أكد أحمد الخاجة المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، إحدى مؤسسات دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» أن قطاع التجزئة في دبي يشهد رواجاً ملحوظاً على مستوى المنطقة، حيث تبرز المدينة بوصفها واحدة من أهم وجهات التسوق المرموقة عالمياً، ولفت إلى أن المؤسسة تتعاون مع شركائها في هذا القطاع لضمان تقديم مزايا تنافسية مبتكرة باستمرار، كما تقدم ضمن التقويم السنوي لقطاع التجزئة كل عام مجموعة من المهرجانات والفعاليات الهادفة إلى تقديم خيارات عديدة ومتنوعة لزوّار دبي، تضاهي أرقى خيارات التجزئة المتوفرة في شتى أنحاء العالم، وذلك مع وجود أكثر من 12 فعالية رئيسية على مدار العام.
مستويات الأداء
ولفت الخاجة إلى أن قطاع التجزئة في دبي يعد واحداً من القطاعات الأسرع نمواً في المنطقة، ومن المتوقع أن يسجّل نمواً محلياً بنسبة 5.6% في الفترة من 2018 حتى 2021 وفقاً للتحليل الصادر مؤخراً عن «غرفة دبي»، الذي يشمل قطاعي تجارة التجزئة والضيافة، وهذا ما يجعل تجارة التجزئة القطاع الأسرع نمواً على مدار الخمس عشرة سنة الماضية.
وتشير التوقعات إلى أن المساحة المخصصة للتجزئة في دبي تزداد بنسبة 50 % على مدار السنوات الثلاث المقبلة، إذ ستزيد بأكثر من 1.5 مليون متر مربع (16 مليون قدم مربعة) وفقاً لتقديرات مؤسسة «سي بي ريتشارد إليس».
وأشار إلى أن دبي نجحت أيضاً في استقطاب 59 علامة تجارية رائدة في مجال التجزئة خلال العام 2017، وتصنف بذلك في المرتبة الثانية بعد هونغ كونغ بحسب ما أشارت إليه تقديرات مؤسسة «سي بي ريتشارد إليس»، وتنتمي نحو نصف هذه العلامات التجارية الجديدة إلى فئة المقاهي والمطاعم، لافتاً إلى أن دبي تضم أفضل مراكز التسوق في العالم من حيث مساحتها وما توفره من علامات تجارية، إلى جانب المطاعم والمقاهي، فضلاً عن المرافق الترفيهية.
مكانة مرموقة
وفيما يتعلق بمستوى المعروض في قطاع التجزئة وإمكانية وصول بعض فئات القطاع إلى مرحلة التشبع قال الخاجة: «نسعى في دبي إلى طرح المزيد من الابتكارات وإتاحة الفرص أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة لدخول السوق، بينما نحافظ على مكانتنا المرموقة عالمياً من خلال استقطاب أشهر العلامات التجارية في العالم.
ولا ننسى أيضاً أن هناك العديد من الأفكار الجديدة المطروحة على الصعيدين المحلي والإقليمي بخصوص مساحات مراكز التسوق والمساحات الإضافية المخصصة للتجزئة، وإن من شأن هذه الأفكار أن توفر فرصاً أكبر أمام شركات تجارة التجزئة لعرض منتجاتها في واحد من أهم الأسواق في العالم، فقد حلّت دبي رابعاً في قائمة المدن الأكثر زيارةً في العالم خلال العام 2018، فيما استقبلت في العام الماضي أكثر من 15.8 مليون زائر».
وأضاف: تواصل دبي توسيع وتنويع خدماتها المقدمة في مجال التجزئة بهدف تلبية متطلبات الأعداد المتزايدة لضيوف دبي واحتياجات محبي التسوق فيها. ولا يظهر قطاع التجزئة في دبي أي مؤشرات تراجع، بل على العكس تماماً فهو يسجل نمواً سنوياً مطرداً بالتوازي مع ازدياد أعداد الزوار والمقيمين في هذه الإمارة.
وأشار الخاجة إلى أن التجارب المتنوعة للتسوق تسهم جنباً إلى جنب مع المرافق الترفيهية والفعاليات المشوّقة والعروض والجوائز الكبرى في تعزيز مكانة دبي وجهةَ تسوق رائدةً عالمياً، ومركزَ جذب سياحياً وتجارياً في المنطقة بأسرها.
وتقود دبي مسيرة تطوير المساحات المخصصة للتسوق، حيث نرى تطورات عديدة في قطاع الترفيه تتمثل في تخصيص مساحات لهذا القطاع ضمن مراكز التسوق بدءاً من المراكز المغلقة للتزلج على الثلج، ومناطق الألعاب، وصولاً إلى الأكورايوم وغيرها.
مقارنة عالمية
تحافظ دبي على مكانتها بوصفها واحدة من أبرز وجهات التسوق المنافسة على مستوى العالم، والفضل يعود بحسب الخاجة إلى ما توفّره من مزايا تنافسية وتشكيلة متنوعة من أحدث المنتجات.
ولفت إلى أن المؤسسة تسعى دائماً إلى إجراء دراسات مستمرة للمقارنة بين دبي والمدن الكبرى في العالم، وتتعاون مع شركات التجزئة لنعزز من مكانة دبي وجهةً رائدةً للمتسوقين من خلال إطلاق جدول حافل بفعاليات التجزئة والعروض والأنشطة، كما تحرص أيضاً على منح العديد من المتسوقين فرصاً متميزة للاستمتاع بأوقاتهم والفوز بجوائز قيّمة.
منصات إلكترونية
وحول تأثير التجارة الإلكترونية على نظيرتها التقليدية، أوضح الخاجة أن التجارة الإلكترونية تحتل مكانة مهمّة يوماً بعد يوم، وهذا ما يشجع دبي على زيادة حضورها على الإنترنت.
وتواصل دبي في الوقت ذاته تعزيز مكانتها الرائدة في تقديم الخدمات اللوجستية على صعيد منطقة الشرق الأوسط والخليج.
وأضاف: نلاحظ هنا أن معظم شركات قطاع التجزئة التي تدير أعمالها من دبي قد طورت منصات التجارة الإلكترونية لدعم أعمالها الحالية وتوسيع نطاق نشاطاتها في دبي لخدمة المنطقة بأسرها.
وتواكب شركات التجزئة كل ما هو جديد في عالم التجارة الإلكترونية معتمدة في ذلك على الخدمات اللوجستية المتميزة التي توفرها دبي.
مراكز متقدمة
تواصل مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة العمل على تطوير التقويم السنوي لقطاع التجزئة في دبي ليتضمن المزيد من المهرجانات والأنشطة التي تلبّي المتطلبات الحالية للسوق وفقاً للخاجة، الذي أضاف قائلاً: نسعى أيضاً إلى إضافة المزيد من الفعاليات التي تستحوذ على اهتمام مختلف الجنسيات، ولا سيما من الدول التي تحتل مراكز متقدمة في عدد زوّارها مثل الصين، بهدف منح المستهلكين الصينيين منتجات متميّزة وآليات متنوعة للدفع تشجّعهم على زيارة دبي والشراء من مراكز التسوق فيها، كما نتعاون مع شركائنا في قطاع التجزئة بهدف ابتكار وطرح أفكار جديدة في السوق تضمن منح الزوار تجارب مميزة لا مثيل لها.