قال محمد الرمحي الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، إن استثمارات الشركة في مشاريع الطاقة المتجددة، تبلغ 12 مليار دولار (44.1 مليار درهم)، مشيراً إلى أن القدرة الإجمالية لإنتاج مشاريع الشركة من الطاقة النظيفة الناتجة عن مشروعات قيد التشغيل، وأخرى لا تزال تحت التطوير في 25 دولة حول العالم، تصل إلى نحو 5 غيغاواط.

وأوضح أن الشركة أنجزت مشاريع عالمية رائدة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وغيرهما من المناطق والدول حول العالم.

وشدد في كلمته بتقرير حالة الطاقة في الإمارات 2019، على أن مصدر تسهم في تنفيذ استراتيجية الإمارات الرامية إلى التحول نحو الطاقة النظيفة، حيث قامت الشركة بتشييد أول مدينة منخفضة الكربون في العالم بأبوظبي، كما تسهم في تطوير مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية في دبي، والذي سيوفر الطاقة النظيفة لمعرض إكسبو 2020، ما يجعله المعرض العالمي الأكثر استدامة على الإطلاق.

وأشار إلى أن الائتلاف الذي قادته «مصدر» لتطوير المرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، البالغة قدرتها الإنتاجية 800 ميغاواط، يواصل عمله لإنجاز المشروع في وقته المحدد، موضحاً أن القدرة الإنتاجية لكامل المشروع تصل لنحو 5 غيغاواط، وهي أكبر مشروع للطاقة الشمسية يعتمد تكنولوجيا تعقب الشمس.

وسجل الائتلاف في مناقصة المشروع التي تم تقديمها في عام 2016، رقماً قياسياً في تكلفة توليد الكهرباء، بلغ 2.99 سنت للكيلوواط/‏‏ ساعي.

وذكر أن شركة مصدر منذ فوز ائتلافها بمشروع مجمع الشيخ محمد بن راشد للطاقة الشمسية، وضعت معايير جديدة للطاقة المتجددة ذات التكلفة المنخفضة، وآخرها في المغرب، حيث نجح الائتلاف الذي يضم «مصدر» وشركتي آي دي إف دي رينوبلز، وجرين أوف أفريكا، بالفوز بمناقصة تطوير المرحلة الأولى من مشروع محطة توليد الطاقة الشمسية «نور ميدلت»، التي تبلغ طاقتها 800 ميغاواط، والتي تجمع بين تقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية والتخزين الحراري.

100 مليار دولار

ولفت إلى أن تحقيق أهداف الطاقة النظيفة في المنطقة، يحتاج إلى إنفاق ما يصل إلى 100 مليار دولار خلال عقد، موضحاً أن الشركات الممولة باتت أكثر انفتاحاً من أي وقت مضى على تمويل مشاريع الطاقة المتجددة، وخاصة الشركات الموجودة في الإمارات، والتي لديها تدفقات نقدية طويلة الأجل، وتدعمها جهات ائتمانية موثوق بها.

تحويل النفايات إلى طاقة

وتحدث الرمحي عن واحد من أهم مشاريع الشركة داخل الدولة، مشروع «شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة»، وهو عبارة عن مشروع مشترك بين شركة «مصدر» وشركة «بيئة» في إمارة الشارقة، وتجمع هذه الشراكة الاستراتيجية بين خبرة مصدر الواسعة، كشركة رائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، وخبرة شركة «بيئة» في الشارقة الرائدة في مجال الإدارة البيئية.

ونوه بأن شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة، تعمل على إنشاء أول محطة لتحويل النفايات إلى طاقة على مستوى المرافق الخدمية في الإمارات، والتي من شأنها تعزيز مكانة الشارقة كوجهة استثمارية، إلى جانب إفساح المجال لجذب المزيد من الاستثمارات، لتنفيذ مشاريع مماثلة في مجال الإدارة المستدامة للنفايات على مستوى دولة الإمارات والمنطقة.

وذكر أن المحطة هي الأولى من نوعها بالدولة، وتوفر حلاً مستداماً لتفادي إرسال النفايات البلدية الصلبة إلى مكبات النفايات، فضلاً عن مساهمتها في تلبية الحاجة المتزايدة إلى الطاقة في الشارقة، كما تسهم في الحد من الاعتماد المفرط على المكبات للتخلص من النفايات، وخفض التكلفة المرتفعة لجمع النفايات وإدارتها، فضلاً عن إعادة استخدام النفايات والاستفادة منها.

وكشف عن أنه من المقرر أن تدخل المحطة حيز التشغيل في الربع الأخير 2020، لتسهم في تحقيق هدف الشارقة المتمثل في تفادي إرسال النفايات إلى المكبات بشكل كامل، وهدف الإمارات المتمثل في تفادي إرسال النفايات الصلبة إلى المكبات بنسبة 75 % بحلول عام 2021.

وتسهم المحطة في تفادي إرسال ما يصل إلى 300 ألف طن من النفايات البلدية الصلبة إلى المكبات، وتلافي انبعاث ما يصل إلى 450 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

وأشار إلى أن المحطة ستقوم بتوليد طاقة تكفي لتزويد 28 ألف منزل في الإمارة بالكهرباء، وسيتم ذلك عبر إمداد الطاقة بشكل مباشر إلى شبكة الكهرباء الرئيسة بإمارة الشارقة، كما ستستخدم المحطة تكنولوجيا متطورة لتحويل النفايات إلى طاقة، وهي الأولى من نوعها على مستوى دولة الإمارات.

وأشار إلى أنه عند استكمال المحطة، ستمهد الطريق من أجل تطوير مشاريع مماثلة في مناطق أخرى بالدولة والمنطقة، فضلاً عن أنها ستشكل إضافة تسهم في تنويع محفظة مشاريع شركة «مصدر» خارج نطاق الطاقة المتجددة والتطوير العمراني المستدام.

وأوضح أن «شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة»، تمكنت أواخر 2018 من إكمال التعاقد على تمويل مشروع المحطة، من خلال اعتماد نموذج عمل يجمع بين جهات مستثمرة من القطاعين العام والخاص، ونالت الشركة عدة جوائز مرموقة عن هذا الإنجاز، تشمل جائزة أفضل صفقة بقطاع النفايات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا 2018، خلال حفل توزيع جوائز «آي جيه جلوبال»، وجائزة أفضل صفقة تمويل مهيكل 2018، في حفل توزيع جوائز الشرق الأوسط للسندات والقروض والصكوك.

وشارك في تمويل القرض البالغة قيمته 162 مليون دولار، على مدة 20 عاماً، ائتلاف من المؤسسات المالية، تشمل صندوق أبوظبي للتنمية، وبنك أبوظبي التجاري، وشركة سيمنز للخدمات المالية، وشركة سوميتومو ميتسوي المصرفية، وبنك دبي التجاري، وبنك ستاندرد تشارترد.

مشاريع مهمة

تعمل «مصدر» على نشر التكنولوجيا المتطورة والاستثمار على نطاق واسع، من خلال تطوير مشاريع مهمة كبيرة، مثل محطة هايويند سكوتلاند، أول محطة عائمة لطاقة الرياح البحرية في العالم، وباتويند أول نظام تخزين للطاقة مرتبط بمحطة رياح بحرية، كما فازت شركتي «مصدر» وآي دي إف دي رينوبلز بمناقصة تطوير مشروع دومة الجندل، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 400 ميغاواط، وهو أول مشروع لطاقة الرياح في المملكة العربية السعودية، والأضخم على مستوى الشرق الأوسط.