أكّدت مصادر مصرفية لـ«البيان الاقتصادي» أن طرح خدمات الجيل الخامس سيمكّن البنوك من إحداث قفزة نوعية جديدة في خدماتها المصرفية الإلكترونية والرقمية، تشمل تحول المزيد من فروع البنوك إلى رقمية بالكامل دون إحداث تغيير جوهري في البنية التحتية الرقمية، وأن يبدأ ظهور تأثير خدمات الجيل الخامس في القطاع المصرفي خلال العام المقبل، مشيرين إلى ضرورة الاستعداد لتوظيف 5G لتعزيز تنافسية القطاع أمام شركات التكنولوجيا العملاقة التي توفر بشكل متزايد خدمات مالية عبر بوابة تطبيقات التكنولوجيا المالية «فينتك».
دعم الخدمات
وقال شاكر زينل رئيس الخدمات المصرفية للأفراد في البنك التجاري الدولي، إن تأثير طرح تقنية 5G على الخدمات المصرفية الإلكترونية سيشمل عدة نواحٍ، منها دعم الخدمات المصرفية الإلكترونية التي لا يمكن دعمها عبر شبكات البيانات السابقة دون التأثير في أجهزة المستخدمين كما في حالة استخدام تقنية الواقع المعزز.
إضافة إلى ذلك، لن تكون هناك أي مخاوف بشأن حجم البيانات التي يستخدمها العميل عند استخدام نماذج التسعير المناسبة لخدمات البيانات، مما يسمح للبنوك بتوفير محتوى أكثر ثراءً باستمرار.
وأضاف: «فضلاً عن ذلك، يمكن لتقنية الجيل الخامس أن تغيّر بشكل جذري الخدمات المصرفية التقليدية، كالفروع بتحويلها إلى خدمات رقمية دون الحاجة إلى إحداث تغيير جوهري في البنية التحتية، فهناك حاجة دائمة إلى الحصول على بيانات أكثر ثراء وخدمات متعددة وأكثر تكاملاً يمكنها تقديم فوائد حقيقية، وينطبق هذا بشكل خاص على الخدمات الفورية والدائمة، بما في ذلك زيادة أمان عمليات الدفع وتحسين تجربة العملاء وعمليات الشراء الإلكتروني، حتى الخدمات الأكثر تقليدية التي تهدف إلى تعزيز تجربة العملاء ككيفية التحدث إلى موظف البنك ومناقشة الأمور المالية معه، كما ستوفر هذه التقنية إمكانات كبيرة وقيود أقل بكثير حول وقت الانتظار، وعرض النطاق الترددي والاعتماد على القدرة التشغيلية للأجهزة المحلية، وهو ما يحرر المبتكرين ويعزز أفكارهم الخلاّقة خارج نطاق قيود التكنولوجيا الحالية».
وأوضح زينل أن توافق شبكات الحوسبة الحالية في البنوك مع الإصدارات الحديثة لتقنية 5G ستكون أحد أهم المزايا الحقيقية لهذه التقنية، إذ ستعمل العديد من الخدمات المصرفية الحالية بشكل أفضل وفق تقنية الجيل الخامس دون أي استثمار إضافي.
ولتحقيق الاستفادة الكاملة من هذه التقنية، ستحتاج البنوك إلى تطوير خدماتها لتلبية تطلعات العملاء، إذ يتم الاستفادة من هذا النظام خارج الخدمات المصرفية. مع العلم أن نقل البيانات المتزايد بين العملاء والبنوك قد يتطلب عمليات اتصال أفضل من جانب بعض البنوك.
خطط
وعن خطط البنك التجاري الدولي لتعزيز استفادته من تقنيات اتصال 5G، قال زينل: «يقوم البنك التجاري الدولي بالفعل بتطوير مراكز البيانات الخاصة به بما يسهم في تقديم حلول أكثر مرونة تسمح للبنك بتقديم الخدمات المحلية والخدمات السحابية بسرعة أكبر وعلى نطاق أوسع، مع إزالة العواقب أمام تقديم الخدمات المناسبة للعملاء.
ومن المهم بالنسبة إلينا أن نفهم العلاقة بين الجانب التكنولوجي والجانب الإنساني عند الحديث عن تجربة العملاء، مع العلم أنها لا تتكل على جانب واحد فقط».
من جانبه، توقع عارف الرملي، رئيس الخدمات المصرفية الإلكترونية والابتكار في المشرق، أن يكون القطاع المصرفي أحد أهم المستفيدين من طرح تقنيات اتصال 5G، خصوصاً أن البنوك قامت أو تقوم حالياً باستكشاف توظيف حلول قائمة على العديد من التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء وتقنية معالجة اللغة الطبيعية NLP و«بلوك تشين»، مشيراً إلى أن السرعة الفائقة للشبكة المرتقبة ستعزّز العديد من الأنشطة البنكية القائمة علاوة على تحفيز الابتكار وتعزيز التجربة الرقمية للعملاء.
وأضاف: «السرعة الفائقة لتقنية 5G بالمقارنة مع 4G ستمكن من تحسين مستويات الخدمة في البنوك لجهة تقديم خدمات أكثر شمولية وزيادة عددها».
إنترنت الأشياء
توقع عارف الرملي، رئيس الخدمات المصرفية الإلكترونية والابتكار في المشرق، أن يستفيد القطاع المصرفي كذلك من إمكانيات توظيف إنترنت الأشياء التي ستوفرها 5G، وذلك من خلال توفير بوابات أكثر للدفع والتواصل مع العملاء، إضافة إلى استخدام أكبر للمحافظ الرقمية.