تحليل لشركة «سيمبلي فلاينغ»:

نجاح كبير لطيران للإمارات مع «A380»..وفشل الآخرين

أداء متميز لطيرن الإمارات في التعامل مع أسطول طائرات A380 | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحقق طيران الإمارات نجاحاً كبيراً مع طائرة A380 العملاقة، في حين فشل الآخرون بسبب عاملين أساسيين، وهما التوسع السريع لطيران الإمارات في أسطولها من الطائرة الضخمة، الأمر الذي ساهم في خفض النفقات التشغيلية. أما السبب الثاني فيتمثل في توفر المساحات والمرافق المناسبة التي تتناسب مع حجم الطائرة التي تتطلب مرافق خاصة وتحتاج إلى بوابات بأحجام مناسبة، ما جعل مطار دبي مقراً مثالياً لهذا النوع من الطائرات.

وبحسب تحليل لشركة «سيمبلي فلاينغ» المتخصصة في استشارات التسويق لقطاع النقل الجوي، فإن طائرة A380 واصلت الإقلاع بأعداد كبيرة من المسافرين منذ دخولها الخدمة للمرة الأولى مع الخطوط الجوية السنغافورية في عام 2007. ولكن على الرغم من إنجازاتها الكبيرة وقدرتها الرائعة على استيعاب المسافرين، إلا أن معظم شركات الطيران العالمية فشلت في تبني هذه الطائرة كعمود فقري لأساطيلها على المدى الطويل باستثناء ناقلة واحدة وهي: طيران الإمارات.

ويشير التحليل إلى أن العديد من شركات الطيران تقدمت بالفعل بطلبات على الطائرة العملاقة A380 لخدمة بعض الوجهات التي تشهد طلباً مرتفعاً، ولكن عندما ارتفعت أسعار الوقود وشهدت شركات الطيران انخفاض الطلب جراء جائحة «كوفيد 19»، اتخذت الشركات قرارات سريعة بتقاعد هذه الطائرة ذات المحرك الرباعي، في الوقت الذي حرصت فيه طيران الإمارات على الاحتفاظ بهذه الطائرة بانتظار عودة الطلب إلى مستوياته السابقة.

واستثمرت طيران الإمارات في الـ A380، حيث اقتنت 116 طائرة منها. ورغم تغير الظروف بصناعة الطيران، جعلت طيران الإمارات من طائرة A380 الرائدة بأسطولها، وشغلتها إلى العديد من الوجهات في جميع أنحاء العالم. وأشار مسؤولو الناقلة إلى نيتهم الإبقاء على الطائرة في الخدمة حتى الأربعينات من القرن الحالي.

الحجم

وطائرة A380 مناسبة للناقلات كبيرة الحجم، نظراً لأن مرافق الصيانة وقطع الغيار وتدريب الطيارين على الطائرة مكلفة، لكن هذه التكلفة ستنخفض مع زيادة حجم الأسطول. ومن هنا تعتبر طيران الإمارات الناقلة الوحيدة التي اعتمدت على ذلك ووسعت أسطولها بسرعة لضمان أن تبقى تكاليف الطائرة الواحدة من طراز A380 منخفضة نسبياً.

وبحسب «سيمبلي فلاينغ» كانت الناقلة ترغب في مواصلة توسيع أسطولها وحثت إيرباص على مواصلة إنتاج هذا النوع، لكن الشركة المصنعة كانت قد قررت بالفعل إنهاء الإنتاج.

وفي الجهة المقابلة لم تستطع الشركات التي فشلت في تحقيق النجاح مع الطائرة الضخمة متابعة الطريقة التي اتبعتها طيران الإمارات. على سبيل المثال، اشترت الخطوط الجوية الفرنسية 10 طائرات A380 فقط، وهذا العدد لم يسمح للشركة بخفض تكاليف التشغيل، لذلك لم يكن مفاجئاً قرار الناقلة الفرنسية بإحالة أسطولها من طائرة A380 إلى التقاعد في عام 2020.

محطة مثالية

نظراً لأن A380 هي الطائرة المثلى للتشغيل بين المحطات الرئيسية، فإن متطلبات محطة تشغيل الناقلة يجب أن قادرة على احتضان هذه الطائرة، ومطار دبي الدولي يعتبر مقراً مثالياً لعمليات A380 بسبب حجمه الضخم وعدد بواباته الكبيرة القادرة على استيعاب A380.

في عام 2016، عندما كانت طيران الإمارات في منتصف توسيع أسطول A380، عمل مطار دبي على ترقية لتشمل عشر بوابات إضافية قادرة على استيعاب طائرة A380، مما رفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 50 بوابة ومنذ ذلك الحين، استمرت التجديدات في الزيادة.

ويمكن مشاهدة النقيض التام لهذا في مطار سوفارنابومي الدولي في بانكوك، حيث يبلغ إجمالي عدد بوابات A380 قابلة للتشغيل خمس بوابات فقط، وبالتالي لم تكن لديهم الفرصة الحقيقية لتوسيع أسطولهم من طائرات A380، في النهاية فشلوا في تقليل تكاليف التشغيل إلى مستوى يضمن الربحية المستدامة.

واستحوذت طيران الإمارات على نحو 68.6 % من إجمالي السعة المتوفرة لطائرة A380 خلال شهر أغسطس الماضي، بما يشكل نحو 2.4 مليون مقعد عبر ما يقرب من نحو 4649 رحلة، بحسب تقرير صادر عن شركة سيمبلي فلاينغ SimpliFlying المتخصصة في استشارات التسويق لقطاع النقل الجوي.

ووفقاً لبيانات مؤسسة «أو إيه جي» الدولية المزودة لبيانات المطارات وشركات الطيران، فقد هبطت الطائرة العملاقة في 81 مطاراً حول العالم، وكانت أكثر الطرق ازدحاماً من حيث السعة المقعدية هي خط مطار دبي - لندن هيثرو، واستحوذ مطار دبي على 8 من أصل أكبر 10 مسارات جوية ازدحاماً بطائرة A380 على الصعيد العالمي.

Email