كشفت نبيلة عبيد الشامسي قنصل عام دولة الإمارات في هونغ كونغ عن قرب الإعلان عن تأسيس أول مكتب إقليمي في منطقة الشرق الأوسط، لمتابعة مشاريع مبادرة الحزام والطريق العملاقة، مؤكدة أن المكتب سيتخذ من دبي مقراً له.
وقالت الشامسي في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي»، إن اختيار حكومة الصين وإقليم هونغ كونغ الإداري للإمارات لتأسيس المكتب، يعد تأكيداً للدور الاستراتيجي والاقتصادي والتجاري الرئيس للدولة في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى دعمها الكبير والدائم لمبادرة الحزام والطريق.
وأضافت: «نحن بصدد الإجراءات النهائية للإعلان عن تأسيس المكتب في دبي، ومن المتوقع تدشينه نهاية العام، وسيكون المكتب الإقليمي معنياً بالدرجة الأولى بمتابعة مشاريع المبادرة في المنطقة، إضافة للترويج التجاري والاقتصادي بين الإمارات والصين وهونغ كونغ».
وشددت الشامسي على أن مشاركة الإمارات بوفد اقتصادي وتجاري رفيع المستوى في القمة الرابعة لمبادرة الحزام والطريق، التي اختتمت أعمالها في هونغ كونغ الخميس الماضي، بمشاركة وفود حكومية من 80 دولة، وأكثر من 5 آلاف متحدث ورجل أعمال، و100 شركة عارضة كانت متميزة للغاية، حيث أكدت لحكومة الصين وإقليم هونغ كونغ، مدى ارتباط الإمارات الوثيق واهتمامها الكبير بمبادرة الحزام والطريق، واستعدادها للمشاركة بقوة في مشاريعها الحالية والمستقبلية.
ولفتت إلى أن مبادرة الحزام والطريق، من أهم المبادرات العالمية في الوقت الراهن، لدعم حركة التجارة العالمية، مشيرة إلى استفادة أكثر من 70 دولة من مشاريعها، وأكدت على أن دولة الإمارات تلعب دوراً جوهرياً ومحورياً في إنجاح مشاريع المبادرة، نظراً لموقعها الاستراتيجي المهم، وانفتاحها الاقتصادي والتجاري على غالبية دول قارات العالم.
70 دولة
وأكد عبد الله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد للتجارة الخارجية، رئيس وفد الدولة، على النجاح الكبير لزيارة وفد الإمارات، مشيراً إلى أن الوفد شارك بفعالية في كل جلسات القمة، واطلع على آخر مراحل تنفيذ مشاريع المبادرة، كما التقى بكاري لام شينج حاكم إقليم هونغ كونغ، والعديد من الوزراء والمسؤولين الكبار.
مشدداً على أن القمة التي انعقدت تحت شعار «خلق وابتكار الفرص»، تؤكد وجود فرص استثمارية هائلة أمام الدول الأعضاء، وأن الإمارات أكثر الدول اهتماماً بمشاريع المبادرة، باعتبارها تحتضن أبرز المقومات لنجاح المبادرة ومشاريعها، مثل المراكز المالية المتطورة، والبنية التحتية المتفوقة، والإدارة الفعالة والكفؤة للموانئ، والقوانين والأنظمة المشجعة لجلب الاستثمارات الأجنبية، والتسهيلات الكبيرة التي تمنحها للمستثمرين، وبلا شك فإن كل هذه المزايا تؤهل الإمارات لقيادة مشاريع المبادرة في منطقة الشرق الأوسط.
14 شركة
وذكر آل صالح أن اليوم الأخير للقمة، تميز بعقد لقاء مهم مع مديري الشركات الإماراتية المستثمرة في هونغ كونغ، وعددها نحو 14 شركة، لمناقشة مستجدات مشاريعها الاستثمارية، ورؤيتها المستقبلية للاستثمار في هونغ كونغ والصين.
وأوضح أن الشركات الإماراتية تعد من أهم وأكبر الشركات المستثمرة في هونغ كونغ، ولديها حضور وخبرة متميزة للغاية، وناقشنا كيفية توسع نشاط الشركات في هونغ كونغ والصين، ومساعدتها في التغلب على أي صعاب تواجهها، وأن تكون هذه الشركات حلقة وصل بين الإمارات وهونغ كونغ والصين، كما ناقش الاجتماع كيفية دعم وزارة الاقتصاد لهذه الشركات، ليكون لها وجود أعمق في هونغ كونغ، إضافة إلى مساعدتها في الوجود في الصين، عبر دعمها للحصول على مشاريع هناك.
وأضاف: «تطرق الاجتماع إلى دور الشركات الإماراتية العاملة في هونغ كونغ في جذب الاستثمارات الصينية إلى الدولة، ودعم تلك الشركات لمشاركتها في المعارض الدولية في هونغ كونغ والصين، إضافة إلى تنظيم زيارات للشركات الإماراتية للمشاركة في المعارض الدولية في هونغ كونغ والصين، وذلك للأهمية الاستراتيجية الكبيرة التي توليها الإمارات لهونغ كونغ والصين».
وضم الاجتماع مديري وممثلي شركات طيران الإمارات والاتحاد وموانئ دبي العالمية وبنك المشرق وبنك أبوظبي الأول وأرامكس وصادرات دبي والإمارات للشحن والإمارات للصرافة.
مشاركة متميزة
من جانبه، أكد محمد ناصر حمدان الزعابي مدير إدارة الترويج التجاري بوزارة الاقتصاد، أن مشاركة الإمارات الفعالة في القمة، كانت متميزة، بسبب تنوع وفد الإمارات من هيئات حكومية وغرف تجارية وشركات خاصة، مشيراً إلى أن الهيئات والشركات المشاركة في الوفد، خاصة مدينة خليفة الصناعية «كيزاد»، و«استثمر في الشارقة»، تميزت بعرض الفرص الاستثمارية المتميزة في الدولة.
وأوضح أن أعضاء الوفد استعرضوا خلال جلسات القمة، وضمن المنطقة الخاصة بعروض الشركات، البيئة الاستثمارية المثالية في الدولة، وتشجيع الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية للمستثمرين الأجانب، إضافة إلى البنية التحتية القوية والخدمات اللوجتسية والتجارب الناجحة والمتميزة في الاستثمار، وإدارة الموانئ والتشريعات الجاذبة للاستثمارات الأجنبية، وكل ذلك يؤكد مكانتها الرئيسة، كمحطة مركزية في إنجاح المبادرة.
وأوضح أن الوفد دعا الدول الأعضاء في المبادرة، لضخ استثماراتها في دولة الإمارات، مؤكدين على أن الإمارات تعد أفضل وجهات الاستثمار الأجنبي في المنطقة.
25 محطة
وقال نواف عبد الله مدير إدارة تطوير الأعمال لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في موانئ دبي العالمية، إن الوفد اطلع على تفاصيل مشاريع مبادرة الحزام والطريق، معتبراً أن المبادرة مهمة للغاية للدولة بصفة عامة، وموانئ دبي العالمية بصفة خاصة، التي تملك أكثر من 25 محطة ومقر عمليات عبر الدول التي يمر بها مشروع الحزام و الطريق، ما يؤكد أهمية هذه المبادرة للشركة.
وأضاف: «نحن في الشركة شركاء أساسيون في المبادرة، ونسير في مسار الحزام والطريق، ولدينا 25 عملية نقوم بها لدعم مشروع الحزام والطريق، ونعتقد أن آسيا ستواصل لعب دور رئيس في أعمال الشركة، باعتبارها عامل تمكين للتجارة العالمية».
سوق التجار
وكشف أن موانئ دبي العالمية وشركاءها، تستثمر 7 مليارات درهم (1.9 مليار دولار) في محطات الموانئ الصينية حتى عام 2020، مشيراً إلى أن لدينا بالفعل عمليات إلى جانب هونغ كونغ، وتشينغداو، ويانتاي، وييوو اللوجستية.
ونوه بأن الشركة ستقوم قريباً ببدء الأعمال الإنشائية لبناء سوق التجار داخل منطقة جبل علي الحرة «جافزا»، قرب موقع دبي إكسبو 2020، موضحاً أن السوق يستهدف مجموعات كثيرة من التجار من جميع أنحاء العالم، كما يقدم مجموعة واسعة من المنتجات الصينية في موقع واحد، وسيتم تقسيمها حسب القطاع، بدءاً من السلع المنزلية ومواد البناء والمواد الغذائية والمشروبات، إلى مستحضرات التجميل والرعاية الصحية، والطاقة، والهندسة والتكنولوجيا.
مشيراً إلى أن المشروع سيساعد المصنّعين الصينيين والمحليين والدوليين، على الاستفادة من موقع دبي الاستراتيجي كمركز تجاري، كما سيمكن التجارة داخل دول الخليج، والشرق الأوسط وأفريقيا، وشبه القارة الهندية، ما يوسع نطاق الوصول إلى الأسواق بالنسبة للبضائع، ويعمل كمنصة للتجارة بأسعار تنافسية.
ونوه بأن اتفاقية الشراكة بين موانئ دبي العالمية ومجموعة تشجيانغ للإستثمار، وتشغيل الموانئ زد بي جي، تكمل مشروع مستودع مستدام في ييوو، الصين، والتي تعد أكبر سوق بالجملة في العالم للسلع الصغيرة، لمستودع تخليص البضائع المصدرة من ييوو في الصين، والمتجهة إلى دبي والشرق الأوسط.
تعزيز العلاقات
وشدد سيف المزروعي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة تشغيل الموانئ التابعة لموانئ أبوظبي، على أن مشاركة موانئ أبوظبي في القمة، أكد على دعمها القوى ومساهمتها الفاعلة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية المتميزة، التي تربط الإمارات وأبوظبي مع الصين وهونغ كونغ، والتي تصب في إطار دعم حكومتنا الرشيدة لمبادرة الحزام والطريق.
وذكر أن ميناء خليفة يعد أحد المحطات الحيوية المهمة ضمن هذه المبادرة، حيث يمثل مقراً إقليمياً لمحطة كوسكو أبوظبي لمناولة الحاويات، التابعة لشركة كوسكو الملاحية للموانئ، ولفت إلى تدشين عمليات المحطة التجارية في شهر أبريل الماضي، جاء ليؤكد على أهمية شراكتنا مع عدد من الشركات الصينية التي تستفيد من الموقع المميز لأبوظبي.
وكشف أن مدينة خليفة الصناعية، استقطبت عدداً من الشركات الصينية، ضمن منطقة التعاون الصناعي الصينية-الإماراتية، باستثمارات تصل إلى 6.2 مليارات درهم. وقال «نتوقع انضمام المزيد من الشركات خلال الفترة المقبلة، في ظل المزايا والمنافع الفريدة، والتسهيلات التي تحرص موانئ أبوظبي على توفيرها للمستثمرين الصينيين، والمستقبل لدينا واعد للصينيين وغيرهم.
وفد الدولة
ضم وفد الدولة جهات وشركات حكومية وخاصة وأبرزها وزارة الاقتصاد ودائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي ودائرة النقل بأبوظبي ودائرة التنمية الاقتصادية في الشارقة وموانئ أبوظبي وموانئ دبي ومجمع الشارقة للبحوث والابتكار وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير ومجموعة الاتحاد للطيران وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير وغرفة الفجيرة ومنطقة خليفة الصناعية كيزاد وشركات حكومية وخاصة أخرى.
ميناء الفجيرة محطة مهمة في نجاح المبادرة
أكد أحمد سلطان الحنطوبي النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الفجيرة، رئيس وفد الفجيرة، أن المشاركة القوية لوفد الإمارات أعطت دلالة واضحة على الاهتمام الحكومي والخاص في الإمارات، بدعم رؤى ومشاريع مبادرة الحزام والطريق، وانعكس ذلك من خلال المشاركة المكثفة للشركات الإماراتية في القمة.
مشيراً إلى أن التعاون الوثيق بين الإمارات والصين وهونج كونج مرشح لمزيد من النمو، مع درجة الثقة العالية لدى القيادتين بالشراكة في تصنيع المستقبل، خصوصاً بعد الزيارة الأخيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الصين وتحقيق نقلة نوعية جديدة في حجم الشراكة والتكامل مع هذا العملاق الآسيوي، الذي يعتبر اليوم أكبر القوى الصاعدة في العالم.
وأوضح أن مشاركة وفد غرفة الفجيرة هدفت للترويج للاستثمار بميناء الفجيرة، الذي يخطو خطوات سريعة نحو التطور الاقتصادي الشامل، وبات محط أنظار العالم في المجالات الاقتصادية كافة، لا سيما قطاع تخزين النفط ومشتقاته، بناء على موقعه الاستراتيجي على المحيط الهندي، حيث تعتبر الفجيرة الأولى عالمياً في تخزين النفط بطاقة إجمالية 42 مليون برميل، ما سيكون سبباً مباشراً في انتعاش الاقتصاد الإقليمي، ورفده بالكثير من المقومات الاقتصادية الجديدة التي توفر مئات الوظائف، وتشييد الكثير من البنايات، وفتح أسواق تجارية جديدة في مجال تخزين وتصدير النفط الخام.
فرص
أكد حمد عبد الله الماس المدير التنفيذي لقطاع العلاقات الاقتصادية الدولية في دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، أن جلسات القمة أبرزت الدور القوي للإمارات في إنجاح مبادرة الحزام والطريق. ولفت إلى أن أبوظبي استفادت كثيراً من المشاركة في القمة عبر الترويج لفرص الاستثمار الكبرى فيها، مشيراً إلى أن أبوظبي لديها فرص استثمارية كبيرة، وتولي أهمية متزايدة للمستثمرين الصينيين، خاصة في قطاع الصناعة والنفط والبتروكيماويات.