أكد مديرو ومسؤولو وكالات سفر وسياحة أن طول مدة إجازة عيد الفطر المقبل عزز من نشاط السفر في دولة الإمارات بشكل كبير، حيث رفعت الطلب على السفر إلى أكثر من 40 %، مقارنة بالأيام التي سبقت شهر رمضان، مشيرين إلى أن حجوزات عدد من الوجهات أصبحت تتجاوز 90% وهي في ارتفاع مستمر مع الاقتراب من عطلة العيد في ظل ارتفاع الطلب، لا سيما على بعض الوجهات الإقليمية.

تذاكر

وأظهر رصد «البيان» لأسعار التذاكر المعلنة على مواقع الحجز الإلكتروني، وعلى مواقع شركات الطيران، أن أسعار تذاكر السفر على شركات الطيران التجاري للرحلات المغادرة مع بداية عطلة العيد، شهدت ارتفاعاً بنسب تتراوح بين 40 و60 %، مقارنة بمتوسط أسعار الرحلات قبيل شهر رمضان، وقد تتجاوز ذلك على بعض الوجهات التي تشهد طلباً مرتفعاً على السفر.

وبحسب مواقع الحجز الإلكتروني، تراوحت أسعار تذاكر السفر مع بداية عطلة العيد على الرحلات المغادرة إلى القاهرة بين 1100 و1700 درهم في الاتجاه الواحد، في حين أن الأسعار تصل على الرحلات المغادرة إلى بيروت ما بين 1200 إلى 1900 درهم، وعلى الرحلات إلى العاصمة الأردنية عمان بين 1300 إلى 1600 درهم، علماً أن هذه الأسعار تشهد تغيراً بشكل مستمر تبعاً لمعادلة العرض وطلب.

وأكدت المصادر أن معظم الطلب على السفر، يتركز على الوجهات العربية، حيث ترغب العديد من العائلات المقيمة في الإمارات، لقضاء فترة الإجازة الطويلة في دولهم ومع عائلاتهم، الأمر الذي ساهم في ارتفاع الطلب على السفر على بعض الوجهات العربية، مثل مصر والأردن ولبنان والعراق، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على السعودية منذ بداية رمضان بغرض العمرة، وعلى بعض الوجهات الأجنبية في أوروبا وآسيا لاسيما للعائلات التي ترغب في الاستفادة من الإجازة الطويلة في برامج سياحية خارجية.

تنامي الطلب

وقال صلاح منصور، المدير التنفيذي لـ«إس تي إس» في مجموعة «دبي لينك»: إن الطلب على السفر يشهد تسارعاً مع اقتراب عطلة عيد الفطر الطويلة نسبياً وذلك في ظل وجود رغبة كبيرة من قبل العائلات والأفراد بالسفر إما بغرض السياحة والترفيه أو للوافدين بغرض العودة لبلدانهم وعائلاتهم، مشيراً إلى تنامي الطلب على الرحلات القادمة إلى دبي، لاسيما من الوجهات الخليجية والإقليمية.

وأضاف: إن ارتفاع الطلب على السفر مع بداية عطلة العيد يصل إلى أكثر من 40% مقارنة بالطلب على السفر في بداية شهر رمضان، في حين أن ارتفاع الأسعار تراوح بين 40 و60% على بعض الوجهات وقد يتجاوز ذلك بحسب حجم الطلب، مشيراً إلى أن الوجهات الإقليمية مثل القاهرة وعمان وبيروت وبغداد استحوذت على الحصة الأكبر من الطلب على السفر بالنسبة للوافدين أما الطلب على السفر بغرض السياحة فقد تركز على وجهات تركيا والمملكة المتحدة ودول أوروبا الشرقية، وفرنسا، وألمانيا، وغيرها.

وأوضح أن كثيراً من شركات الطيران استعدت لذروة الموسم من خلال إعادة جدولة رحلاتها للاستفادة من موسم الذروة وتلبية حجم الطلب المتزايد على السفر، من خلال إعادة توزيع طائراتها على بعض المحطات وتشغيل طائرات ذات سعة مقعدية أكبر على الوجهات التي تشهد زيادة في الطلب، مشيراً إلى أن زيادة السعة المقعدية تكون بشكل دوري بالنسبة لشركات الطيران، وخصوصاً خلال المواسم والأعياد.

وتوقع أن تشهد أسعار التذاكر مزيداً من الارتفاع، مع اقتراب عطلة عيد الفطر، وبنسب متباينة، بحسب حجم الطلب على كل وجهة، وحجم السعة المقعدية، مشيراً إلى أن طول مدة عطلة العيد أسهم في تسارع الطلب على السفر.

ارتفاع الأسعار

وقال ياسين دياب مدير عام وكالة الفيصل للسفريات والسياحة، إن المسار التصاعدي للطلب على السفر انطلق مع بداية النصف الثاني من شهر رمضان وتسارع مؤخراً مع الإعلان عن إجازة عطلة العيد، مشيراً إلى أن ارتفاع الطلب على السفر رافقه ارتفاع بالأسعار.

وأكد أن نسبة ارتفاع أسعار تذاكر السفر على بعض الوجهات قد تتجاوز 40% مقارنة بفترة قبيل شهر رمضان، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار يختلف من وجهة إلى أخرى بحسب حجم الطلب على كل وجهة وحجم السعة المقعدية المتوفرة على هذه الوجهة، علما أن نسب إشغال الرحلات وصلت إلى أكثر من 90% على بعض الخطوط.

وقال: إن الطلب على السفر خلال عطلة العيد ينقسم إلى شقين، الأول يتركز على بعض الوجهات الإقليمية مثل الأردن ومصر ولبنان والعراق، وغالبية هؤلاء من العائلات الوافدة التي ترغب في قضاء الإجازة في دولها الأصلية، أما الجزء الثاني من الطلب فيتركز على تركيا ودول شرق آسيا وأوروبا وغالبية هؤلاء من العائلات التي ترغب في قضاء إجازة قصيرة مستفيدة من عطلة العيد الطويل التي تتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع.

وأوضح أن الطلب على السفر لا يقتصر على الرحلات المغادرة، بل إن متوسط نسب إشغال الرحلات القادمة إلى دبي يشهد ارتفاعاً كذلك لاسيما من بعض الدول الخليجية، مشيراً إلى أن الأجواء المثالية والفعاليات التي يتم تنظيمها في الإمارات بشكل عام وفي دبي بشكل خاص أسهمت في تحفيز نمو صناعة السياحة والسفر.

وأكد أن الفترة الحالية تشهد تسابقاً بين شركات الطيران على الاستفادة من ارتفاع الطلب، حيث قامت بإعادة هيكلة رحلاتها بما يتناسب مع حجم الطلب على كل وجهة من خلال زيادة عدد رحلاتها على الوجهات التي تشهد طلباً مرتفعاً أو تغير نوعية الطائرات بأخرى ذات سعة مقعدية أكبر.

وجهات

وقال مأمون حميدان، الرئيس التنفيذي للأعمال لشركة «ويجو» إن الهند ومصر والسعودية والأردن تعتبر الوجهات الأكثر طلباً على السفر من الإمارات خلال عطلة العيد، مشيراً إلى أن قائمة الوجهات تشير إلى رحلات بالنسبة للمغتربين إلى دولهم لقضاء عطلة العيد الطويلة مع عائلاتهم.

وقال: إن عدد عمليات البحث عن السفر إلى الإمارات خلال إجازة العيد بلغ نحو 438 ألفاً، بزيادة 149% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مشيراً إلى أن أبرز الدول التي تصدرت عمليات البحث إلى الإمارات خلال عطلة العيد هي: السعودية، والهند، ومصر، والكويت، والأردن، والبحرين، وقطر، وعمان، وتركيا، والمغرب.

حجوزات

وكشفت «دناتا للسفريات»، أعرق مزود لخدمات السفر في الإمارات، عن تضاعف حجم حجوزات السفر الدولية من دولة الإمارات خلال عطلة عيد الفطر المبارك في شهر أبريل المقبل، وذلك مقارنةً بمستويات العام الماضي.

وبينت «دناتا» أن الوجهات الأكثر إقبالاً لحجوزات عطلة عيد الفطر من دولة الإمارات هي جزر المالديف وتايلند وإيطاليا وموريشيوس والولايات المتحدة الأمريكية، على الترتيب.

الفجوة السعرية

وأسهم ارتفاع الطلب على السفر في تقليص الفجوة السعرية بين الطيران التجاري والطيران الاقتصادي، بعد قيام الثانية برفع أسعار تذاكرها بصورة ملموسة قبيل العيد نتيجة لارتفاع الطلب على مختلف الوجهات الإقليمية، وباتت فروق أسعار التذاكر بين شركات الطيران الاقتصادي والتجاري تكاد تكون طفيفة على بعض الوجهات أو منعدمة. وتلعب مستويات العرض والطلب دوراً أساسياً في تحديد المستويات السعرية بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل أسعار الوقود والتكاليف التشغيلية وغيرهما.