تزخر إمارة دبي بالعديد من المقومات السياحية الطبيعية، عبر جبالها وصحرائها وسواحلها، مثل منطقة حتا، التي تتميز بملامح جمالية عدة، تجعل منها وجهة سياحية وثقافية وتراثية متفردة، فهي مكان مثالي لعشاق المغامرات ومحبي الطبيعة، إذ يقصدها الجميع بحثاً عن الأجواء الهادئة، والمناظر الساحرة. تقع منطقة حتا على بعد 115 كيلومتراً جنوب شرقي مدينة دبي، وتبرز جبالها الساحرة على بعد 90 دقيقة بالسيارة من وسط مدينة دبي، وهي عبارة عن محمية جبلية وسط جبال الحجر المهيبة، لتكون بذلك وجهة مثالية للسياحة البيئية.
وتمتد جبال الحجر، التي تفصل بين الإمارات وسلطنة عمان، على مسافة 700 كيلومتر، وتُعد أعلى سلسلة جبال في المنطقة الشرقية من شبه الجزيرة العربية. وتستقطب الزوار باستمرار، لاستكشاف تراثها الغني وثرواتها الحيوانية والنباتية المتنوعة، ومقوماتها الطبيعية الرائعة.
وتوّفر المحمية الجبلية مجموعة متميزة من التجارب والمغامرات في الهواء الطلق، وتتيح رؤية أنواع فريدة من الحيوانات، لتكون بذلك وجهة مثالية للعائلات. وتتميز المنطقة بالمياه العذبة، وتوفر منظومة بيئية ملائمة لعدد كبير من أنواع الحيوانات والنباتات المختلفة، بما في ذلك النباتات والحيوانات النادرة والطيور والثدييات والزواحف والبرمائيات.
ويمكن للزوار الاستمتاع بالنزهات الجبلية، وسط المناظر الساحرة ومشاهدة حيوانات النمر العربي، والمها العربية، والطهر العربي، والماعز الجبلي المحلي، وظباء الصحراء البيضاء، والعقاب المصري، التي يعتبر العديد منها مهدداً بالانقراض.
وتُعد حتّا بمناظرها الطبيعية الفريدة، وجهة مميزة لقضاء العطلات القصيرة، وخياراً مثالياً لعشاق التصوير والمغامرة والطبيعة. وتوفر الجبال والوديان والمزارع في المنطقة تجارب ترفيهية متنوعة، بما في ذلك سد حتّا، الذي يعتبر وجهة مثالية لممارسة رياضة التجديف بالكاياك، وغيرها من الأنشطة المائية الترفيهية، مثل ركوب قوارب الدونات أو البيدالو.
كما تحتضن الوجهة محطةً للزوار، يمكن الوصول إليها سيراً على الأقدام، للاستمتاع بأروع الإطلالات على المناظر والمياه. بالإضافة إلى مسارات المشي الطبيعية الممتدة على مسافة 32.6 كيلومتراً.
ويمكن للزوار التوّجه إلى قرية حتّا التراثية المُرمّمة، والتي يعود تاريخها إلى عدة قرون، ومشاهدة برج الدفاع والبيوت الحجرية ذات الأسقف المصنوعة من سعف النخيل، وقنوات الأفلاج المائية التقليدية، أو غيرها من المعروضات الأخرى كالأسلحة، وقطع الأثاث، وأدوات الطبخ التقليدية. ويُعد مرصد حتّا 360، أحد أبرز المقاصد السياحية في المنطقة، فعلى الرغم من أنه يعود إلى عام 1880، حيث تم تشييده كبرج عسكري في القرية، لصد أي عدوان من المناطق والدول المجاورة، إلا أنه لا يزال يقف شامخاً على قمم جبال حتّا، متيحاً للزوار الاستمتاع بالإطلالات البانورامية على مناظرها الطبيعية.
ومن جهة أخرى، يتيح «حتّا وادي هب» مجموعةً من الأنشطة لعشاق المغامرات، حيث يمكنهم استكشاف مسارات الدراجات، أو المشي سيراً على الأقدام، أو الاستمتاع بتجربة المسار الانزلاقي المشوقة، بالإضافة إلى الرماية ورمي الفؤوس وركوب العربات الجبلية والتسلق، وغيرها من الأنشطة المتاحة للأطفال والبالغين، على حد سواء. ويمكن لعشاق الطعام الاستمتاع بطبيعة حتّا، مع أشهى الأطباق المحلية أو وجبات عربات الطعام أو حفلات الشواء، بالإضافة إلى أشهى أنواع العسل المُنتجة محلياً في حديقة النحل في حتّا.
أحضان الطبيعة
ويمكن للضيوف الوجود في أحضان الطبيعة في رحاب المرافق الفريدة المتوافرة في المنطقة، مثل فندق «جيه إيه حصن حتّا»، الذي يشكّل الوجهة الأمثل للاستمتاع بالهواء الطلق، وعيش المغامرات الجبلية، حيث تتيح الشرفات الخاصة في الشاليهات والغرف العائلية.
بينما يمكن لعشاق التخييم الارتقاء بتجربتهم مع النُزل الفاخرة من فئة الخمس نجوم في منتجع «حتّا دماني لودجز»، لتضمن لهم تجربة تخييم مميزة، مع إطلالاتها الرائعة وخدماتها التي تحاكي الفنادق الفاخرة. كما يتاح للزوار اختيار الإقامة في منتجع حتّا سدر تريلرز، المقطورات الفندقية الأولى من نوعها في المنطقة.
ركوب الدراجات
وتتوفر في حتا تجربة ركوب الدراجات عبر المسارات الجبلية، متضمنة المرور قرب أراضٍ زراعية أو تلالٍ صخرية، أو بعض الواحات، كما تتوفر إمكانية تعلم قيادة الدراجات الجبلية من خلال دروس يقدّمها خبراء متخصّصون، كما يمكن لراكبي الدراجات الجبلية أن يمرّوا في منطقة تراثية، وهي قرية تقليدية تقع في سفح الجبل، ولا يمكن الوصول إليها بالسيارة، لكن يمكنك المشي أو ركوب الدرّاجة.
«حتا وادي هب»
ويضم مركز «حتا وادي هب» فندق «حتا دماني لودجز»، الذي يحوي 3 أنواع مختلفة من الغرف الفندقية الجبلية بطراز معماري مميز، ويقدم تجربة إقامة فريدة، يميزها النظام البيئي الغني والمتنوّع للجبال المحيطة، التي تخترقها مسارات الدرّاجات الهوائية، كما يقدم المركز عدداً من النشاطات، تشمل استئجار الدرّاجات الهوائية الجبلية، وغيرها.
«حتا كاياك»
ويستقطب مشروع «حتا كاياك» الكثير من السياح، ليس من داخل الإمارات أو الجوار فحسب، وإنما من جهات عدّة حول العالم.