أعلنت «غلفتينر» عن توقيع اتفاقية امتياز مع ولاية ديلاوير الأميركية تمنحها حقوقاً حصرية لإدارة وتشغيل وتطوير ميناء ويلمنغتون لمدة 50 عاماً، تعمل خلالها الشركة على تعزيز القدرات الاستيعابية لمحطات الحاويات ورفع الطاقة الإنتاجية الإجمالية للميناء.

ومن المتوقع أن يسفر عن الاتفاقية، التي وقعتها الذراع الأميركية لمجموعة «غلفتينر»، تنفيذ استثمارات بقيمة 600 مليون دولار من شأنها تطوير الميناء وتحويله إلى أحد أكبر بوابات الدخول إلى الساحل الشرقي الأميركي. وسيصبح ميناء ويلمنغتون بموجب هذه الصفقة، أضخم مشروع تضطلع به شركة إماراتية في الولايات المتحدة، وأكبر استثمار تنفذه شركة إماراتية خصوصاً في الدولة على الإطلاق.

اتفاقية

وخلال حفل رسمي أقيم بهذه المناسبة في ويلمنغتون، وقع جون كارني، حاكم ولاية ديلاوير، الاتفاقية مع بدر جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة «الهلال للمشاريع»، ورئيس المجلس التنفيذي لمجموعة «غلفتينر»، بحضور جيفري بولوك، وزير الدولة لولاية ديلاوير، ويوسف العتيبة، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، وعدد من مسؤولي الولاية وكبار الشخصيات.

يأتي توقيع الاتفاقية الاستثنائية بعد مفاوضات استمرت لمدة عام، جرت خلالها عملية تقييم لقدرات وإمكانات «غلفتينر» في إدارة وتطوير الموانئ على الصعيد العالمي بما في ذلك في الولايات المتحدة. وتدير الشركة حالياً محطة الحاويات والنقل البحري متعددة الأغراض في ميناء «كانافيرال» بولاية فلوريدا. وتقدم الشركة في إطار هذه العمليات الخدمات اللوجستية للقوات المسلحة الأميركية وقطاع صناعة الفضاء الأميركي.

ويأتي توقيع الاتفاقية مع ولاية ديلاوير استكمالاً لاتفاقية امتياز مبدئية أبرمت في الإطار ذاته مع ولاية ديلاوير، وبعد استكمال المراجعة الرسمية من قبل لجنة الاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة، والتي بموجبها تم منح الشركة حقوقاً حصرية لإدارة الميناء.

دور رئيسي

وقال جون كارني، حاكم ولاية ديلاوير: «ستلعب غلفتينر من خلال هذه الاتفاقية الاستثنائية دوراً رئيسياً في ضخ استثمارات ضخمة في ميناء ويلمنغتون الذي لطالما كان أحد أهم المراكز الصناعية في ديلاوير. وكان لهذا الميناء لعقود طويلة الفضل في توفير فرص العمل لسكان ديلاوير وتعزيز المجتمعات المحلية في الولاية. وأفخر بالمساهمة في جعل هذه الشراكة مع غلفتينر رسمياً، وأود التوجه بالشكر لأعضاء الجمعية العمومية في دايموند ستيت للموانئ، وغلفتينر، وكل شركائنا الذين ساعدونا في تحويل هذه الاتفاقية إلى حقيقة».

وتخطط «غلفتينر» لضخ استثمارات بقيمة 600 مليون دولار لتطوير الميناء من ضمنها 400 مليون دولار لبناء محطة حاويات جديدة بطاقة استيعابية 1.2 مليون حاوية نمطية، لتحل بذلك محل المحطة السابقة «ادجمور» التي كانت تابعة لشركة «دوبونت» الأميركية، والتي استحوذت عليها شركة «دايموند ستيت للموانئ» في عام 2016.

تتويج

من جانبه قال بدر جعفر، رئيس المجلس التنفيذي لدى غلفتينر: «تأتي الاتفاقية تتويجاً لأكثر من 43 عاماً من الخبرة الطويلة التي اكتسبتها غلفتينر باعتبارها أقدم شركة في مجال إدارة وتشغيل الموانئ ومحطات الحاويات في منطقة الخليج، إذ كانت في طليعة الشركات التي لعبت دوراً محورياً في رسم معالم قطاع الموانئ البحرية والخدمات اللوجستية عبر العالم وتطويره».

وأضاف: «منذ دخولنا السوق الأميركية من خلال إدارتنا لميناء كانافيرال في 2015، نجحنا في اكتشاف قدرات ضخمة كامنة لم تكن معروفة من قبل».

علاقات

بدوره، قال السفير يوسف العتيبة: «ترتبط الإمارات والولايات المتحدة بعلاقات استثمارية قوية نتجت عنها فوائد ملموسة على مستوى أنشطة الأعمال وتوفير الوظائف في كلا البلدين، وبلا شك فإن استثمار غلفتينر في ميناء ويلمنغتون يعد مثالاً يحتذى لقيام الشراكات الاقتصادية المهمة. ستوفر هذه الاتفاقية فرص عمل جديدة في ويلمنغتون وستثمر عن فوائد اقتصادية إضافية».

وبموجب الاتفاقية ستتولى، «غلفتينر أميركا» أيضاً إنشاء معهد تدريب متخصص في تدريب الكوادر العاملة بمجال صناعات الموانئ البحرية والخدمات اللوجستية في موقع تطوير الميناء الذي يهدف إلى تدريب نحو 1000 شخص سنوياً من ولاية ديلاوير والمناطق المجاورة، ما يعطي تأثيراً تنموياً كبيراً للولاية والقاطنين فيها.

وقال بيتر ريتشاردز، الرئيس التنفيذي لمجموعة «غلفتينر»: «تعد هذه الصفقة علامة فارقة في تاريخ عملياتنا، حيث ستمكننا من إحداث تغيير حقيقي في هذا القطاع على الساحل الشرقي للولايات المتحدة من خلال العمل عن كثب مع ولاية ديلاوير من أجل تحقيق تحسينات كبيرة في جميع المجالات».