ابدى زعماء العالم مساندتهم لبقاء اليونان داخل منطقة اليورو وتعهدوا بأخذ جميع الاجراءات الضرورية للتصدي للازمة المالية وفي ذات الوقت احياء الاقتصاد العالمي الذي يواجه تهديدا متزايدا جراء ازمة الدين في منطقة اليورو. بينما قال الرئيس الاميركي باراك اوباما في ختام اجتماع القمة الذي استضافه في كامب ديفيد بولاية ماريلاند الاميركية، ان ازمة منطقة اليورو تهدد الاقتصاد العالمي ولكنه رحب بتركيز اوروبا الجديد على الوظائف والنمو كعلاج محتمل.
وقال اوباما للصحافيين "يجب ان يعطينا الاتجاه الذي اتخذه النقاش في الاونة الاخيرة ثقة. يوجد الآن اجماع ناشيء بشأن ضرورة بذل المزيد لتشجيع النمو وتوفير الوظائف الآن في اطار هذه الاصلاحات المالية والهيكلية".
وقال اوباما ان زعماء مجموعة الثماني يدركون التضحيات المؤلمة التي يقدمها الشعب في اليونان لمواجهة المشكلات الاقتصادية للبلاد وكرر وجهة نظره بأن اوروبا تملك المقدرة على مواجهة تحدياتها.
وايدت قمة الدول الصناعية الثماني الكبري تأييدا قويا السعي لموازنة برامج التقشف الاوروبية- التي تدعمها المستشارة الالمانية انجيلا ميركل منذ فترة طويلة - من خلال جولة جديدة من التحفيز على غرار النموذج الاميركي بوصفه امرا حيويا لعلاج اقتصادات منطقة اليورو المعتلة.
ولكن كان من الواضح ان الانقسامات باقية.
وجاء في البيان المشترك الذي اصدره الزعماء في اجتماعهم بمنتجع كامب ديفيد الرئاسي بولاية ماريلاند أول امس "نلتزم باتخاذ كل الخطوات اللازمة واعادة تعزيز اقتصادياتنا ومكافحة الضغوط المالية مدركين ان الاجراءات السليمة ليست واحدة بالنسبة لكل منا".
وعكست الرسالة الشاملة من القمة التي استضافها الرئيس الاميركي باراك اوباما قلق أوباما شخصيا من اتساع نطاق عواقب ازمة منطقة اليورو التي تهدد مستقبل تكتل العملة الموحدة الذي يضم 17 دولة، وقد يضر بالانتعاش الهش في الولايات المتحدة وفرص إعادة انتخابه في نوفمبر.
وتصدرت مشاكل اليونان السياسية والاقتصادية جدول أعمال القمة واذكت المخاوف بشأن زعزعة الاستقرار في أسبانيا وايطاليا بينما سعت مجموعة الثماني لتهدئة الاجواء.
وفي السطر الاول من البيان الاقتصادي اقر القادة بالضرورة الدعوات لتوسيع مدى الاهتمام ليتجاوز برامج التقشف المالي التي تساندها المانيا ووصفوها "بالضرورة الملحة" من اجل دعم النمو وتوفير فرص عمل.
وحرصا على تهدئة مخاوف المستثمرين ذكرت المجموعة في بيانها "نؤكد حرصنا على بقاء اليونان في منطقة اليورو مع الوفاء بالتزاماتها".
وليس معتادا أن يخص بيان المجموعة الذي يتسم عادة بالعمومية دولا صغيرة نسبيا بالذكر ولكن شهدت الاسواق اضطرابا نتيجة مخاوف من نشوب ازمة سياسية في اليونان تقود لانسحابها من منطقة اليورو مما يكبد استقرار النظام المالي والاقتصاد العالمي خسائر غير محسوبة.
وأطاح ناخبون يونانيون الشهر الجاري بحكومة وافقت على اجراءات تقشف قاسية لخطة انقاذ دولية ويكتنف الغموض الانتخابات المقبلة التي تحدد لها موعد في السابع عشر من يونيو المقبل.
وهزت اسبانيا الاسواق بكشف النقاب عن ديون متعثرة ضخمة في نظامها المصرفي فيما تصارع لكبح الميزانية بينما تواجه ركودا.
وسعت ميركل التي تعاني من عزلة متزايدة بسبب المسعى الذي تقوده فرنسا للتركيز على النمو اكثر، للتهوين من الخلافات، قائلة "سلامة الاوضاع المالية والنمو لا ينفصلان ولا ينبغي وضعهما على طرفي نقيض".
واستغل اوباما الذي ضغط على اوروبا لتبني مزيد من الاجراءات لتعزيز النمو مثلما تفعل الولايات المتحدة، بيانه الختامي لتذكير قادة منطقة اليورو بان الكثير على المحك وان التكلفة ستكون "باهظة" في حالة الاخفاق.
وقال "النمو والوظائف على رأس اولوياتنا" مؤكدا ان اوروبا قادرة على مواجهة التحدي.
وفي تحرك آخر لتعزيز النمو العالمي الضعيف قال قادة المجموعة انهم يتابعون عن كثب اسواق النفط وعلى استعداد للمطالبة بزيادة الامدادات إذا دعت الحاجة. وانخفضت أسعار النفط 10 % الشهر الماضي ولكن يلوح في الافق خطر تشديد العقوبات على إيران الشهر المقبل.
وقالت المجموعة ان الانتعاش الاقتصادي العالمي يظهر علامات مبشرة ولكن "رياح معاكسة قوية مستمرة".