أحمد بن سعيد: اجتماع «إياتا» في دبي يحدد استراتيجية النقل الجوي خلال الفترة المقبلة

أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، أن استضافة دبي للاجتماع العام السنوي الثمانين للاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» تحدد استراتيجية النقل الجوي خلال الفترة المقبلة.

جاء ذلك على هامش استضافة دبي الاجتماع العام السنوي الثمانين للاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، والقمة العالمية للنقل الجوي. وقال سموه في تدوينة عبر حسابه بمنصة «إكس» أمس: «تفخر دبي باستضافة الاجتماع العام السنوي الثمانين للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) والقمة العالمية للنقل الجوي. بدأ اليوم الأول بحفل العشاء الرسمي، حيث رحبنا بأكثر من 1500 ضيف من قادة مجال الطيران العالمي. أتطلع إلى المناقشات الهامة خلال الاجتماعات، والقرارات التي ستحدد الأجندة الاستراتيجية للاتحاد الدولي للنقل الجوي في الفترة المقبلة».

وأضاف سموه: سعدت باستقبال معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، خلال الاجتماع العام السنوي الثمانين لاتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) صباح اليوم. قطاع الطيران يضطلع بدور اقتصادي محوري في دبي ودولة الإمارات. وخلال استضافتنا لاجتماع هذا العام، فقد أكدنا بشكل أكبر على أهمية السفر الجوي في تعزيز مسيرتنا التنموية المستمرة».

طيران مستدام

من جانبه، أكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، في كلمته خلال الاجتماع، الذي حضره سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني: من المتوقع أن يسهم وقود الطيران المستدام بنسبة 60% في إزالة الكربون في قطاع الطيران، مؤكداً التزام الإمارات بإنتاج أكثر من 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام سنوياً بحلول 2030.

وأضاف إن الاجتماع العمومي السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي يعد فرصة استثنائية لتحويل أهداف القطاع الطموحة إلى واقع ملموس يمهد الطريق إلى تحقيق مستقبل أكثر استدامة.

من ناحيته، قال تيم كلارك، رئيس «طيران الإمارات»، بصفته رئيس الجمعية العمومية لـ«إياتا»، إن دبي رسخت مكانتها في مجال الطيران العالمي، وازدهرت مكانتها بفضل سياستها ورؤية القيادة التي تؤمن بدور النقل الجوي كعامل تمكين اقتصادي رئيس، مشيراً إلى أن قطاع الطيران ساهم خلال العام الماضي بنسبة 27% في الناتج المحلي الإجمالي لدبي، وأضاف 37 مليار دولار من القيمة المضافة الإجمالية. وقال: في ظل التحديات التي يشهدها العالم اليوم، يعد الحوار في مجال الطيران أمراً بالغ الأهمية، وتؤكد استضافتنا للاجتماع العمومي السنوي في نسخته الثمانين بدبي، موطن أكثر من 100 شركة طيران، الدور الحيوي الذي يلعبه القطاع في ازدهار الدولة ومستقبلها الواعد.

الإمارات الثانية عالمياً

وأصدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» تقريراً على هامش الاجتماع العام السنوي الثمانين للاتحاد الدولي للنقل الجوي في دبي، والقمة العالمية للنقل الجوي والتي تعقد للمرة الأولى في الإمارات. وأظهر التقرير أن الإمارات حلت في المركز الثاني عالمياً في حركة سفر الترانزيت بإجمالي 29.8 مليون مسافر خلال 2023، كما جاءت في المرتبة الثامنة عالمياً في الربط الجوي، بحسب تصنيف الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا».

وأوضح أن الإمارات ترتبط برحلات مباشرة مع أكثر من 114 دولة حول العالم، وتوفر للمسافرين عبر مطاراتها الوصول مباشرة إلى 319 وجهة دولية. وكشفت بيانات التقرير أن حركة المسافرين عبر مطارات الدولة خلال 2023 وصلت إلى أكثر من 100 مليون مسافر، فيما سجلت أعداد المسافرين القادمين إلى الإمارات كوجهة نهائية زيادة قياسية خلال الربع الأول من العام الجاري بلغت 18% على أساس سنوي، فيما أضاف قطاع الطيران الإماراتي 47.4 مليار دولار (174 مليار درهم) إلى الناتج المحلي الإجمالي للدولة، بالإضافة إلى دعم القطاع لأكثر من 777 ألف وظيفة.

كما أظهرت بيانات التقرير أن مطار دبي الدولي واصل تصدره للمطارات العالمية في حركة المسافرين الدوليين، حيث قال اتحاد «إياتا»: إن دولة الإمارات تواصل الاستفادة من جاذبيتها لمسافري الترفيه والأعمال.

أداء مالي

وكشف التقرير عن تحسن متوقع في الأداء المالي لشركات الطيران في 2024 مقارنة بتوقعاته في يونيو وديسمبر 2023. وتوقع الاتحاد أن يصل صافي أرباح شركات الطيران إلى 30.5 مليار دولار في 2024، مقارنة مع 27.4 مليار دولار العام الماضي، وهو ما يعتبر تحسناً عن توقعات أرباح 2024 الصادرة عن «إياتا» في ديسمبر 2023، والتي كانت 25.7 مليار دولار.

وبحسب «إياتا»، من المتوقع أن يصل العائد على رأس المال المستثمر في 2024 إلى 5.7%، أي أقل بنحو 3.4 نقاط مئوية من متوسط تكلفة رأس المال، في حين من المتوقع أن تصل الأرباح التشغيلية إلى 59.9 مليار دولار في 2024، مقارنة بـ52.2 مليار دولار في 2023، والإيرادات إلى 996 مليار دولار، وهو رقم قياسي في تاريخ صناعة الطيران المدني. ووفقاً لتوقعات «إياتا»، سيصل إجمالي عدد المسافرين إلى 4.96 مليارات مسافر في 2024، بينما من المتوقع أن يصل إجمالي النفقات إلى 936 مليار دولار، وإجمالي حجم الشحن الجوي إلى 62 مليون طن.

أرباح

وقال ويلي والش، مدير عام الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»: في عالم يشهد تنامياً في حالة عدم اليقين، تواصل شركات الطيران تعزيز أرباحها. ويعد صافي الأرباح الإجمالي المتوقع والبالغ 30.5 مليار دولار في 2024 إنجازاً كبيراً نظراً لما تكبده القطاع من خسائر خلال الجائحة. ومع توقع وصول عدد المسافرين جواً إلى نحو 5 مليارات مسافر في 2024، نرى أن حاجة الإنسان إلى السفر الجوي أصبحت أقوى أكثر من أي وقت مضى.

وأضاف: يعتمد الاقتصاد العالمي على الشحن الجوي لإيصال ما قيمته 8.3 مليارات دولار التجارة، مما يجعل الطيران من أهم القطاعات الحيوية لنمو الاقتصاد وتحقيق المزيد من الازدهار. ويعد تعزيز ربحية شركات الطيران وتحسين مرونتها المالية من الجوانب الهامة التي يجب التركيز عليها، إذ إن الربحية تتيح الاستثمار في المنتجات لتلبية احتياجات العملاء، وفي حلول الاستدامة أيضاً، إذ نحن بحاجة إلى تحقيق صفر انبعاثات كربونية بحلول 2050.

وأوضح: العائد على رأس المال المستثمر بنسبة 5.7% هو أقل بكثير من تكلفة رأس المال، والتي تزيد عن 9%. ويعتبر كسب 6.14 دولارات فقط لكل راكب مؤشراً على مدى ضآلة الأرباح، وهي بالكاد تكفي لشراء كوب قهوة في مناطق كثيرة حول العالم.

أما بخصوص الشحن الجوي، فقد توقع الاتحاد أن تنخفض إيرادات الشحن إلى 120 مليار دولار في 2024 (من 138 مليار دولار في 2023). كما أن كلا العامين سجلا انخفاضاً حاداً مقارنة بالمستوى القياسي المسجل في 2021 والبالغ 210 مليارات دولار، لكن أعلى من إيرادات 2019، والتي بلغت 101 مليار دولار، وهو تحسن عن التوقعات السابقة البالغة 111 مليار دولار والتي أُعلن عنها في ديسمبر 2023.

وعلى الرغم من قوة الطلب، فمن المتوقع أن تنخفض عائدات الشحن بنسبة 17.5% في 2024، في حين تبقى أعلى قليلاً من مستويات عام 2019. ويعتبر ذلك عودة لمستويات طبيعية بعد المستويات القياسية المسجلة خلال الجائحة. ويتمثل أحد العوامل الرئيسة المساهمة في تحقيق ذلك في سعة التخزين الكبيرة في بطن الطائرة التي دخلت السوق في 2023 بالتزامن مع انتعاش أسواق المسافرين.

نفقات

أما بخصوص النفقات التشغيلية، فقد توقع الاتحاد أن يصل متوسط سعر وقود الطيران إلى 113.8 دولاراً للبرميل في 2024، مما يعني أن إجمالي فاتورة الوقود يبلغ 291 مليار دولار، وهو ما يمثل 31% من إجمالي تكاليف التشغيل، حيث تستمر أسعار النفط الخام المرتفعة في التأثير سلباً على الهوامش القياسية لتكرير وقود الطائرات، والتي من المتوقع أن تبلغ 30% في 2024.

وتؤكد المؤشرات أن وقود الطيران المستدام سيلبي 0.53% من الطلب العالمي على الوقود في 2024، والذي ستبلغ تكلفته 3.75 مليارات دولار، وهذا يمثل 2.4 مليار دولار إضافية إلى تكلفة شراء نفس الكمية من وقود الطائرات، ومن المتوقع أن تصل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الصناعة في 2024 إلى 935 مليون طن من استهلاك 99 مليار جالون من الوقود. ومن المتوقع أن يصل إجمالي أعداد العاملين في شركات الطيران إلى 3.07 ملايين، وهو ما يزيد قليلاً عن 2.93 مليون موظف في 2019.

أساطيل

وتوقع الاتحاد أن يتوفر مخزون قدره 38.7 مليون رحلة في 2024. وهذا أقل بمقدار 1.4 مليون رحلة جوية عن التقديرات السابقة (ديسمبر 2023) ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى تباطؤ وتيرة عمليات التسليم في مواجهة مشكلات سلسلة التوريد المستمرة في قطاع الطيران. ومن المتوقع أن يصل عدد عمليات تسليم الطائرات المقررة لعام 2024 إلى 1583 طائرة. ويستفيد الشرق الأوسط من قوة اقتصادات المنطقة ومراكزها العالمية حيث تواصل الإمارات الاستفادة من جاذبيتها للمسافرين بغرض الترفيه والعمل على حد سواء.

كما تحقق استثمارات السعودية الضخمة في البنية التحتية والسياحة نمواً قوياً في أحجام الركاب والبضائع. ورغم أن شركات الطيران تواصل زيادة طاقتها الاستيعابية، إلا أن العائدات تظل جيدة ويظل الطلب على السفر مزدهراً ويبدو أنه سيستمر. وتشكل المخاطر الجيوسياسية التهديد الرئيس، خاصة بالنسبة لشركات الطيران في منطقة بلاد الشام، فيما ستكون شركات الطيران الخليجية أقل تأثراً نسبياً ما لم تتصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل.

تبادل البيانات

وأعلن الاتحاد عن توقيع 40 شركة طيران على اتفاقية رسمية لإدراج بيانات الرحلات الخاصة بها ضمن برنامج تبادل بيانات الطيران من إياتا، علماً بأن 40 شركة أخرى تستعد حالياً للانضمام إلى البرنامج أيضاً. وقد انطلق العمل ببرنامج تبادل بيانات الطيران في أكتوبر 2023، ومن المقرر إطلاق النسخة الأولى منه في مارس لعام 2025.

ويقوم برنامج تبادل بيانات الطيران على جمع البيانات الخاصة بجداول الرحلات وسعتها وأقل وقت مطلوب للربط بين رحلتين، وذلك بعد استخراجها من مختلف منتجات وخدمات إياتا المستخدمة في دعم تطوير الشبكات وإدارة الإيرادات وتنسيق المواعيد والاتفاقيات بين شركات الطيران.

وكشف الاتحاد أن عدد الرؤساء التنفيذيين لشركات الطيران الملتزمين بميثاق قيادة السلامة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي قد وصل إلى 73 رئيساً تنفيذياً. وتعكس هذه الخطوة الحضور القوي لثقافة السلامة في قطاع الطيران الذي حقق بعض أفضل الإنجازات على الإطلاق في هذا الجانب خلال 2023، بما في ذلك تسجيل صفر وفيات لدى شركات الطيران الأعضاء في الاتحاد، أو شركات الطيران المدرجة على سجل تدقيق السلامة التشغيلية للاتحاد الدولي للنقل الجوي. وطور الاتحاد ميثاق القيادة في مجال السلامة بالتشاور مع أعضائه ومجتمع قطاع الطيران، لدعم كبار المسؤولين التنفيذيين في إرساء ثقافة إيجابية في مجال السلامة ضمن مؤسساتهم.

الأكثر مشاركة