تُعتبر المساحات الصحراوية في أبوظبي بكثبانها الرملية المرتفعة وأوديتها الرملية مترامية الأطراف، متنفساً لعشاق المغامرات والتشويق، لا سيما محبي القيادة على الكثبان الرملية لاكتشاف الصحراء الشاسعة وعبور الكثبان الرملية وتلال الصحراء في مختلف مناطق الإمارة خصوصاً أبوظبي والعين والظفرة وذلك بالتزامن مع حملة «أجمل شتاء في العالم»، والتي انطلقت مؤخراً من أجل تسليط الضوء واستكشاف مختلف الخيارات السياحية المتنوعة التي تزخر بها أرض الإمارات.
وتشهد صحراء أبوظبي الخلابة إقبالاً متزايداً، بعدما أصبحت قبلة للسياح والزائرين خصوصاً في ظل المناخ المثالي الذي تشهده الدولة خلال الفترة الجارية، فصحراء العاصمة ليست قاحلة جرداء بل هي صحراء تنبض بالحياة غنية بأنواع مختلفة من الحيوانات والطيور والحشرات وتزخر بغطاء نباتي وواحات وثروات طبيعية متلائمة ومتأقلمة مع الظروف الصحراوية القاحلة، مما جعلها موضع اهتمام لا سيما وأن التجار في الصحراء تشمل القيادة على الكثبان الرملية وركوب الإبل، التزلج على الرمال، رسم الحنة، ارتداء الأزياء التقليدية، عروض الصقور وكلاب السلوقي وعروض الرقص الشرقي.
مسارات المغامرة
قال سعيد الظاهري، مدير إدارة تطوير تجربة الزوار والمنتجات السياحية بالإنابة لدى دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، إن مشروع مسارات المناطق الصحراوية هي مبادرة جديدة أطلقتها الدائرة لمغامرات القيادة على الكثبان الرملية بهدف تقديم تجربة جديدة للمقيمين والزوار يتوفر من خلالها مستويات وطرق صحراوية مختلفة للمبتدئين ومتوسطي الخبرة والمحترفين.
وأضاف الظاهري في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي»، إن إمارة أبوظبي تعدّ وجهة مثالية لعشّاق المغامرة والباحثين عن التواصل مع الطبيعة لما تختزله من طبيعة خلابة ومناظر طبيعية ساحرة، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تتيح للسائقين فرصة استكشاف جمال وسحر أبوظبي التي تتمتع بمناطق بيئية صحراوية مختلفة والتعرف على البيئة الغنية بالعديد من النباتات والأشجار الطبيعية للمنطقة والحياة البرية المتنوعة، من خلال منحهم فرصة خوض مغامرات مشوقة ومتنوعة على مدار العام. كما تساعد المبادرة منظمي الرحلات على تقديم مجموعة متنوعة من التجارب والأنشطة الصحراوية والخارجية للزوار.
وذكر الظاهري أن المرحلة الأولى من المبادرة تم من خلالها تطوير 6 مسارات لتجربة الطرق المتنوعة من المغامرة لعبور الكثبان الرملية وتلال الصحراء المتميزة في مختلف مناطق الإمارة، أبوظبي والعين والظفرة.
طريق رماح
وأوضح أن المسار الأول هو طريق رماح، الطريق الرائع للمبتدئين والذي يستغرق حوالي ست إلى ثماني ساعات من نقطة البداية إلى طريق مزرعة الجمال، ومضمار سباق الهجن الأصيل ومحمية تلال الطبيعية مع إمكانية اكتشاف بعض الغزلان ومنطقة تخييم. وتعد أحد أبرز معالم الطريق الأخرى الأشجار الصحراوية الجميلة بالقرب من تاوي نقارة ومجموعة رائعة من الكثبان العالية وأشجار الغاف.
رمال بيضاء
وأشار مدير إدارة تطوير تجربة الزوار والمنتجات السياحية بالإنابة لدى دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، إلى أن المسار الثاني من العين إلى طريق الرمال البيضاء للمبتدئين ويستغرق حوالي ثماني ساعات لاكتشاف الطريق والاستمتاع بالمناظر الطبيعية والمرور بالصخور الجيرية المتكونة منها الرمال البيضاء، موضحاً أن 30% من المسار عبارة عن مسار من الجص (طريق رملي محسن مغطى قليلاً بالحجر الجيري).
طريق حميم
وذكر الظاهري أنه تم تحديد المسار الثالث وهو طريق حميم الدائري لمتوسطي الخبرة والذي سيحتاج حوالي أربع إلى خمس ساعات لإكماله، حيث سيجد الزائر بعض التضاريس الصعبة بشكل خاص في النصف الثاني من المسار وهنا يبدأ التحدي بالمغامرة والتجربة الممتعة، فبسبب التضاريس الفنية، قد يمتد هذا المسار إلى 70 أو حتى 80 كيلومتراً عند القيادة، ويتوقع وجود انزلاقات وأوعية عميقة، وتشمل المشاهد الكثير من الغزلان، وبنك الطاقة الشمسية المهجور، ومزارع الجمال والماعز ومنطقة للحياة البرية.
أم العوش
وبين الظاهري أن المسار الرابع هو طريق أم العوش الذي يصنف لمتوسطي الخبرة، هذا الطريق غير موصى به للمبتدئين ويستغرق إكماله حوالي أربع إلى خمس ساعات، مع صعود حاد وكثبان عالية تحتاج إلى خبرة وتقنية القيادة الصحراوية المحترفة للاستمتاع بالمناظر الخلابة. ويتطلب الطريق مهارات قيادة متقدمة، مثل الانحدار والتعرج الجانبي وتشمل المشاهد الكثبان الرملية الهائلة والكثبان الرملية لنجم البحر والمناظر الخلابة.
معبر ليوا
وأوضح أن المسار الخامس هو طريق معبر ليوا المتقدم والذي يتطلب الخبرة العالية، حيث الكثبان الرملية الضخمة والتي تعد الأكبر من نوعها في دولة الإمارات وقد يستغرق استكمال هذا الطريق من يوم ونصف اليوم إلى يومين. وتعتبر الطريق واحدة من أكثر الطرق شعبيةً لما لديها من بعض المشاهد الخلابة التي يمكن مشاهدتها على طول الطريق والتي تتضمن منتجع قصر السراب، والغابات بالقرب من الميراير، ومنطقة تجمع الغزلان بالقرب من بطين ليوا، ومناطق حمامات السباحة المالحة.
طريق الخزنة
وبين الظاهري أن المسار السادس هو طريق الخزنة للمحترفين حيث يستطيع المغامر التخييم مع تجربة المسار والاستمتاع بالمناظر الطبيعية والتعرف على الأشجار الصحراوية وإلقاء نظرة على مزرعة الجمال وزيارة مخيم شركة سفاري صحراوي، ويمكن إكمال هذا المسار المتقدم المليء بالتحديات في خلال نصف يوم، وهناك مكان للتخييم بالقرب من مدينة الفياح ومخيم سفاري صحراوي، وتشمل المعالم البارزة الأخرى لهذا الطريق والتي لا ينبغي تفويتها مجموعة من الأشجار الصحراوية ومجموعة غريبة من السيارات القديمة المهجورة.