أظهر مؤشر «إيدلمان للثقة 2020 لفصل الربيع» أن جائحة «كورونا»، «كوفيد-19» ساهمت في تعزيز الثقة بحكومة دولة الإمارات، فارتفعت بمعدل 11 نقطة لتصل إلى أعلى مستوياتها وتبلغ 65 % لتكون أكثر الجهات موثوقية على مستوى العالم وللمرة الأولى منذ إطلاق الدراسة قبل 20 عاماً.

وارتفعت الثقة بالشركات بمعدل 4 نقاط، وأشاد تقرير المؤشر بالخطوات التي اتخذتها الشركات والرؤساء التنفيذيون لمساعدة من طالتهم تداعيات الجائحة.

وكشف مؤشر إيدلمان للثقة بنسخته العشرين هذه السنة عن مستويات الثقة التي تتمتع بها مختلف الأطراف في المجتمع.

حيث برزت الحكومة كأكثر الجهات الموثوقة في الدولة يتبعها الشركات والمنظمات غير الحكومية ثم الإعلام، وارتكز التقرير على نتائج دراسة أجرتها شركة إيدلمان الاستشارية والتي تعنى بالبيانات والتحليل، شملت 34 ألف مشارك في 28 سوقاً بمشاركة تايلاند وكينيا للمرة الأولى.

وفي النتائج، برزت الثقة في حكومة دولة الإمارات، حيث أشار 55 % من المشاركين إلى أن الحكومة تخدم مصلحة الجميع بالتساوي، واحتلت الحكومة مركز الصدارة في مجال الكفاءة والأخلاق لجهودها في التحالفات الدولية وسياسات الدفاع بالإضافة إلى توفير بنية تحتية آمنة ومعاصرة وتنظيم التكنولوجيات الناشئة.

روح المبادرة

قال عمر القرم، الرئيس التنفيذي لإيدلمان الشرق الأوسط: «يضع السكان ثقتهم في عام 2020 بالجهات المحلية أكثر فأكثر فيتوقع الموظفون نيل فرصة التعبير إيجابياً عن أنفسهم والمساهمة في تحديد ملامح المستقبل.

وبالنظر إلى قادة الأعمال، يجب على الرؤساء التنفيذيين تولي زمام الأمور، حيث أشار 94 % من المشاركين إلى أهمية تحدّث الرؤساء عن القضايا الأساسية وأوضح 77 % منهم أن على الرؤساء التنفيذيين أن يتحلوا بروح المبادرة للتغيير من دون انتظار تنظيمات الحكومة. ومع ذلك، تتمتع الإمارات بقيادة قوية سمحت لها برفع مستويات الثقة بالحكومة أكثر من أي دولة أخرى في العالم».

وتابع القرم قائلاً: «هذا العام، باتت الدوافع الأخلاقية مهمة أكثر بثلاثة أضعاف من الكفاءة لتعزيز الثقة، حيث قال 73 % من المشاركين في الإمارات إنه يجدر بالشركات أن تتخذ إجراءات لزيادة الأرباح ولكن أيضاً تحسين الظروف في المجتمعات التي تعمل فيها، وتعكس هذه الأرقام ارتباط الثقة ارتباطاً وثيقاً بالإجراءات الصائبة، وهي مهمة لقادة الأعمال الذين يتطلعون لصياغة المستقبل».

فرصة مهمة

وقال إد ويليامز، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة إيدلمان في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: «تعكس نتائج مؤشر إيدلمان للثقة 2020 التغير السريع الذي يشهده عالمنا اليوم. فمنذ إطلاق نتائج الدراسة في مطلع العام في شهر يناير، تبدل مشهد الثقة كما رأينا في تحديث موسم الربيع للمؤشر، حيث يتحسس الناس مستقبلهم ويتطلعون لكل ما هو أفضل في ظل تداعيات الجائحة، ومع ذلك، لدى كل جهة ومؤسسة فرصة مهمة لكسب الثقة من خلال التركيز على أهم فرص النمو».

وبحسب مؤشر إيدلمان للثقة في الإمارات، يتطلب زيادة الثقة في المستقبل تحسين مستويات الدخل، والتركيز على التعليم والتدريب التقني واعتماد مقاربة تعاونية بين أصحاب المصلحة وتعزيز التعاون بين المؤسسات.

وتشمل أبرز النتائج الأخرى التي توصّل إليها تحديث مؤشر إيدلمان للثقة 2020 في الإمارات، أن الجمهور المطلع على الدراسة يثق بجهات أربع: الحكومة (81%)، الشركات (78%)، المنظمات غير الحكومية (76%)، وسائل الإعلام (64%).

ويرى 94% أن المديرين التنفيذيين يجب أن يكونوا صريحين بشأن قضايا مثل التدريب على وظائف المستقبل، وتأثير الأتمتة على الوظائف، وكذلك تأثير التكنولوجيا على الأخلاقيات والخصوصية وتغير المناخ.

كما يرى ثلاثة من أصل أربعة أشخاص تقريباً (75%) أنه يتعين على الرؤساء التنفيذيين قيادة التغيير بدلاً من انتظار تدخل الحكومة، بزيادة تسع نقاط عن العام الماضي، ويرى الناس أنّ وتيرة التغيير، خاصة في مجال التكنولوجيا، تجري بسرعة كبيرة (70%).