أكد فريدريك كيمب الرئيس والرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي - المؤسسة البحثية الأمريكية ومقرها واشنطن - أن الإمارات تملك من المقومات والتكنولوجيا المتقدمة ما يجعلها ركيزة أساسية في صياغة مستقبل مشهد الطاقة العالمي وتوفير صورة أكثر وضوحاً لاتخاذ الإجراءات اللازمة والتعامل مع التحديات المستقبلية.
وقال فريدريك كيمب في حوار مع وكالة أنباء الإمارات «وام» قبيل انطلاق فعاليات منتدى الطاقة العالمي بأبوظبي والتي تستمر 3 أيام إن عام 2020 سيكون عام التقلبات ليس فقط بالنسبة لأسعار النفط والطاقة بشكل عام .
ولكن بالنسبة للجغرافيا السياسية، مشيراً إلى أن حالة عدم اليقين الجيوسياسي سوف تلعب دوراً أكبر في تذبذب أسعار الطاقة هذا العام ما بين الارتفاع عندما نواجه أزمة طارئة والانخفاض فجأة كما لو أن السوق في مرحلة تهدئة الأسعار.
وأضاف «من اللافت أن أسعار الطاقة ظلت منخفضة خلال العام الماضي رغم كل ما مرت به المنطقة من أزمات».. معزياً ذلك جزئياً إلى وفرة النفط في السوق وإنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز وهو ما أبقى الأسعار مستقرة بشكل ملحوظ لفترة طويلة من الزمن.
غاز صخري
وأوضح الرئيس والرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي أنه خلال العقد الماضي غيرت ثورة الغاز الصخري بشكل كبير مشهد الطاقة العالمي ومع استمرار انخفاض الأسعار أدى الغاز الطبيعي إلى نزوح الفحم بشكل كبير كمصدر للطاقة ففي الولايات المتحدة أدى التحول من الفحم إلى الغاز إلى خفض كبير في انبعاثات الكربون، في حين ساعدت صادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية في تعزيز هذا الاتجاه في أنحاء العالم.
اكتشافات نفطية
وحول أهمية الاكتشافات النفطية الجديدة التي أعلنت عنها الإمارات وتأثيرها على القطاع، قال فريدريك كيمب: «مع هذه الاكتشافات الضخمة قفزت الإمارات إلى المرتبة السادسة عالمياً وأصبحت أكثر نفوذاً وتأثيراً في هذا القطاع الحيوي على مستوى العالم»، مشيراً إلى أن الإمارات وقيادتها الرشيدة تنظر إلى مستقبل قطاع الطاقة بطريقة أكثر شمولية تمكنها من تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكد أن أبوظبي تتمتع بمكانة عالمية مرموقة في إرساء سياسات الطاقة وابتكاراتها كونها ملتقى عالمياً لنخبة من ألمع العقول والمفكرين بقطاع الطاقة.
وأضاف أن المبادرات المهمة لدولة الإمارات اتجاه التغيير المناخي وتسريع وتيرة التنمية المستدامة يمكنها أن تصبح مركزاً استراتيجياً لجعل ما يزيد على مليار شخص على وجه الأرض أكثر مرونة تجاه التغيرات المناخية والحفاظ على البيئة، موضحاً أن دولة الإمارات أدركت مبكراً أهمية انتقال مصادر الطاقة من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة والنظيفة.
وحول أهمية مشاريع الإمارات التي تتعلق بالتقاط الكربون وتخزينه في دعم جهود تحقيق التنمية المستدامة، قال فريدريك كيمب إن دولة الإمارات رائدة في هذا المجال ما يجعلها ملهمة للآخرين لتحقيق التغيير السريع الذي نحتاجه في المناخ والبيئة، مشيراً إلى أن الكثير من الناس في دول العالم تعيش على أمل أن يصبح الكربون غير موجود وأن يحل محله أشياء أخرى.