أستمر اليوم في الكتابة عن ثقافة الشكر والتي بدأتها الأسبوع الماضي، إذ لم يسعفني طول الحديث عن تكملة ما بدأت كتابته عن الشكر وأهميته في مؤسساتنا. واليوم أكمل ما بدأت وأتطرق لتفاصيل قضايا جديدة من زاوية أخرى.

إذا تذكرنا ذلك الوعد الرباني في قوله «ولأن شكرتم لأزيدنكم»، وتذكر الفرد بأن الشكر بوابة الزيادة فلن يتوانى عن حمد الله وشكره أولاً ومن ثم شكر قيادتنا الرشيدة التي سخّرت كل إمكانياتها لخدمة الوطن والمواطن. ولأن الشكر ثقافة وكلمة إيجابية لها ذبذبتها الإيجابية فهي تجذب مثيلاتها، فالشكر يجذب شكراً وتبدأ الإيجابية بالانتشار. وهناك فئات كثيرة جديرة بالشكر ولكني أخص بالذكر منهم هنا فئة حملت على عاتقها مهام كبيرة لخدمة الوطن.

إن القيادة الرشيدة أولت بعض الأفراد مهام كبيرة تقوم على أساسها البلاد ومؤسساتها الكبيرة، ومن خلال هذه المؤسسات، يقدم بلدنا الكثير من المزايا والخدمات للمواطن والمقيم، ويشرف على هذا كله مديرو العموم ونظراؤهم، إذ هم الفئة التي تحمل على عاتقها المسؤوليات الكبيرة في الإدارة وتسّير الأمور التي تحكم من خلالها مختلف المسائل. وهموم هذه الفئة أكبر من هموم من هم دونهم في السلم الوظيفي، ويتحملون ضغوطات أكثر من تلك التي يتحملها الموظف أو المدير المنفذ الذي يعمل تحت إمرتهم. وبما أن الشكر بوابة الزيادة، فهم أول الفئات التي تستحق الشكر. كيف لا وهم إذا حالفهم التوفيق، نجحنا نحن وافتخرت مؤسساتنا بالإنجازات.

من المؤسف أن لا يتخذ البعض من الشكر عادة يمارسها مع الذين يعمل معهم من زملاء ومديرين وغيرهم، وإن اختلف معهم في بعض أمور العمل، فالاختلاف -كما قيل- لا يُفسد للود قضية. وإذا أخذنا في الاعتبار أن النجاح الذي نراه والإنجازات المختلفة التي نشهدها وما نفخر به من مكتسبات لم تكن لتتحقق لولا مديرين ومسؤولين وفرق عمل كثيرة عملت بإخلاص وعلى مدى سنين عدة، فخططت لتسعدنا ونجحت، لإدركنا أنهم أولى الفئات الجديرة بالشكر. هم الأدوات الكبيرة التي هندست ولعبت دوراً مهماً في تحقيق الأهداف، وهم فئة من أهم الفئات التي ليست فقط الأجدر بالشكر بل بالظن الحسن، لما يواجهونه من تحديات في أعمال عالم اليوم، الذي لا يخلو من صعوبات وتحديات كثيرة.

إيجابية الشكر وكلمة شكراً إذا اتسعت دائرتهم وشملت قمة الهرم ومن هم دونها، انتشرت ثقافة الشكر عند الجميع وما أجملها من إيجابية إذا حلت في دار جعلته عماراً، وفتحت بوابات الخير والزيادة، ومن ثم أكدت قوله تعالى «ولأن شكرتم لأزيدنكم». فهل مازال هناك متردد في تقديم الشكر!