الملياردير الغامض.. من العملات المشفرة إلى أول رحلة فضائية فوق القطبين

في مغامرة تجمع بين الغموض، والتكنولوجيا، والجغرافيا السياسية، يستعد الملياردير الصيني المثير للجدل، تشون وانج، للانطلاق في مهمة فضائية غير مسبوقة مع سبيس إكس.

وانج، الذي يتنقل بين الدول كالشبح ويحمل ستة جوازات سفر، يعيش حياة غير تقليدية، حيث يقيم في القطب الشمالي، ويسافر كل يومين، ويتبع توقيت المريخ. لكنه اليوم على وشك تحقيق إنجاز جديد قد يغير معادلات القوة في الفضاء والمناطق القطبية.

رحلة فضائية غير مسبوقة

في ربيع هذا العام، سينطلق وانج من منصة الإطلاق التابعة للملياردير إيلون ماسك في فلوريدا على متن كبسولة سبيس إكس دراجون، في أول رحلة بشرية تدور مباشرة فوق القطبين الشمالي والجنوبي.

سينضم إليه ثلاثة رواد فضاء هواة، حيث سيحلقون في مدار قطبي فريد، مما يوفر فرصة لدراسة ظواهر علمية نادرة، أبرزها الضوء الأبيض الغامض وظاهرة STEVE (تعزيز سرعة الانبعاث الحراري القوي).

لكن هذه الرحلة لا تثير اهتمام العلماء فقط، بل تلفت انتباه الأجهزة الأمنية أيضًا. فالمناطق القطبية والفضاء أصبحت ساحات تنافس بين القوى العظمى، وسط علاقات متوترة بين الولايات المتحدة والصين، وانخراط روسيا كشريك استراتيجي في هذا المجال، وفقا لتقرير لمجلة " نيوزويك".

ملياردير أم لغز سياسي؟

تشون وانج ليس مجرد مستثمر في العملات المشفرة، بل شخصية يلفها الغموض. وُلد في مدينة تيانجين الصينية، لكنه أصبح مواطنًا في مالطا، . يدّعي أنه يستخدم العملات المشفرة لتمويل أسلوب حياته الاستثنائي، ويُقال إنه قام بتركيب نظام ستارلينك، الذي أنشأه ماسك، في القطب الشمالي وسفالبارد.

الهدف الحقيقي للرحلة؟

بينما يروج وانج لمغامرته كرحلة علمية واستكشافية، يحذر الخبراء من أبعاد أخرى محتملة. يقول تروي بوفارد، مدير مركز أمن ومرونة القطب الشمالي بجامعة ألاسكا إن هذه المهمة قد تكون لها استخدامات عسكرية وعلمية غير معلنة.

ويرى محللون أن هذه الرحلة قد تُحدث تغييرًا استراتيجيًا في مجالات الاتصالات، والأبحاث القطبية، وحتى الأمن القومي، خاصة أن المدار القطبي يتيح تغطية عالمية غير مسبوقة لا توفرها الأقمار الصناعية الأخرى.

حياة من الترحال والسرية

من القطب الشمالي إلى القارة القطبية الجنوبية، ومن أفغانستان إلى جزر الكاريبي، لا يتوقف وانج عن السفر. وفقًا لحساباته على X، فقد زار بالفعل 135 دولة وإقليمًا، وما زال العدد في ازدياد. لكن أسلوب حياته المليء بالغموض، وجوازاته المتعددة، وسفره المستمر، يثير تساؤلات حول من يكون حقًا؟ ولماذا اختار هذه الحياة؟

اللغز مستمر

بينما يستعد وانج للانطلاق في رحلته الفضائية التاريخية، يبقى السؤال الأهم: هل هو مجرد مغامر وعاشق للتكنولوجيا، أم أن هناك خطة أكبر خلف هذه الرحلة؟