تراجعت البورصات الصينية واليابانية والفلبينية متحملة خسائر كبيرة لليوم الثاني على التوالي. فيما سجلت الأسهم الأوروبية انتعاشا مع توقع إجراءات صينية لوقف تدهور الأسواق، كذلك كان الأمر للاسواق الاميركية في بداية التداول.
وتراجع المؤشر الرئيسي لسوق الأسهم اليابانية "نيكاي" انخفاضاً إلى ما دون الـ13 ألف نقطة.
وأفادت وسائل إعلام يابانية، أن مؤشر "نيكاي" تراجع 93.44 نقطة، أو حوالي 0.72%، ليبلغ 12,969.34 نقطة.
وهذه المرة الأولى التي يقفل فيها المؤشر الرئيسي عند مستوى أقل عن 13 ألف نقطة منذ 14 يونيو الجاري.
وتراجعت الأسهم الصينية لليوم الثاني على التوالي أمس لكن مؤشر بورصة شنغهاي المجمع الرئيسي انتعش ليغلق على ارتفاع بنسبة 19ر0% بعدما خسر نحو 4% في بداية التعاملات.
وأغلق مؤشر شنغهاي المجمع الأسهم التي يتم تداولها بالعملات المحلية والأجنبية عند أدنى مستوى في سبعة أشهر على الرغم من محاولة البنك المركزي طمأنة المستثمرين في وقت متأخر أول من أمس الاثنين.كما تراجع مؤشر بورصة شنتشن الأصغر بنسبة 23ر1% بعدما تعافى من خسار بأكثر من 4% في بداية التعاملات.
وأدى تراجع الأسهم الصينية إلى تراجعات مماثلة في الأسواق العالمية.
كان بنك الشعب (المركزي) الصيني قد ذكر الأحد أن الحكومة الصينية ستبقي على سياستها النقدية المتعقلة وأنها "ستحسنها" في الوقت المناسب مما بدد الآمال في تخفيف شروط الإقراض في الصين.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن البنك المركزي الصيني يتبنى "موقفا صارما" من البنوك التجارية التي تديرها الدولة رغم الزيادات الأخيرة في أسعار الفائدة على القروض بين البنوك.
وهوت الأسهم الفلبينية بنسبة 05ر3%. وخسر المؤشر المجمع للبورصة الفلبينية والمؤلف من 30 سهما 99ر181 نقطة من قيمته لينهي التعاملات على 06ر5789 نقطة مبددا مكاسب كان سجلها في بداية العام.
انتعاش أوروبي
انتعشت الأسهم الأوروبية وسط تكهنات في أوساط المتعاملين بأن الصين قد تأخذ إجراءات لتهدئة السوق مما دفع بعض المستثمرين إلى تغطية مراهنات على انخفاض أسعار الأسهم في حين استمدت السوق دعما إضافيا من العوامل الفنية.
وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.8 % إلى 1122.44 نقطة بعد أن فقد 5.5% في الجلسات الثلاث السابقة لبواعث قلق من أزمة بسوق النقد في الصين وتوقعات بتقليص التحفيز الاقتصادي في الولايات المتحدة.
واستقى المؤشر اتجاهه من تعاف في أواخر معاملات الأسهم الآسيوية عدا اليابان. وقال إسحاق صديقي المحلل في إي.تي.اكس كابيتال "تلقينا بعض الأوامر من العملاء لتغطية مراكز مدينة ويبدو أن آسيا هي السبب."
ويقوم أصحاب المراكز المدينة باقتراض ورقة مالية وبيعها مراهنين على أنه سيكون بمقدورهم إعادة شرائها بسعر أقل قبل ردها إلى المقرض والاستفادة من فرق السعر.
وفي أنحاء أوروبا فتح مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني مرتفعا 0.7% في حين صعد كاك 40 الفرنسي 1.1% وداكس الألماني 0.6%. وفتحت الأسهم الأميركية مرتفعة أمس بعد أداء ضعيف في الآونة الأخيرة. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 71.38 نقطة بما يعادل 0.49% ليصل إلى 14730.94 نقطة.
وتقدم مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 9.24 نقاط أو 0.59% ليسجل 1582.33 نقطة. وزاد مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 30.81 نقطة أو 0.93% إلى 3351.57 نقطة.
ارتفاع الين مع التراجع الصيني
ارتفع الين مقابل الدولار في المعاملات الآسيوية بفضل جاذبيته كملاذ آمن لكنه نزل عن أعلى مستوى في أسبوعين الذي سجله الاثنين في حين ساهم هبوط الأسهم الصينية في انهاء الاتجاه الصعودي لمؤشر الدولار الذي أغلق عند أعلى سعر في ثلاثة أسابيع.
وعرقل تقدم العملة الأميركية تهوين اثنين من كبار مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) من المخاوف إزاء نهاية وشيكة لبرنامج التحفيز النقدي مما منح المراهنين على صعود الدولار فرصة لالتقاط الأنفاس قبل موجة صعود جديدة.
وفي الأسبوع الماضي قال بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي إن البنك المركزي قد يقلص برامجه لشراء السندات هذا العام إذا استمر تحسن الاقتصاد.
وساهم ذلك في صعود مؤشر الدولار لأعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 82.841 وفي أحدث تعاملات استقر المؤشر عند مستوى إغلاق يوم الاثنين في الولايات المتحدة عند 82.397. وانخفض الدولار قليلا مقابل العملة اليابانية إلى 97.61 ينا لينزل عن أعلى مستوى في أسبوعين الذي سجله الاثنين عندما بلغ 98.72 ينا. وقال متعاملون إن صناديق أميركية واصلت شراء الدولار مع هبوطه أمام الين.
واستقر اليورو عند مستويات الاغلاق في الولايات المتحدة عند 1.3124 دولار مرتفعا من أقل مستوى على منصة التعاملات الالكترونية إي.بي.اس 1.3058 دولار الذي سجله الاثنين وهو أدنى سعر منذ الخامس من يونيو.
ارتفاع الذهب
ارتفع الذهب بعد أن هدأت تصريحات من الصين بواعث القلق من حدوث أزمة سيولة هناك مما خفف الضغط عن السلع الأولية والأسهم. ارتفع السعر الفوري للذهب 0.3% إلى 1284.66 دولارا للأوقية (الأونصة) بعد أن تراجع في وقت سابق إلى 1273.46 دولارا لكن أداءه ظل أضعف من المعادن النفيسة الأخرى والنفط والنحاس.
برنت قرب 102 دولار
ارتفع مزيج برنت مقتربا من 102 دولار للبرميل ومتعافيا من أقل مستوى في ثلاثة أسابيع إذ هدأت مخاوف المستثمرين من شح السيولة في الصين في حين يهدد إغلاق خط أنابيب كندي الصادرات للولايات المتحدة. وارتفع سعر العقود الآجلة لمزيج برنت 64 سنتا إلى 101.80 دولار للبرميل وكان برنت سجل أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 99.67 دولارا خلال الجلسة السابقة.
استحواذ
وافقت المفوضية الأوروبية بشكل غير مشروط أول من أمس على شراء بورصة انتركونتننتال لبورصة نيويورك يورونكست مقابل 8.2 مليارات دولار في صفقة تعزز وجود بورصة انتركونتننتال في أنشطة تداول المشتقات المربحة.
وقالت الهيئة المنظمة للأسواق في الاتحاد الأوروبي إن فحصها للصفقة توصل إلى أنها لا تنطوي على مخاوف بشأن الاحتكار نظرا لأن البورصتين لا تتنافسان بشكل مباشر.
وقالت المفوضية في بيان "كشف تحقيق السوق أنهما لا تشكلان تهديدا محتملا كبيرا كمنافسين لبعضهما بالمقارنة مع البورصات الأخرى. ولذلك يمكن استبعاد أي تأثيرات تتنافى مع المنافسة." ويتيح الاستحواذ لانتركونتننتال السيطرة على ليف وهي ثاني أكبر سوق للمشتقات في أوروبا ومقرها لندن ويساعدها أيضا على منافسة بورصة شيكاغو التجارية الأميركية.