتوسع بالنسبة للمجموعات الفندقية العالمية، وستاروود لا تعتبر استثناءً، حيث تعمل المجموعة على إضافة المزيد من الفنادق التي تحمل علامات ستاروود في دبي خلال السنوات القليلة المقبلة. وأضاف أن العام الجاري 2016 هو الأمثل للاستثمار في القطاع الفندقي.
49 مليار درهم استثمارات سياحية بحلول 2020
يقدر إجمالي الاستثمارات التي سيتم ضخها في قطاعي السياحة والضيافة في إمارة دبي خلال الأعوام ما بين 2017 و2020 بنحو 49 مليار درهم، ما يمثل حصة بحوالي 6.7 % من إجمالي الاستثمارات التي ستشهدها الإمارة خلال الفترة المذكورة، حسب بيانات مجلس السفر والسياحة العالمي.
وأكد المجلس أن حجم الاستثمار خلال العام الجاري سيصل إلى 10.5 دراهم، على أن تصل العام المقبل إلى 11.6 مليار درهم ثم 12.9 ملياراً في العام 2019 على أن تصل في العام 2020 إلى ما يفوق 14.3 ملياراً، حيث لفت المجلس إلى أن معدل النمو السنوي لعوائد القطاع السياحي بالإمارة سيبلغ 11 % في نفس الفترة. وأكد المجلس أن إمارة دبي تستحوذ على ما يقارب 40 % من إجمالي الاستثمارات السياحية والفندقية في دولة الإمارات.
وأوضح المجلس أن إمارة دبي تقود الاستثمارات السياحية ليس فقط على صعيد دولة الإمارات بل على مستوى منطقة بلدان مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، خصوصاً في ظل الاستراتيجيات السياحية الواضحة التي وضعتها دبي لتطوير القطاع، وعلى رأسها «رؤية 2020»، التي تسعى من خلالها إمارة دبي إلى استقطاب 20 مليون سائح ومضاعفة عدد الغرف الفندقية لتصل إلى ما بين 140 إلى 160 ألف غرفة بحلول العام 2020.
فنادق الإمارة تتفوق على باريس ونيويورك ولندن في العوائد
أكدت بيانات مؤسســة إس تي آر غلوبال، المتخصصة في الدراسات الفندقية والسياحية، أن العائد على الغرفة الواحدة في الليلة بالنسـبة لفنادق دبي يبلغ كمتوسط حوالي 440 دولاراً، ما يضع فنادق الإمارة في المركز الأول عالمياً من حيث عوائد الغرفة الكلية (تتضمن عائد الغرفة بالإضافة إلى عوائد المطاعم ومــــرافق الفنادق).
وجاءت العاصمة القطرية، الدوحة، في المركز الثاني ضمن القائمة التي أعدها البيان الاقتصادي، بناءً على بيانات المؤسسة الخاصة بأشهر يناير وفـــــبراير ومارس من العام الجاري، حيث بلغ العــائد على الغرفة في الدوحة حوالي 313 دولاراً، مقابل 286 دولاراً لفنادق العاصمة الفرنسية باريس، في حين احتلت العاصمة أبوظـــبي المركز الرابع بنحو 237 دولاراً.
واحتلت مدينة نيويورك المركز الخامس بـ235 دولاراً، وجاءت العاصمة النمساوية، فيينا، في المركز السادس بـ234 دولاراً، بينما اكتفت أكبر وجهة سياحية في العالم، لندن بالمركز السابع بنحو 200 دولار، ثم العاصمة السعودية، الرياض، بـ197 دولاراً، تلتها عاصمة إيرلندا، دبلن، بـ175 دولاراً، متبوعةً بفرانكفورت الألمانية 163 دولاراً، وبرشلونة الإسبانية بـ154 دولاراً.