أكد الدكتور سعيد البطوطي، المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية، عضو مجلس إدارة لجنة السفر الأوروبية والاتحاد الألماني للسياحة، أن القطاع السياحي في دولة الإمارات على طريق الانتعاش السريع من تداعيات جائحة فيروس «كورونا» بفضل الجهود الحكومية لاستعادة النشاط مجدداً مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.
وقال البطوطي في تصريحات لــ«البيان»، إن الإمارات وجهة سياحية عالمية تحظى بسمعة جيدة في كافة الأسواق حول العالم، وتعززت أخيراً هذه السمعة بالجهود المنظمة التي اتخذتها السلطات المحلية في الدولة لمكافحة انتشار فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية المتعلقة بالتطهير والتعقيم والخدمات الصحية المقدمة وفق أعلى المعايير العالمية.
وأوضح أن جميع العوامل السابقة تعد داعماً رئيسياً من أجل استعادة ثقة المستهلكين السياحيين في القطاع السياحي بدولة الإمارات باعتبارها وجهة مميزة تحتضن أنماط عديدة ومتنوعة من المقومات السياحية، إضافة إلى الخدمات الفندقية عالية المستوى التي تتميز بها الإمارات، ما يجعل الدولة حالياً من بين أكثر الوجهات أمناً للسياحة والترفيه في المنطقة.
محفزات حكومية
وأشاد البطوطي بالمحفزات الحكومية الأخيرة في إمارة دبي والتي شملت رد 50 % من رسم مبيعات الفنادق ودرهم السياحة تعزيزاً للسيولة في القطاع الفندقي بما يسهم في دعم وتعزيز نمو القطاع السياحي في الإمارة والذي يحظى بدعم متواصل من قبل الجهات الحكومية لما له من أهمية كبيرة في تعزيز النمو الاقتصادي.
وأكد البطوطي أن دبي نجحت أخيراً في إعادة حركة السياحة والملاحة الجوية عبر مطاراتها بما يشكل خطوة مهمة في تعزيز قطاع الطيران وترسيخ مكانة دولة الإمارات وإمارة دبي كواحدة من أهم مراكز الطيران والسياحة في العالم، فضلاً عن انضمام الإمارة رسمياً إلى قائمة الوجهات المختلفة حول العالم التي نالت «ختم السفر الآمن»، الذي يمنحه المجلس العالمي للسفر والسياحة، والذي يعني ضمان سلامة المسافرين وتوافر التدابير الوقائية اللازمة.
تأثيرات عالمية
وقدر المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية، التكلفة العالمية لأزمة كورونا على الاقتصاد العالمي بحوالي 4.1 تريليونات دولار، مشيراً إلى أن التقديرات تتوقع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي هذا العام بنسبة 3 %، مقارنة بنسبة انخفاض 0.1 % خلال الأزمة المالية العالمية.
ولفت إلى أن القطاع السياحي يعد واحداً من أبرز القطاعات المتضررة حول العالم من جراء الجائحة، حيث من المتوقع خسارة في عدد السائحين بحوالي مليار سائح، وخسارة في الإيرادات السياحية بنحو 1.1 تريليون دولار وأيضاً انخفاض في إيرادات الخطوط الجوية قدره 314 مليار دولار، كذلك من المتوقع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للسفر السياحة بحوالي 2.7 تريليون دولار.
وأشار البطوطي إلى أن الخسائر اليومية لقطاع الطيران العالمي قدرت بنحو 230 مليون دولار، وخسارة قدرها 84.3 مليار دولار في عام 2020، فيما من المقدر أن تحقق صناعة الطيران العالمية خسائر بحوالي 100 مليار دولار من صافي الأرباح في عامي 2020 و2021، مع انخفاض إيرادات الركاب إلى 241 مليار دولار مقابل 612 مليار دولار في 2019.
تعافٍ مرتقب
وقال الدكتور سعيد البطوطي، إن حركة السياحة الدولية لن تستقر وتعود لطبيعتها قبل إنتاج وتوزيع علاج أو مصل للفيروس وسط توقعات بإنتاج وتوزيع مصل خلال الربع الأخير من العام الجاري، وبالتالي ليس من المنتظر حدوث تعافٍ حقيقي للسياحة الدولية خلال موسم الصيف الحالي، بل سيحدث تعافٍ ضئيل في السياحة الداخلية داخل الدول، وأيضاً السياحة الإقليمية بين بعض الوجهات السياحية المتجاورة.
وقال البطوطي: «أغلب التوقعات ترجح أن يبدأ التعافي في حركة السياحة الدولية اعتباراً من أكتوبر القادم في بعض الوجهات السياحية مثل منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وبعض المناطق الأوروبية وبعض جزر المحيط الهادي والأطلسي، بينما في الوجهات السياحية الأخرى لن يكون هناك تعافٍ قبل نهاية العام الجاري أو بداية العام القادم على أقصى تقدير».
السياحة الترفيهية
توقع المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية، أن تتعافى السياحة الترفيهية بشكل أسرع من السياحة الثقافية وسياحة المدن وسفر الأعمال والأنماط السياحية الأخرى، موضحاً أنه اعتباراً من مايو 2021 من المقدر أن يبدأ الطلب في الاستقرار وتنحسر الفجوة بين العرض والطلب خلال موسم الصيف القادم، على أن تبدأ معدلات الحركة السياحية في العودة لطبيعتها بشكل كامل اعتباراً من موسم شتاء 2021 ـ 2022.