المضائق هي روح النرويج السياحية وهي أكثر أماكن الجذب السياحي فيها، بما تملكه من مناظر مدهشة ساحرة دفعت اليونسكو لإعلان أحدها من أماكن التراث الإنساني. وهو مضيق جيرانجير، الذي تم اختياره من قبل «ناشيونال جيوغرافيك» أفضل مكان سياحي ضمن قائمة اليونسكو في عام 2009.
ولمن لا يعرف النرويج فهي بلد جبلي لأن ثلث أراضيه تقع على ارتفاع 300 متر عن سطح البحر، وكثير منها على ارتفاع 2500 متر، وعند التقاء الجبل والبحر تتشكل المضائق المائية الساحرة رائعة الجمال، وتعد العبارات والسفن أفضل طريقة لزيارة البلاد، لأنها تسمح برؤية العديد من مداخل هذه المضائق.
يوجد في النرويج العديد من الأنهار المتجمدة (هناك أكثر من 100 نهر)، ويمكن رؤية كثير منها عن طريق السير بالسيارة، ثم المشي سيراً على الأقدام لمدة ساعة أو بوساطة قوارب صغيرة، وهذه الأنهار الجليدية التي تصل إلى البحر هي أصل تكوين هذه المضائق.
لكن مضيق جيرانجير ليس وحيداً في هذه الجاذبية المدهشة، فهناك العديد من المضائق البحرية التي تجعل منها وجهات سياحية بحرية هي الأفضل في العالم.
وإضافة إلى جمالها البديع فإن هذه المضائق تمتاز بتنوعها، فمنها ما هو الأكبر في العالم مثل مضيق سوجن، الذي يمتد إلى حدود السويد، ومنها ما هو مشهور بأشجار الفاكهة التي تنتشر فيه مثل هاردانجير، الذي ينشد الجمال فهناك جيرانجير أما مضيق نايرو فهو الأضيق بين هذه الأماكن الساحرة، فيما يمتد مضيق لايز بين 600 متر من الصخور.
ويعود تشكل هذه المضائق إلى العصور الجليدية وهي شواهد على قوة الطبيعية عندما تحفر في الصخور مشكلة لوحة هندسية بديعة تخترقها المياه والمساقط والجداول المائية الزاهية لتروي قصة مستمرة من الجمال الطبيعي الذي يسحر الألباب.
وتمخر عباب هذه المضائق العديد من السفن السياحية والقوارب الصغيرة التي تحمل السياح الذي يستكشفون جمال الطبيعة والأماكن النائية في النرويج، حيث الغطاء الأخضر والمياه والجبال جميعها تلتقي في لوحة مدهشة للسياح الباحثين عن الهدوء والسكينة بعيداً عن ضوضاء المدن وازدحام الشوارع. وربما لا يعلم الكثير أن أفضل مساقط المياه والشلالات توجد هناك في هذه المضائق. وبالطبع فإن الفرص متاحة لعشاق التزلج على المرتفعات حتى في فصل الصيف.
مضيق جيرانجير
وتم إدراج جيرانجير على قائمة «اليونيسكو» لمواقع التراث العالمي، ويُعد من أروع مواقع الجذب السياحي الطبيعية الموجودة في الدول الاسكندنافية، ويمكن استكشافه إما سيراً على الأقدام أو من على ظهر دراجة هوائية. تُحيطه الجبال الشاهقة وتتوافر فيه الرحلات النهرية على مدار العام. كما توجد شلالات «سيفين سيسترز» بالجوار، التي يبلغ ارتفاعها 250 متراً.
ويقع على الساحل النرويجي في مقاطعة «موره ورومسدا» ويتميز المضيق بالمياه الزرقاء العميقة والجبال العالية والطبيعة الخلابة التي تغطي المكان. يبعد نحو 108 كم من مطار إليسوند، حيث توجد حافلات نقل في مدينة إليسوند.
مضيق «سونغ»
يعد مضيق «سونغ» أكبر مضيق بحري في النرويج، كما أنه الأطول والأعمق في العالم، بطول إجمالي يبلغ 240 كم، وأقصى عمق 1308 أمتار، ويتطلب من السائح عبور الجبال العالية والوديان العميقة والمنحدرات شديدة الانحدار، أما مضيق «لايز» فهو الأضيق في العالم، بعرض 265 متراً فقط.