توقع معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها، أن تشهد سوق النفط العالمية عودة قوية للطلب، وبصفة خاصة من جانب الصين.

وأجرى معاليه، أمس، مقابلة مع دانييل يرجين، نائب الرئيس التنفيذي لشركة «آي إتش إس ماركيت» البريطانية المتخصصة في بيانات الأسواق.

وتطرق معاليه خلال المقابلة إلى الديناميكيات الحالية التي تحكم أسواق الطاقة العالمية، كما تحدث عن توقعاته للآفاق المستقبلية لهذه الأسواق، فقال: «لا أحد في حقيقة الأمر يمكنه التنبؤ بما سيكون عليه شكل التعافي الاقتصادي على المدى البعيد. ثمة متغيرات عديدة. على الجانب الإيجابي، تماسكت السوق بوضوح خلال الشهرين الماضيين. وحدث ذلك بسبب بدء إعادة فتح الاقتصادات. كما ساعد النهج الذي تتبناه منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وقيادتها أيضاً في بناء الثقة في السوق. وعليه، نرى عودة قوية للطلب على النفط. وستأتي هذه العودة بصفة رئيسية من الصين. ولكن على الرغم من ذلك، يتعين على صناعاتنا الاحتفاظ بحذرها وأيضاً بسرعة تحركاتها. تحتاج الصناعة لمواصلة تركيزها على الكُلفَة والبقاء متفائلة ولكن بحذر، في ظل تجاوبنا مع التغييرات الهيكلية المتعددة التي تجري حولنا اليوم في الاقتصاد الكلي العالمي».

كما تناول معاليه المبادرات الحديثة التي اتخذتها «أدنوك» لتنمية الصناعات المحلية التي تجلب لاقتصاد الإمارات قيمة مضافة، فقال: «ببساطة، فإن استراتيجيتنا الاستثمارية تظل كما هي، حيث تواصل التركيز على تحقيق قيمة، وتتطلع إلى كل فرصة متاحة عبر سلسلة القيمة، وتوظف رأسمالنا على نحو أكثر ذكاءً وندير أصولنا على نحو أكثر استباقية».

وأضاف معاليه: «أكملنا في يونيو الماضي صفقة استثمارية في مجال البنية التحتية للطاقة بقيمة 20.7 مليار دولار، وقد تكون هذه الصفقة هي الأضخم في 2020. وأنشأنا الأسبوع الماضي مشروعاً مشتركاً مع مجموعة «وانهوا» الصينية للصناعات الكيميائية، بُغيَة تمهيد الطريق لشحن كميات أكبر من غاز البترول المسال إلى الأسواق التي تحقق نمواً».

وقال معاليه: «بدأنا الآن ندرك فوائد ومزايا التحول الذي بدأناه في «أدنوك» منذ نحو أربعة أعوام. لقد ركزنا جهودنا على تحسين أدائنا، تعزيز مرونتنا، بينما نضمن في الوقت نفسها بطبيعة الحال زيادة كفاءتنا عبر سلسلة القيمة لأعمالنا».

وأضاف معاليه قائلاً: «وركزنا خلال هذه العملية بأكملها على ما يمكننا التحكم به، وهو ببساطة التكاليف التي نتحملها. إننا لا نتحكم بأي شيء آخر يتجاوز نطاق حدود أعمالنا كسعر النفط. لذا، كان تركيزنا منصباً بالكامل على الكلفة. ونتيجة لذلك، نجحنا في إدارة الموقف، المناورة من خلال ديناميكيات مختلفة للسوق، والبقاء محتفظين بمرونتنا في ظل تراجع أسعار النفط، بينما نحقق في الوقت نفسه أهدافنا الاستراتيجية ونلتزم بأولوياتنا».

وأوضح معاليه أسباب تحقيق «أدنوك» لهذه النتائج الإيجابية، فقال: «أحد أسباب نجاحنا في اجتياز هذه الفترة بحالة طيبة نسبياً هو تركيزنا الراسخ والمُوَجّه جيداً صوب ما نسميه «الصحة، السلامة والبيئة بنسبة 100%». إن منهج السلامة أولاً يتفق إلى حدّ بعيد من التجاوب الشامل من جانب الإمارات مع جائحة «كوفيد 19». وما فعلناه هو أننا وظفنا مبدأ الفحص مبكراً والفحص كثيراً للتعامل مع الجائحة».

وأضاف معاليه بقوله: «أجرت الإمارات حتى الآن أكثر من 5.5 ملايين فحص ضد «كوفيد 19»، وهو ببساطة أعلى معدل على مستوى العالم لعدد الفحوصات للفرد الواحد. وفي «أدنوك»، اتخذنا تدابير احترازية إضافية لتحسين مستويات سلامة موظفينا وزملائنا. وتضمن ذلك إجراء الفحوصات الشاملة والتقليل من تواجد الموظفين بالمواقع إلى أدنى حد ممكن. ولم نسمح بحدوث أي اضطراب في عملياتنا، وهو ما يُعزَى إلى ثقافة «الصحة، السلامة والبيئة بنسبة 100%» القوية والمترسخة جيداً في كافة عملياتنا».