أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي رئيسة جامعة زايد، حرص القيادة الحكيمة على تحويل الإمارات إلى وجهة عالمية يشار إليها بالبنان، في مجال تيسير الأعمال التجارية والابتكار وريادة الأعمال، إلى جانب تحفيز الطاقة الريادية لشبابها.

وقالت: حكومتنا تهدف إلى تمكين الإماراتيين من النهوض بأدوارهم كقوة دافعة للتنمية الاقتصادية للدولة، من خلال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القطاع الخاص، لذلك نحن بحاجة إلى تعزيز الأجيال النابضة بروح القيادة والإبداع والمسؤولية والطموح.

وأضافت أنه في الوقت الذي تواصل فيه الدولة الصعود في القطاعات غير النفطية في الاقتصاد، فإن سياساتها ستدعم تطوير ثقافة ريادة الأعمال عبر القطاعات الصناعية والدوائر الحكومية والمشاريع الجديدة والشركات العائلية، كما أن مشاريع ريادة الأعمال الاجتماعية ستصبح أكثر وضوحاً.

ندوة دولية

جاء ذلك خلال المشاركة مؤخراً في الندوة الدولية التي نظمتها الجمعية العامة لأصحاب المشاريع حول موضوع «الحالات العامة لمشاريع ريادة الأعمال ورواد الأعمال المواطنين» في مدينة «الصويرة» بالمغرب، تحت رعاية الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعقدت بمبادرة من الشبكة الدولية «ثينكرز أند دوورز»، وشارك فيها أكثر من مئة من الخبراء ورواد الأعمال وأصحاب القرار والمفكرين المحليين والدوليين.

وألقت معالي الشيخة لبنى القاسمي، كلمة في الجلسة الافتتاحية للندوة، أكدت خلالها أن العالم يتغير بسرعة هائلة، نشهد خلالها ظهور ابتكارات مباغتة، وتحولات تكنولوجية ستشكل مستقبلنا، فها هي ثورة صناعية جديدة تتبدى ملامحها، ويطلق عليها الكثيرون «الثورة الصناعية الرابعة»، حيث التطورات تتسارع في ميادين جديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والروبوتيات، والرقمنة، والتكنولوجيات الحيوية الجديدة، وإنترنت الأشياء، وغيرها الكثير.

وأوضحت أن مثل هذه التغيرات ستخلق، دون شك، منظومة كاملة من الوظائف الجديدة، والأعمال التجارية الجديدة، والسلع والخدمات الاستهلاكية الجديدة، كما أنها ستخلق طرقاً جديدة للتفكير، من شأنها أن توجه مسارات حياتنا نحو الأفضل.

ازدهار

وقالت معالي الشيخة لبنى، إن ريادة الأعمال لدى المواطن، هي ثورة حول «الهدف»، موضحة أنها «معركة الجيل في كل ألفية، إذ إن الذين يريدون بشكل عام تحقيق ازدهار اقتصادي قوي، يريدون في الوقت نفسه حماية المصلحة العامة المشتركة، من خلال مؤسسات اجتماعية جديدة، ولا يتم خلق الوظائف فحسب، بل وتحقيق الأهداف الاقتصادية أيضاً.

ولكن هناك مزايا عامة أخرى مكتسبة، مثل احترام حقوق الإنسان، وزيادة الثقة، والمساواة بين الجنسين، والحد من الفقر، والتعليم للجميع، ورعاية البيئة، والسلام. لقد أصبحت ريادة الأعمال لدى المواطن، بمثابة تغيير في المنظومة العقلية، يتوخى تعزيز هذه الأهداف الاجتماعية المشتركة».

بيئة حاضنة

وقالت إن هدفنا في هذا الملتقى، يتمثل في تسريع تطوير بيئة حاضنة لروح المبادرة للمواطنين في بلداننا. ونحن نعتقد أن ريادة الأعمال للمواطنين، يمكن أن تسهم في «التغيير الإيجابي»، ويمكن أن تحدث فرقاً كبيراً على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي لمستقبلنا، إذ سيكون التركيز على كيفية تحقيق التوازن بين أهدافنا الاقتصادية والتزاماتنا الاجتماعية.

ومن المرجح أن يكون رواد الأعمال المواطنون أصغر سناً، وحركيين، ومبدعين، وبالتالي، أكثر استجابة لمتطلبات العالم الحديث.

أكدت أن رواد الأعمال المواطنين هم طلائع التحول، الذين يمكن أن يساعدوا في تحقيق التوازن بين الازدهار الاقتصادي من ناحية، والتغير الاجتماعي الإيجابي من جهة أخرى، لمصلحة مجتمعاتنا. وأضافت: أعتقد أن مواطنينا، وخاصة جيل الشباب، هم طلائع التغيير في المستقبل، وهم لن يقودوا الازدهار الاقتصادي فحسب، بل والتغيير الاجتماعي كذلك، لجعل العالم مكاناً أفضل.

روح المبادرة

شاركت معالي الشيخة لبنى القاسمي في ورشة عمل «التعليم والقادة» بالندوة، والتي عقدت تحت عنوان «نقل روح المبادرة».

حيث أكدت حرص جامعة زايد على تجاوز أنماط وقوالب التعليم الثابتة، بما يمَكِّن طلبتها من اكتساب مهارات تنظيم المشاريع، خصوصاً مع قرب اكتمال تحقيق الرؤية 2021، التي يعد أحد وجوهها، وصول الإمارات إلى الرقم 1 في السباق العالمي نحو أفضل المشاريع الريادية.

وأضافت أن جامعة زايد، بالإضافة إلى هذا كله، تقوم حالياً بتطوير مركز للابتكار وريادة الأعمال، ضمن بيئة من المشاريع المتكاملة، التي تهدف لتطوير وتحفيز طاقة ريادة الأعمال لدى الطلبة.