عزز الأداء الاستثنائي للقطاع السياحي في دبي والكشف عن مشاريع أيقونية، مثل مشروع نخلة جبل علي، ومطار آل مكتوم الدولي الأكبر عالمياً، رغبة الفنادق العالمية في تعزيز وجودها بدبي من خلال زيادة عدد الغرف الفندقية التي تديرها في الإمارة ليكون لها دور في عملية النمو وتكون جزءاً من حركة التميز التي يتمتع بها قطاع السياحة.

وقال خبراء عالميون التقتهم «البيان» إن «مطار آل مكتوم الدولي» بات يوضع على طاولة بحث الاستراتيجيات التوسعية للفنادق العالمية، لا سيما أن المطار الجديد سيكون لاعباً محورياً في صناعة السفر والسياحة العالمية، مشيرين إلى أن مثل هذه المشاريع تشكل دافعاً للشركات الفندقية لإعادة رسم توجهاتها التوسعية المستقبلية، وزيادة استثماراتها في دبي للاستفادة من النشاط السياحي الاستثنائي الذي سيحدثه مشروع المطار عند اكتماله.

وتوقع خبراء ارتفاع الطلب على الاستثمار الفندقي في دبي خلال السنوات المقبلة، نظراً لأن الخطط الحكومية تهدف إلى زيادة مساهمة القطاع السياحي في إجمالي الدخل السنوي في الإمارة خلال السنوات المقبلة، مشيرين إلى أن الطلب المتنامي في عدد السياح وتوسعات الناقلات الوطنية والخطط المستقبلية لمطار دبي تشير إلى أن القطاع السياحي في الإمارة سيواصل تحقيق قفزات نوعية في مختلف مؤشرات الأداء السياحي والفندقي.

مبادرات ومشاريع

من جهته قال محمد العوضي، مدير عام شركة شيفال ميزون النمو السياحي الذي تحققه دبي ودولة الإمارات بشكل عام بالإضافة إلى إطلاق المبادرات والمشاريع التي تدعم القطاع السياحي والكشف عن المخططات الجديدة لمطار آل مكتوم الدولي، كل ذلك يساهم في تحفيز الشركات الفندقية العالمية على ضخ المزيد من الاستثمارات لزيادة حصتها في السوق المحلي، مشيراً إلى أن الشركات الفندقية تدرك الانعكاسات الإيجابية الكبيرة للمطار على مختلف القطاعات الاقتصادية في الإمارة، خصوصاً قطاعات السياحة والطيران والسفر وباقي القطاعات الاقتصادية، وعلى تسارع الطلب على الغرف والشقق الفندقية في الإمارة.

وأضاف إن مجموعة شيفال، تدير حالياً تسع منشآت في لندن، وثلاثاً في إدنبرة، ومنشأة في نخلة جميرا، وسيتم افتتاح شيفال ميزون - دبي إكسبو سيتي في عام 2025، وهناك مفاوضات مستمرة مع ملاك في الإمارات لإدارة المزيد من منشآت الشقق الفندقية في دبي وأبوظبي، وذلك للاستفادة من ارتفاع الطلب على الشقق الفندقية، حيث وصل متوسط إشغال شقق المجموعة في دبي إلى أكثر من 80 %.

نمو مستقبلي

وقال هيثم مطر، رئيس مجموعة فنادق ومنتجعات إنتركونتيننتال في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والهند، إن المجموعة تحرص على أن تسير بالتوازي مع الخطط الحكومية للنمو المستقبلي، مشيراً إلى أن مشاريع مثل مشروع نخلة جبل علي بالإضافة إلى الكشف عن الخطط المستقبلية لمطار آل مكتوم الدولي الذي سيكون الأكبر عالمية، تساهم في زيادة استقطاب التدفقات السياحية إلى دبي وإلى الإمارات والمنطقة بشكل عام، وتحفز الشركات الفندقية العالمية إلى ضخ المزيد من الاستثمارات إلى القطاع، لذلك فإن مثل هذه المشاريع تؤخذ في الاعتبار عند اعتماد الخطط التوسعية للمجموعات الفندقية العالمية والمحلية.

وأضاف مطر إن قطاع السياحة والسفر يحظى بأهمية كبيرة من قبل القيادة الرشيدة في دبي، الأمر الذي يمكن ملاحظته من خلال المبادرات والمشاريع التي يتم إطلاقها بشكل متواصل، الأمر الذي ينعكس بشكل كبير على وتيرة نمو تطوير الفنادق الجديدة في الإمارة، مشيراً إلى أن مجموعة فنادق انتركونتننتال لديها نحو 6 فنادق قيد الإنشاء في دبي فقط.

وتابع إن المجموعة لديها فندقين في منطقة «مطار آل مكتوم» كما أن المطار يقع على مسافة قريبة من فنادق المجموعة في منطقة النخلة، لذلك نتوقع أن تحقق هذه الفنادق أداءً متميزاً خلال السنوات المقبلة مع زيادة وتيرة العمل في منطقة المطار وافتتاحه أمام حركة المسافرين.

وقال مطر إن أداء فنادق المجموعة في دبي خلال الربع الأول من العام الجاري يعتبر من أنشط الفصول في ظل زيادة التدفقات السياحية من مختلف الأسواق بالإضافة إلى زيادة الأنشطة والفعاليات والمعارض التي تساهم في زيادة أعداد الزوار، لافتاً إلى أن هناك نمواً في متوسط إشغال الغرف الفندقية والأسعار والعائد على الغرفة، وذلك على الرغم من دخول العديد من الفنادق إلى السوق وبشكل متواصل.

وأوضح مطر أن دولة الإمارات تستمر بترسيخ مكانتها الريادية على مستوى العالم بفضل قيادتها الحكيمة والمبادرات المهمة التي تطلقها لتوفير فرص مهمة لقطاعي السياحة والضيافة، بما في ذلك أجندة دبي الاقتصادية D33، والتي تهدف إلى تعزيز مكانة دبي بوصفها إحدى أبرز ثلاث وجهات في العالم للزيارة والعيش والعمل.

كما تهدف الاستراتيجية السياحية 2030، التي أطلقتها أبوظبي أخيراً، إلى زيادة عدد زوار الإمارة ليبلغ 39.3 مليون زائر بحلول عام 2030، ما يبشر ببداية عصر جديد من التوسع والتنمية الاستراتيجية ضمن قطاع السفر والسياحة في الإمارة.

استقطاب الاستثمارات

وقال حفيظ المرابطي، المدير الإقليمي لتطوير الأعمال في مجموعة أسكوت العالمية للفنادق، إن دبي تعلن بشكل متواصل عن مبادرات ومشاريع عملاقة تساهم في دعم استدامة نمو القطاع السياحي مثل مشروع مطار آل مكتوم، الأمر الذي يأتي انطلاقاً من رؤيتها في تعزيز مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي، مشيراً إلى أن مثل هذا المشروع يعيد توجيه الخطط التوسعية للفنادق في المنطقة، ويساهم في استقطاب الاستثمارات ويعزز ثقة صناع الفنادق بالقطاع على المدى البعيد.

وأضاف المرابطي إن المجموعة تتواجد حالياً في الإمارات من خلال ثلاثة فنادق في دبي، بطاقة 500 غرفة، بالإضافة إلى دول خليجية عدة أخرى مثل عمان وقطر والبحرين والسعودية، حيث يبلغ إجمالي عدد الغرف حوالي 3000 غرفة.

مشيراً إلى أن المجموعة تتبنى سياسة مبتكرة للتسويق ونتجاوب مع توجهات الحكومة الاتحادية من خلال الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031، وكذلك الحكومات المحلية كاستراتيجية أبوظبي للسياحة 2030، وD33، وذلك عبر خطط للتوسع هذا العام بإضافة 1000 مفتاح جديد في الإمارات، ومن المتوقع زيادة هذه الأعداد بحلول نهاية عام 2025.

طلب مرتفع

وقال فتحي خوجلي، المدير الإداري فندق جراند حياة دبي ونائب الرئيس الإقليمي لفنادق حياة في دبي: «شهدت صناعة الضيافة في الإمارات تطوراً إيجابياً ملحوظاً. ففي العام الماضي، استمر السوق الإماراتي في تحقيق طلب مرتفع على القطاع السياحي، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في حركة المسافرين بمطار دبي الدولي، حيث بلغ عددهم 86.9 مليون مسافر، وهو ما يمثل زيادة ملحوظة بنسبة 31.7 % عن العام السابق.

وقد سجل قطاع السياحة في دبي أرقاماً قياسية، إذ استقبل 17.15 مليون زائر في عام 2023، متجاوزاً الأرقام القياسية السابقة. وفي الربع الأول من عام 2024 حققت دبي أرقاماً قياسية جديدة في قطاع السياحي ليبلغ عدد الزوار ما يقرب 5.2 ملايين زائر، ويمثل ذلك زيادة بنسبة 11% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وهي الأرقام الأخيرة التي أصدرتها هيئة السياحة في دبي، مما يبرز مدى أهمية الوجهة السياحية في دبي».

وأضاف خوجلي: «تواصل صناعة الضيافة في دبي ومنطقة الشرق الأوسط التطور الإيجابي المستمر، حيث تعتمد خطط التوسع بشكل أساسي على نمو الاقتصاد في المنطقة وزيادة السياحة والطلب المتزايد على الإقامة الفاخرة، وذلك من خلال المواقع الاستراتيجية مثل المراكز العالمية الخاصة بالأعمال والترفيه، بالإضافة إلى التركيز على استضافة الفعاليات والمؤتمرات الكبرى في الإمارات لتعزيز الطلب على خدمات الضيافة الفاخرة في فنادق حياة».

واختتم خوجلي قائلاً: «ستشهد فنادق حياة توسعاً جديداً في بداية عام 2025، حيث من المقرر أن تطلق فندق جراند حياة أول حديقة مائية من فئة الخمس نجوم في قلب مدينة دبي وعلى بعد دقائق من المعالم البارزة الأخرى، مما سيعزز مكانة الوجهة لتصبح أفضل مدينة مائية في المنطقة».

تطور إيجابي

من جهته، قال براتيك كومار، نائب الرئيس الأول للعمليات في فنادق ومنتجعات دوست أن الكشف عن المخطط الجديد لمطار آل مكتوم الدولي يشكل تطوراً إيجابياً سيسهم بلا شك في تعزيز الخطط التوسعية للشركات الفندقية في دبي والإمارات بشكل عام، مشيراً إلى أن هذا المطار من شأنه أن يزيد من تدفق السياح، مما يضاعف الطلب على عروض الضيافة المتنوعة، ويزيد من تنافسية القطاع.

وأضاف إن تواجد شركة دوست إنترناشيونال في دبي والتزامها بالشراكات الاستراتيجية سيسمح لها المشاركة بنشاط في التوسع المتوقع في قطاع الضيافة، مشيراً إلى أن دبي والإمارات بشكل عام تعتبر مركزاً استراتيجياً لتوسع دوست في المنطقة ويحظى قطاع الضيافة بأهمية كبيرة بالنسبة لشركة دوست إنترناشيونال لا سيما في ظل تواصل إطلاق المبادرات والمشاريع التي تضمن استدامة نمو القطاع.

تسهيل التنقل

وقالت نانسي دكاش المدير التجاري لهيلتون ميتروبوليتنا لندن إن المشاريع التي يتم الإعلان عنها في الإمارات مثل مشروع مطار آل مكتوم الدولي تساهم بدعم الحركة السياحية بشكل عام، من خلال تسهيل التنقل بين الدول، لذلك تحظى هذه المشاريع باهتمام القطاع الفندقي بشكل عام.

وأضافت إن السوق الخليجي يعتبر من الأسواق المهمة، خصوصاً أسواق الإمارات والسعودية والكويت، مشيرة إلى أن نسبة الزوار الخليجيين في هيلتون ميتروبولتان تصل في بعض المواسم إلى أكثر من 60 % من إجمالي الضيوف.

وأضافت دكاش: «نعمل بشكل متواصل مع جميع شركات الطيران وشركات العطلات التابعة لها، من ضمنها الإمارات للعطلات، ولدينا شراكة مع فزعة لتقديم خصومات مجزية للضيوف من الإمارات».

وأوضحت أن هناك مجموعة من العوامل تساهم في تحديد اختيارات الضيوف من دول مجلس التعاون الخليجي أهمها موقع الفندق ومستوى الخدمات التي يقدمها بالإضافة إلى الأسعار، مشيرة إلى أن معظم الزوار الخليجيين يفضلون الفنادق التي تحرص على توفير الخصوصية للعائلات وتقديم مستوى متميز من الخدمات.

فرصة جديدة

وقال سيغفريد نيرهاوس نائب الرئيس لشركة اتش دبليو انترناشونال، إن الشركة ترى في مشروع مطار آل مكتوم الدولي الذي تم الكشف عنه أخيراً فرصة جديدة للشركات العالمية لتعزيز تواجدها في المنطقة، لا سيما أن مشروع المطار الجديد سيؤدي إلى زيادة الطلب على خدمات الضيافة في دبي مثل الفنادق والمطاعم والترفيه والتجزئة وغيرها، مشيراً إلى أن تنامي أعداد المسافرين عبر المطار يزيد من تنافسية سوق الضيافة في الإمارة والخدمات المرتبطة بالسفر، مما يدفع الشركات العالمية إلى تحسين خدماتها وتقديم عروض أفضل للمنافسة.

وأضاف إن استراتيجية الشركة التوسعية في دبي تأتي كجزء من رؤيتها العالمية لتعزيز حضورها في الأسواق العربية، مشيراً إلى أن «اتش دبليو انترناشونال» تسعى لتقديم تجارب فريدة ومتنوعة للمسافرين والزوار في الإمارات عموماً ودبي خصوصاً، مستفيدة من البنية التحتية المتطورة والنشاط الاقتصادي الذي تشهده الإمارة.

وقال إن «إتش وورلد إنترناشونال» تعمل على إدخال أول علامة فنادق صينية تحت اسم «فنادق جي» إلى المنطقة والتوسع بشكل أكبر، حيث يعتبر السوق الصيني من أكبر الموردين إلى المنطقة وتحديداً إلى إمارة دبي.