أكدت تقارير حديثة لمركز أبوظبي للإحصاء والأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن أبوظبي تشهد نقلة نوعية كبيرة في إنتاج الخضراوات أدت إلى رفع نسبة الاكتفاء الذاتي للإمارة منها بما يزيد على 60 %.
وتوسعت أبوظبي خلال السنوات الثلاث الماضية في مساحات الأراضي المزروعة بالخضراوات. ووفقاً لأحدث تقرير لمركز أبوظبي للإحصاء فإن كميات الخضراوات المنتجة من المزارع المكشوفة والمحمية في أبوظبي بلغت 122 ألف طن مقابل 95 ألفاً عام 2017 بزيادة مقدارها 27 ألف طن وبنسبة 28.2 %.
كما زادت قيمة محاصيل الخضراوات من 257 مليون درهم إلى 356 مليوناً بنهاية 2019، بزيادة مقدارها 81 مليون درهم وبنسبة 29.5 %.
25 صنفاً
وتشمل المحاصيل التي تزرعها مزارع أبوظبي 25 صنفاً من الخضراوات تضم كلاً من البطاطا والملفوف والفلفل الحار والفلفل الحلو والكوسا والباذنجان والخيار والبصل والطماطم والبطيخ والشمام والخس والفاصوليا والبقدونس والجزر والشمندر والزهرة واليقطين والقرع والكزبرة والملوخية والبامية والفجل والجرجير واللفت والبروكلي.
وأكد الدكتور محمد بدوي المستشار الزراعي المدير العام لمصنع العين للأسمدة البيولوجية أن توسع أبوظبي في زراعة الخضراوات أمن نسبة كبيرة من احتياجاتها بما يزيد على 60%، مشيراً إلى أنه رغم الصعوبات والتحديات المناخية التي تواجه القطاع الزراعي في إمارة أبوظبي، إلّا أن الإمارة استطاعت تجاوز كل الصعوبات والتحديات، وتسجيل إنجازات ملموسة، من خلال وضع خطط وسياسات طموحة لتحقيق تنمية زراعية مستدامة على المدى البعيد.
ونوه إلى أن حكومة أبوظبي تنفذ استراتيجية متكاملة للنهوض الزراعي، لافتاً إلى أن الزراعة نشاط اقتصادي قوي في أبوظبي يعتمد على استخدام أحدث التقنيات، وهناك تركيز كبير للحفاظ على الموارد المائية من خلال نظم حديثة للري تحل محل طريقة الري بالغمر، التي تهدر كميات كبيرة من المياه.
وتشير أحدث الإحصاءات إلى ارتفاع عدد المزارع من 4,000 مزرعة في عام 1971 إلى 38,000 مزرعة في عام 2019 تغطي مساحة تقدر بـ723737 هكتاراً. ونتيجة لجهود إمارة أبوظبي، يوجد أكثر من 54 مزرعة عضوية للخضراوات تتجاوز مساحاتها 4687 هكتاراً، وثلاث مزارع للإنتاج الحيواني، ومنشأة واحدة للتصنيع العضوي.
وأشار إلى أن النجاح الكبير الذي تحققه أبوظبي في الزراعة وخاصة في زراعة الخضراوات يرجع إلى أن الإمارة أسست قاعدةً قويّةً وأساسية للزراعة بتحضير الأراضي الزّراعية وتوزيعها مجاناً على المواطنين، وتسهيل القروض الزّراعية والمعدات.
وكذلك هناك اهتمام بالتجارب الزّراعية المتطورة ضمن مراكز الأبحاث وخصوصاً في إمارة العين؛ وجرى إنشاء مزارع حديثة في الجرف الصّحراوية التي تحوّلت لغابة خضراء، وهناك تركيز على زراعة الآلاف من أشجار النخيل.
وفي الجُزر الإماراتيّة وخصوصاً جزيرة بني ياس فإضافة إلى كونها محمية طبيعية تمّت زراعة أشجار مثمرة فيها مثل التفاح، والأناناس، والزيتون، والبن، والكمثرى، والفراولة، وأشجار الموالح.
ولفت الدكتور محمد بدوي إلى أن نسبة الاكتفاء الذاتي من الخضراوات التي حققتها أبوظبي تواصل الارتفاع وخاصة في مجال إنتاج الطماطم والقرعيات والباذنجان، وهو ما يؤكد تواصل نجاح استراتيجية أبوظبي لدعم قطاع الزراعة، لافتاً إلى أن مساحة محاصيل الخضراوات بلغت 18711 دونماً، موزعة على مساحات 13.7 ألف دونم خضراوات مكشوفة بينما هناك 4976 دونماً خضراوات في البيوت المحمية، ويتولى مصنع تعليب الخضراوات في العين امتصاص الفائض من إنتاج الخضراوات في المواسم التي تتوافر فيها.