أكد بدر عباس نائب رئيس أول العمليات التجارية لمنطقة أفريقيا في طيران الإمارات، أن طيران الإمارات تعتبر رافداً اقتصادياً وداعماً استراتيجياً للتنمية في أفريقيا من خلال 350 رحلة أسبوعياً تسيّرها إلى 21 وجهة في 19 دولة أفريقية، وتعمل على تطوير خطتها التوسعية في القارة الأفريقية بالتوازي مع تخفيف وإزالة قيود السفر وتنامي الطلب على السفر إلى الوجهات الأفريقية عبر دبي.
وأضاف عباس في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن الحجم الإجمالي لحركة المسافرين بين دبي وأفريقيا يصل إلى نحو 1.7 مليون مسافر سنوياً، تستأثر طيران الإمارات بحوالي 70 % من هذه الحركة، مشيراً إلى أن مساهمة طيران الإمارات في الاقتصادات الأفريقية تتجاوز نقل المسافرين إلى التوظيف والشحن ودعم السياحة وغيرها من القطاعات الأخرى ذات الصلة.
وأوضح أن طيران الإمارات واصلت خلال العام الماضي إعادة بناء شبكتها الأفريقية لتصل تقريباً إلى مستويات ما قبل الجائحة، حيث قامت الناقلة بزيادة عدد رحلاتها خلال العام الماضي إلى كل من نيروبي وأديس أبابا وأكرا وأبيدجان والدار البيضاء والقاهرة وإلى بواباتها الثلاث في جنوب أفريقيا.
وقال عباس إن طيران الإمارات عقدت شراكات استراتيجية مع ناقلات أفريقية على قاعدة تحقيق فوائد مشتركة، والاستفادة من قوة شبكة كل ناقلة داخل مناطق أفريقيا. وبالإضافة إلى شراكة الرمز مع كل من الخطوط الجوية لجنوب أفريقيا و«إير لينك Air Link»، و«فلايسيف إير Flysafair»، والخطوط الجوية الملكية المغربية، و«سيمير Cemair»، وترتبط طيران الإمارات بشراكة إنترلاين مع ناقلات أخرى عبر أفريقيا. وتوفر الناقلة لعملائها من خلال شبكة اتفاقيات الرمز المشترك والإنترلاين، اتصالاً بـ79 مدينة في أفريقيا، وإمكانية أكبر للوصول إلى الوجهات الإقليمية.
وأضاف أن الشراكات الاستراتيجية التي وقعتها طيران الإمارات مع الناقلات الأفريقية أسهمت في دعم انتعاش السياحة في مزيد من الوجهات السياحية التي تخدمها ناقلات إقليمية أصغر لديها شراكات مع ناقلات مثل طيران الإمارات، ما يتيح زيادة عدد الركاب عبر البوابات الأفريقية الرئيسية.
وأوضح عباس أن طيران الإمارات تمتلك شبكة قوية من الشراكات في أفريقيا، حيث قامت بتفعيل شراكتها بالرمز مع الخطوط الجوية الملكية المغربية، ما أدى إلى توسيع تواجدها في المغرب، وأضافت 8 نقاط في جنوب أفريقيا من خلال توسيع الشراكة مع «إير لينك»، وأصبحت جوهانسبرغ المركز الإقليمي الأقوى أداءً فيما يتعلق بالمشاركة بالرمز.
وقال إن طيران الإمارات مرتبطة بشراكات بالرمز مع العديد من الناقلات العالمية لتوفير اتصال أفضل عبر القارات الست، ويسهم شركاء طيران الإمارات بالرمز، البالغ عددهم 26 ناقلة، في توسيع شبكتها إلى أكثر من 300 مدينة حول العالم.
التعافي
وقال بدر عباس إن طيران الإمارات تواصل العمل على توفير سعة مقعدية أكبر حيثما أمكن عبر الشبكة لتلبية الطلب، وقد نجحت في استعادة 94 % من شبكة خطوطها، و80 % من السعة ما قبل الجائحة، مشيراً إلى أن السوق الأفريقية تعتبر محوراً استراتيجياً ومهماً لشبكة طيران الإمارات المستقبلية، حيث نجحت الناقلة في تنمية عملياتها في القارة خلال العقود الماضية، وهي ملتزمة بمواصلة النمو وتوفير المزيد من التواصل للمسافرين في المستقبل.
ولفت عباس إلى أن الناقلات غير الأفريقية، مثل طيران الإمارات، هي المحرك الرئيسي للاتصال بين أفريقيا وبقية العالم. ويمكن للعملاء الذين يسافرون من وإلى بوابات طيران الإمارات الأفريقية الوصول بسهولة إلى دبي، وعبرها إلى أوروبا والشرق الأوسط والأمريكيتين وغرب آسيا وأستراليا، مشيراً إلى أن طيران الإمارات تسيّر حالياً 21 رحلة أسبوعياً عبر ثلاث بوابات إلى الصين: بكين وشنغهاي وجوانزو. وتوفر للمسافرين من خلال شراكات استراتيجية وصولاً إلى 24 نقطة أخرى داخل الصين. ومع إعادة الشركات الصينية وتشغيل المزيد من مشاريعها في أفريقيا، من المتوقع أن تشهد حركة السفر والشحن من الصين إلى أفريقيا عبر بوابة دبي مزيداً من النمو. كما تخدم طيران الإمارات 9 مدن في الهند بأكثر من 170 رحلة أسبوعياً، حيث تعتبر الهند من الأسواق الرئيسية بالنسبة لأفريقيا من خلال حركة تجارية ضخمة، كما أن هناك أيضاً حركة سياحية كبيرة من الهند والصين إلى وجهات سياحية وثقافية ووجهات سفاري شهيرة، في مصر والمغرب وكينيا وتنزانيا وجنوب أفريقيا.
الخطوط الأنشط
وعن الوجهات الأفريقية الأكثر نشاطاً بالنسبة لطيران الإمارات، قال بدر عباس إن طيران الإمارات تشغل 350 رحلة أسبوعياً إلى أفريقيا، وتعتبر القاهرة أكثر الوجهات الأفريقية نشاطاً بالنسبة لطيران الإمارات التي تخدمها بأكبر عدد من الرحلات مع 25 رحلة أسبوعياً ستزداد إلى 28 رحلة اعتباراً من 29 أكتوبر 2023، تليها جوهانسبرغ مع 21 رحلة أسبوعياً، ثم كيب تاون ونيروبي بـ14 رحلة أسبوعياً لكل منهما.
الأثر الاقتصادي
وقال بدر عباس نائب رئيس أول العمليات التجارية لمنطقة أفريقيا، إن طيران الإمارات تربط أفريقيا بـ112 سوقاً عالمية عبر دبي، ما يدعم الوظائف والسياحة الداخلية والصادرات والتجارة، وأسهمت خدمات طيران الإمارات بشكل كبير في النمو الاقتصادي والتجارة والاستثمار الأجنبي والسياحة والتوظيف في أفريقيا على مدار 37 عاماً ابتداءً من رحلتها الأولى إلى القاهرة في 1 أبريل 1986. وخلال العام 2019 نقلت طيران الإمارات أكثر من 8 ملايين مسافر إلى أفريقيا، وبذلك تسهم عملياتها بشكل كبير في الاقتصاد الأفريقي.
وأضاف عباس أن النفقات الإعلانية والمالية المباشرة لطيران الإمارات في أفريقيا، خلال السنة المالية 2019/ 2020، بما في ذلك تعبئة الوقود وتكاليف هبوط ومناولة الطائرات والتموين ورواتب الموظفين والنفقات العامة للمنطقة، بلغت 666 مليون دولار أمريكي. كما دعمت عمليات طيران الإمارات في أفريقيا أكثر من 40 ألف وظيفة في عام 2019، بما في ذلك الوظائف المباشرة وغير المباشرة والمساعدة ضمن سلسلة توريد صناعة الطيران. ويعمل لدى مجموعة الإمارات حالياً أكثر من 7000 مواطن أفريقي على مستوى العالم.
وأوضح أن رحلات طيران الإمارات تساعد على تسهيل مجموعة من المزايا الاقتصادية والاجتماعية لأفريقيا، حيث زادت القيمة الإجمالية للتجارة غير النفطية بين أفريقيا ودولة الإمارات في عام 2021 على 42 مليار دولار أمريكي، كما تقوم «الإمارات للعطلات»، ذراع طيران الإمارات للبرامج السياحية، بالترويج لوجهات في أفريقيا عبر شبكتها العالمية، وجلب السياح من الأسواق الرئيسية من دبي وخارجها.
جنوب أفريقيا
وعن أهمية جنوب أفريقيا بالنسبة لطيران الإمارات قال بدر عباس، إن هذه الدولة تعتبر واحدة من أكبر الاقتصادات في القارة الأفريقية، وهي أكبر سوق أفريقية لطيران الإمارات التي تخدمها عبر ثلاث بوابات، حيث وصل عدد رحلات طيران الإمارات إلى جنوب أفريقيا حالياً إلى 42 رحلة أسبوعياً مقابل 49 رحلة قبل الجائحة، مشيراً إلى أن طيران الإمارات تخدم جوهانسبرغ بثلاث رحلات يومياً، اثنتان منها بطائرات A380 والثالثة بطائرة بوينج 777، وكيب تاون برحلتين يومياً، ودربان برحلة يومية واحدة بطائرات البوينج 777.
نيجيريا
وعن قضية تعليق الرحلات إلى نيجيريا، قال عباس إن طيران الإمارات بذلت العديد من الجهود لتمكين العودة السريعة إلى نيجيريا، واقترحت عدداً من الحلول والإجراءات لاسترداد أموالها، ودخلت في حوار مع مختلف الجهات الحكومية والعاملة في صناعة السفر، ولكن الموقف لا يزال على حاله، ولم تشهد طيران الإمارات حالياً نتائج ملموسة تسهم في تسهيل استئناف الرحلات الجوية.
وأضاف أن طيران الإمارات تدرك أن صناعة الطيران وسلسلة القطاعات المحلية التي تدعمها في نيجيريا تواجه صعوبات حالياً. وما لم تكن هناك استراتيجية ملتزمة من قبل السلطات المحلية النيجيرية لتقديم حلول ملموسة، فإن الخدمات الجوية للمسافرين والشركات التي تبحث عن فرص في السوق العالمية وللاستثمارات التي من شأنها المساهمة في التعافي الاقتصادي لنيجيريا، سوف تستمر في التضاؤل.
وعن إمكانية اللجوء للمحاكم الدولية قال عباس إن طيران الإمارات لا تزال ملتزمة بإيجاد حل مشترك مع الحكومة النيجيرية والبنك المركزي النيجيري لاستعادة الأموال المحجوزة، وتقديم خارطة طريق تتضمن تدابير حازمة لمنع حدوث تحديات وتأخيرات في تحويل الأموال مستقبلاً، كما تدعو طيران الإمارات الجهات المختصة في نيجيريا للعمل مع الناقلة لضمان توفير وصول سلس وغير مقيّد إلى شبكتها العالمية أمام المسافرين والشركات النيجيرية.
الشحن الجوي
وقال بدر عباس إن طيران الإمارات تعمل على المستوى العالمي بمزيد من التفاؤل. ووفرت جهود الناقلة خلال العامين الماضيين ضماناً أكبر للعملاء، وأثبتت مرونتها وقوة نموذج أعمالها، مشيراً إلى أن هناك تسارعاً في نمو الطلب على السفر، لذلك تعمل طيران الإمارات على تطوير خططها لتوسيع تواجدها في جميع أنحاء أفريقيا بشكل أكبر.
وأضاف أنه مع الزيادة المقررة في رحلات الركاب إلى مختلف الوجهات الأفريقية، من المنتظر إضافة قدرة إجمالية تصل إلى 35000 طن لنقل الواردات والصادرات لرفع طاقة الشحن مع نهاية العام. ومن المتوقع أن تنمو حركة واردات القارة جواً بشكل رئيسي من أوروبا والصين ودولة الإمارات والهند، والتي تشمل معدات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقطع غيار السيارات والبريد السريع والأدوية. وتسهل طيران الإمارات أيضاً وصول الصادرات الأفريقية إلى وجهاتها الرئيسية في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأقصى وأوروبا. وتشتمل صادرات القارة على المنتجات سريعة العطب، بما في ذلك الفواكه والخضراوات الطازجة والمأكولات البحرية وكذلك الزهور.