«السماح بالرحيل» هو كتاب من تأليف ديفيد آر كوكينز، وهو كتاب انتشر نظراً لطرحه نظريات تبناها الكثيرون، ويؤكد الكاتب في كتابه أن الطريق للحصول على الشيء يبدأ بالسماح له بالرحيل. فكلما سمحت للأشياء بالرحيل، انجذبت إليك وجاءتك راغمة. ويسرد الكاتب معاني ومفاهيم عديدة تتعلق بالسماح للأشياء بالرحيل لكي تصبح هذه الأشياء لاحقاً ملك من سمح لها بالرحيل.

بدأ المهتمون والمفكرون بمناقشة مفاهيم هذا الكتاب الذي أحدث ثورة فكرية لدى الكثيرين، وذلك على الشبكة العنكبوتية ومنصات التواصل الاجتماعي بما في ذلك يوتيوب، والمنتديات الفكرية العديدة. وبدأ الأفراد المهتمون بدراسة ومحاولة تطبيق هذه الأفكار والتي ادعى الكثيرون أنها دقيقة في نتائجها، فإذا سمحت للشيء بالرحيل يأتيك من حيث لا تعلم!

كنتيجة لذلك، أثار هذا الموضوع زوبعة فكرية ذهنية لدى الكثيرين وبدأت أفكار في ثقافة الخوف المنتشرة بقوة للوصول للأهداف والحفاظ على بعض «المكتسبات» وكيف أنها تنبع من رغبة في الوصول لأهداف معينة وتتعرض هذه الأهداف للإعاقة نظراً للخوف وعدم السماح لها بالرحيل. ويلعب الخوف دوراً كبيراً مع الأفراد فيوهمهم بأن التمسك بالشيء يبقيه، بينما في واقع الأمر يذهبه (على الأقل حسب هذا الكتاب).

يقدم الكتاب حلولاً عديدة لثقافة الخوف والطريق نحو التسليم، الذي هو في حد ذاته طوق نجاة وسلم الصعود للوصول للأهداف. ولهذا السبب قد يكون هذا الطرح أحد الحلول لما يعاني منه البعض.

ما زلت أتذكر إحدى الندوات وذلك اليوم الذي وقفت فيه دكتورة من الإمارات وجادلت بشجاعة بعض الأطروحات التي طرحها محاضر عن دولة الإمارات وثقافتها وقد قوبل ذلك بخوف وبصمت تام من الآخرين ولم يتجرأ أحد على الإدلاء بدلوه وشخصياً لم أعرف أسباب خوف البعض في الدفاع عن بلده فكان الصمت سيد الموقف، إلا مع هذه الدكتورة، وعندما انتهت المحاضرة، فإذا بوسائل الإعلام تحاول التحاور معها وسط نظرات حاسدة من البعض، وإذا بالحضور يتجمهر حول هذه الدكتورة ويهنئها ويقول لها: «قلت ما كنا نريد قوله!»، وجاء بعض الرجال وقالوا لها «لو قلت كذا كذا!»، فكان ردها لماذا لم تتحدثوا أنتم خلال الندوة عندما تحدثت؟ فكان الصمت هو الجواب.

وإذا أدرك البعض أن الخوف لا مبرر له، وأن المصلحة العامة هي الأهم وهي دوافع النقاش، فقد يتحررون نوعاً ما من ثقافة الخوف ونبدأ بالصعود إلى ما نصبو إليه. فهل نسمح لثقافة الخوف بالرحيل؟