أكّد خبراء أن إطلاق أول شبكة تجارية لاسلكية للجيل الخامس في الإمارات من خلال مزوّد الخدمة «اتصالات» يضع الإمارات في مصاف أكثر الدول المتقدمة تكنولوجياً، وينعكس إيجاباً على فرص التحوّل الرقمي ومستقبل الخدمات التي يتمتع بها الإنسان في دبي والإمارات بشكل عام، علاوة على جذب المزيد من الاستثمارات في التقنيات الحديثة مثل إنترنت الأشياء، خصوصاً مع توقّع أن يبلغ حجم سوق تقنية الجيل الخامس 251 مليار دولار عالمياً بحلول عام 2025.

وقال وسام لوتاه، المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية: «إن إطلاق «اتصالات» لأول شبكة لاسلكية تجارية للجيل الخامس في الشرق الأوسط، يشكّل نقلة نوعية في مسارات تعزيز التحول الذكي لإمارة دبي بشكل خاص ودولة الإمارات بشكل عام، وفي إطار مسيرة تحقيق مئوية الإمارات 2071، حيث قطعت دولة الإمارات شوطاً طويلاً في عملية تقديم خدمات نوعية ومتميزة تتمتع بكفاءة عالية وقدرات هائلة، تدعم بناء مدن أكثر ذكاءً وقدرة على تحقيق استدامة الاقتصاد والمساهمة في ترسيخ سعادة الأفراد».

وأضاف: «ستعزز الشبكة اللاسلكية للجيل الخامس من قدرات البنية التحتية لمدينة دبي الذكية، كما ستسمح بتطبيق أفضل للتكنولوجيات المتطورة التي تنفذ ضمن مبادراتها ومشاريعها الاستراتيجية، بشكل يضمن تقديم أفضل مستوى من الخدمات الذكية وتحقيق مستويات رضا وسعادة مرتفعة لدى الناس وتقدم أفضل التجارب لهم».

إمكانيات هائلة

وقال يونس آل ناصر مساعد مدير عام دبي الذكية المدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي: إن الجيل الخامس من شبكات الاتصال المتحرك سيحدث نقلة نوعية في الدور الذي ستلعبه البيانات في تحقيق متطلبات المستقبل وتشكيله، خاصة أن تقنية 5G ستحدث ثورة في المنظومة الرقمية ككل، خاصة عندما تجتمع الإمكانيات الهائلة لشبكات الجيل الخامس للاتصال المتحرك مع قدرات إنترنت الأشياء مع النقلة النوعية في قدرات تحليل البيانات الناتجة عن كمية البيانات التي يتم تبادلها وتحليلها وسرعة نقلها.

وأضاف: تقدر دراسات أن يبلغ حجم سوق تقنية الجيل الخامس 251 مليار دولار عالمياً بحلول عام 2025 ولأن تواصل وبيانات الناس وأسلوب الحياة العصري اليوم يتركز حول الهواتف المتحركة، فإن الجيل الخامس سيوجد أنماطا جديدة من الاستخدام يرافقها احتياجات جديدة من سعة البيانات ونوعية البيانات المتداولة وسعة وأنواع الحوسبة السحابية لاستيعاب هذه البيانات.

إن من أهم تطبيقات نشر ومشاركة البيانات هو تحليلها وبدخول تقنية الجيل الخامس سننتقل بقدرات تحليل البيانات إلى مستويات غير مسبوقة من حيث سعة ونوعية البيانات التي يمكن نقلها وتحليلها خلال ثانية واحدة، ونقيس بذلك أثرها على تطبيقات مثل دعم صناعة القرار الذكي والتحوّل الرقمي ككل. ولمن لا زال يتساءل عن دور تقنية الجيل الخامس في مستقبل التحوّل الرقمي للمدن فليفكر بالنقلة التي أحدثتها المعالجات الحديثة في قدرات أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية بين الماضي القريب واليوم.

كفاءة وسرعة

وقال عامر شرف مدير إدارة التعاون ودعم الامتثال بمركز دبي للأمن الإلكتروني، إن تقنية الجيل الخامس تقدم فرصاً لامتناهية على صعيد كفاءة وسرعة الاتصال وسعات المحتوى وعدد الأجهزة التي يمكن ربطها في آن واحد وهو ما سيحدث نقلة نوعية في استثمار التقنيات الحديثة مثل إنترنت الأشياء والأجهزة الطرفية المتصلة بقواعد البيانات وتغذيها. ونحن في المركز وعبر استراتيجية دبي للأمن الإلكتروني نعمل باستمرار على رصد آخر التطورات في مجال التقنية وتقييم الفرص التي تحملها والتحديات والمخاطر التي ترافقها وذلك ينطبق على تقنية الجيل الخامس.

وأوضح: إن الفضاء الإلكتروني في دبي عبارة عن مجموعة متكاملة من التقنيات والخدمات المرتبطة بشبكات رقمية وبدخول تقنية الجيل الخامس سيزداد عدد الأجهزة المتصلة بهذه الشبكات ونوعية وكمية البيانات المتداولة بين الأجهزة وعبر الشبكة، وهذا يضيف نوعاً جديداً من تحديات الأمن الإلكتروني على مستوى معايير أمن الشبكات ومعايير أمن الحوسبة السحابية المعتمدة وغيرها الكثير.

وأضاف عامر شرف: ضمن استراتيجيتنا نحرص على بناء العلاقات مع مختلف الجهات العالمية في مجال الأمن الإلكتروني وتبادل الخبرات ومتابعة التطورات المصاحبة التقنيات وبالوقت ذاته ندعم البحوث المتخصصة بالتعاون مع القطاع الأكاديمي في الدولة وكلنا ثقة أن الإطلاق التجاري لتقنية شبكات الجيل الخامس سينعكس إيجاباً على فرص التحوّل الرقمي في دبي ومستقبل الخدمات التي يتمتع بها الإنسان في دبي.

طيف واسع

وتوقّع المهندس خليفة الشامسي الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والحوكمة المؤسسية في «اتصالات» أن تساهم شبكة الجيل الخامس في دعم طيف واسع من الحلول والخدمات منها تعزيز التواصل بين الأجهزة والأبنية المتصلة في المدن الذكية وتقنيات الواقع المعزّز والافتراضي والأتمتة الصناعية والمركبات ذاتية القيادة وتوفير نطاق الاتصال للمهام الحرجة مثل خدمات الطوارئ، بالإضافة إلى حلول الحوسبة السحابية وغيرها لتوفّر تكنولوجيا الجيل الخامس مجموعة واسعة من الميزات التي تفيد شرائح كبيرة من المستخدمين في العديد من القطاعات.

مبادرات مهمة

واعتبر فيمي أوشيغا، نائب رئيس قسم مزودي خدمات الاتصالات في الشرق الأوسط وإفريقيا في «كومسكوب» الأميركية المتخصصة في توفير حلول البنية التحتية للاتصالات، إن نجاح اتصالات في إطلاق أول شبكة تجارية لاسلكية للجيل الخامس يعد من المبادرات المهمة في ظل سعي هذه الشركات لتعزيز حجم استثماراتها في شبكاتها، والبدء بجني نتائج الأعمال الملموسة جراء اعتماد عدد من تقنيات شبكات الجيل الخامس الصاعدة، خصوصاً مع تنامي معدل استخدام الهواتف المحمولة وشبكات التواصل الاجتماعي من قبل المستهلكين النهائيين في كل من إفريقيا والشرق الأوسط، الذين يشكلون أكثر من 20% من سكان العالم، مشيراً إلى أن ما لا يقل عن 50% من سكان المدن في إفريقيا باتوا يتمتعون بتغطية كاملة لشبكة الإنترنت عن طريق الأجهزة المحمولة بالدرجة الأولى، التي تلعب دوراً هاماً في مسيرة التنمية الاجتماعية-الاقتصادية.

كما تشهد منطقة الشرق الأوسط معدل انتشار واسع لاستخدام الهواتف الذكية، حيث تشير التوقعات أن تصل نسبة انتشار الهواتف الذكية إلى 58% بحلول العام 2020 مرتفعة من 23% خلال عام 2014.

وأضاف: هناك موجة تغيير متواصلة تهيمن على الوضع الراهن في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، الأمر الذي يجعل من العام 2018 الفترة الزمنية المثالية لمواكبة التطور، واتخاذ جميع الإجراءات والخطوات الفعلية التي بالإمكان تحقيقها.

ولهذا السبب ستبقى عمليات تكثيف، وتحسين، وتبسيط آلية عمل الشبكات، ودعمها بالتقنيات الافتراضية، تحظى بالأولوية بالنسبة للشركات المزودة لخدمات الاتصالات خلال برنامج عملها للسنة القادمة، وهو ما يعد من المبادرات المهمة في ظل سعي هذه الشركات لتعزيز حجم استثماراتها في شبكاتها والبدء بجني نتائج الأعمال الملموسة جراء اعتماد عدد من تقنيات شبكات الجيل الخامس الصاعدة.

إنجازات مهمة

وأكد محمد أمين، النائب الأول للرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى «دل إي إم سي» أهمية الإنجازات التكنولوجية التي تستمر الدولة في تحقيقها، والتي تساهم في تعزيز مسيرة التحول الرقمي المنشود، لافتاً إلى أن الإمارات من أوائل الدول التي أطلقت شبكات الاتصالات العاملة بتقنيات الجيل الخامس.

وقال: تتيح هذه الشبكات كثيراً من الاستخدامات والتطبيقات المتقدمة التي يمكن الاستفادة منها في مختلف المجالات، كالتعليم والصحة والخدمات العامة، الأمر الذي من شأنه أن يُفسح المجال أمام الشركات والأفراد لتحقيق تطلعاتهم واكتشاف الفرص التي لم تكن متاحة أمامهم من قبل.

وأشاد محمد أمين بالبنية التحتية المتقدمة في مجال الاتصالات في الدولة والتي سمحت بتحقيق هذا الإنجاز البارز في قطاع الاتصالات على مستوى العالم.

قدرات جديدة

قال إياد الشهابي، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، في شركة «بي تي» البريطانية للاتصالات: نحن رحب بإطلاق شبكة الجيل الخامس في الإمارات، لأنها ستجلب بلا شك قدرات جديدة للاتصالات المتقدمة، وتساعد على زيادة تسريع التحول الرقمي للاقتصاد في البلاد ومن المتوقع، وفقاً لشركة جارتنر، أن يصل الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 155 مليار دولار عام 2018 مما يشير إلى ارتفاع التبني للتكنولوجيات المتقدمة في المنطقة، لذا فإنه من المهم أن يكون لدينا تقنية مثل 5G لدعمها. وتعتبر هذه خطوة للأمام لدولة الإمارات، نحو مستقبل رقمي.

وفي «بي تي»، لدينا خطط طموحاتنا الخاصة على هذه الجبهة. في نفس الوقت نواصل بتوسيع قدراتنا في الجيل الرابع في المملكة المتحدة إلى 95% من التغطية الجغرافية بحلول 2020 فإننا أيضاً في طريقنا لقيادة السوق في شبكة الجيل الخامس، حيث نتطلع إلى إطلاق منتج تجاري خلال الأشهر الـ 18 المقبلة. ولقد قمنا بالفعل بتأمين 3.4 جيجاهرتز من الطيف لشبكة الجيل الخامس ونخطط للمشاركة في مزاد 700 ميجا هرتز.