أعلن سوق أبوظبي للأوراق المالية عن خطته لمضاعفة قيمته السوقية خلال السنوات الثلاث المقبلة عقب تبنيه لاستراتيجية «ADX One» الجديدة الرامية إلى تعزيز سيولة السوق وتحسين كفاءتها بالنسبة للمستثمرين. ويتزامن إطلاق هذه الاستراتيجية مع ارتفاع القيمة السوقية للأسهم المدرجة في السوق بنسبة 39.7% خلال 2020 لتبلغ 750 مليار درهم للمرة الأولى في تاريخه.
وتهدف استراتيجية «ADX One» إلى تعزيز الحوكمة في السوق عبر تكريس الامتثال إلى أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وتعزيز جاذبية السوق للمستثمرين الأجانب، حيث تجاوزت القيمة السوقية للأسهم التي يمتلكونها في الشركات المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية 60 مليار درهم بنهاية العام الماضي.
وتشتمل الاستراتيجية على طيف من المنتجات والخدمات المبتكرة بما في ذلك عمليات الإدراج الجديدة، وإطلاق التداول بالمشتقات، وتسريع مسيرة التحول الرقمي وتعزيز التفاعل مع العملاء.
وقد تم تطوير هذه الاستراتيجية بعد تحول سوق أبوظبي للأوراق المالية إلى شركة مساهمة عامة وانضمامه في عام 2020 إلى «القابضة» (ADQ)، إحدى أكبر الشركات القابضة على مستوى المنطقة.
وقال محمد علي الشرفاء الحمادي، رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي للأوراق المالية: «مع دخولنا عام 2021 وحلول الذكرى السنوية العشرين لتأسيس السوق، بات سوق أبوظبي للأوراق المالية من أكثر الأسواق المالية تنافسية في المنطقة، الأمر الذي يوفّر قيمة كبيرة للشركات، فضلاً عن تحقيق مستثمريه أعلى عائدات الأرباح في الأسواق الناشئة.
وستسهم استراتيجيتنا في تعزيز قيمتنا السوقية واستقطاب مصادر جديدة للسيولة، مع ضمان اقتصاد متنوع يتسم بالشفافية والتنافسية في أبوظبي، مما يعزّز مكانة الإمارة وجهة استثمارية جذابة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.
كما سيواصل السوق الاستفادة خلال السنوات المقبلة من البيئة التنظيمية والبنية التحتية الفريدة لأبوظبي وما تتمتع به من استقرار لتحفيز النمو طويل الأجل في جميع أرجاء الإمارة، وتخطي ضعف القيمة السوقية خلال السنوات الثلاث المقبلة».
عمليات إدراج
ويتوقع سوق أبوظبي للأوراق المالية إتمام 10 عمليات إدراج على الأقل خلال العام الجاري، بما في ذلك 3 صناديق استثمار متداولة، وذلك بفضل نجاح إدراج صندوق المؤشرات المتداولة «شيميرا ستاندرد آند بورز».
حيث سجل الصندوق ارتفاعاً كبيراً في تداولاته خلال الأشهر الثلاثة الأولى من إدراجه، وقد أصبح الصندوق منذ إدراجه الثالث الأضخم من ناحية الأصول في المنطقة.
كما سوف يشهد السوق الثاني، الذي يتميز بسرعة نموه، عمليات إدراج جديدة بعد إدراج أسهم شركات «سواعد القابضة»، و«مخازن زي»، و«إيزي ليس»، و«بالمز الرياضية» في عام 2020، والتي حققت جميعها نمواً قوياً في حجم التداولات مع قيمة مجزية في الأسعار.
التداول بالمشتقات
وسيتيح إطلاق التداول بالمشتقات بحلول الربع الأخير للمستثمرين من الشركات تحوط استثماراتهم، مع رفدهم بفرص جديدة لتنفيذ استراتيجيات تداول معقدة.
وستدعم المشتقات صناعة الأسواق، وخدمة البيع على المكشوف المغطّى، وإقراض واقتراض الأوراق المالية، والتي يعد سوق أبوظبي للأوراق المالية من أوائل من بادر إلى تقديمها في المنطقة.
ويهدف تقديم خدمة البيع على المكشوف المغطّى لاستقطاب فئة جديدة من المستثمرين المتخصصين ذوي الخبرة ومواكبة احتياجاتهم ورفع أحجام التداول.
وقد ساهم إطلاق شركة «كيو لصناعة السوق» من قبل «القابضة» إضافة إلى منح رخصة التداول بالهامش قصير الأجل للمزيد من شركات الوساطة، في تعزيز السيولة وتحسين جودة سوق أبوظبي المتطورة.
وتأتي المشاركة المتزايدة للمستثمرين الدوليين عقب رفع الحد الأعلى لنسبة تملّك الأجانب لدى أضخم الشركات المساهمة العامة المدرجة في أبوظبي، حيث سمحت كل من «شركة أبوظبي الوطنية للتأمين»، و«واحة الزاوية»، و«شركة أبوظبي الوطنية للطاقة»، و«شركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات»، و«شركة طيران أبوظبي» للمستثمرين الأجانب بامتلاك ما يصل إلى 49% من أسهمها.
كما رفع مصرف أبوظبي الإسلامي، و«شركة ميثاق للتأمين التكافلي»، و«مجموعة أغذية» الحد الأعلى لنسبة تملّك الأجانب إلى 40% و49% و49% على التوالي.
زيادة الشركات المدرجة
وقال سعيد الظاهري، الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية: نسعى لزيادة عدد الشركات المدرجة في السوق، واستقطاب مزيد من المستثمرين لتعزيز سيولة السوق.
وأدت الإجراءات التي اتخذناها لتعزيز مستوى السيولة، من خلال تدشين العمل بنظام صانع السوق ورفع نسبة تملك الأجانب في عدد من الشركات، إلى جذب ما يزيد على 400 مستثمر من المؤسسات في عام 2020 وكذلك الحد من تقلبات السوق.
وأعربت العديد من الشركات بالفعل عن اهتمامها بإدراج أسهمها لدينا خلال هذا العام، لا سيما عقب النجاح الكبير للشركات التي تم إدراجها في السوق الثاني خلال 2020.
وفي إطار استراتيجية «ADX One» سيتم إعداد دليل علاقات المستثمرين يوزع على الشركات المدرجة خلال النصف الأول من 2021. و
بالتوازي مع ذلك، يخطط سوق أبوظبي للأوراق المالية لإطلاق حملات تروج للثقافة المالية. ويخطط السوق لطرح برنامج يدعم إنتاج أوراق بحثية حول الشركات المدرجة غير المغطاة بحلول نهاية هذا العام.
وإلى جانب طرح التداول بالمشتقات في الربع الرابع من العام الحالي، سنعمل على توسيع خيارات فئات الأصول لدينا لتمكين المستثمرين من تنويع استراتيجيتهم الاستثمارية، كما سوف نعزّز من تعاوننا مع البورصات العالمية ومزودي المؤشرات.
وسنواصل السعي هذا العام لتحسين كفاءتنا وخدماتنا عبر الاستثمار في أفضل الحلول التكنولوجية المتاحة، مع تعزيز نطاق خدماتنا لمرحلة ما بعد التسوية. وسنبذل ما بوسعنا لنصبح مركزاً رائداً للاستثمارات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في المنطقة.
ارتفاع المؤشر
وارتفع مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 48% عن المستوى الأدنى المسجل في مارس 2020 بعد تراجع أسواق الأسهم العالمية، وانخفض في نهاية العام بنسبة 0.6% ليستقر عند 5.045.332.
كما تجاوزت القيمة السوقية للأسهم المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية للمرة الأولى 750 مليار درهم، بزيادة نسبتها 39.7% مقارنة مع 533 مليار درهم في نهاية 2019، وذلك بعد إتمام صفقات اندماج ضخمة، بما في ذلك اندماج «شركة أبوظبي الوطنية للطاقة» (طاقة) و«مؤسسة أبوظبي للطاقة»، لتثمر هذه العملية عن إنشاء واحدة من كبرى شركات المرافق في المنطقة.
ومن جهة أخرى، وافق مساهمو «أغذية» في العام الماضي على الصفقة الاستراتيجية لتوحيد الأعمال مع شركة «الفوعة» لتصبح المجموعة الموحدة من أبرز الشركات الوطنية الرائدة في قطاع الأغذية والمشروبات.
تداول
ارتفعت قيمة التداول في سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 28% لتصل إلى 72.8 مليار درهم في عام 2020 مقارنة مع 56.8 مليار درهم في عام 2019.
وارتفع عدد المستثمرين الأجانب في سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 38% في عام 2020 بينما ارتفعت قيمة تداولاتهم في الأسهم بنسبة 6.5% إلى 62.6 مليار درهم. وارتفعت قيم التداول من قبل المؤسسات بنسبة 35.6% إلى 111.1 مليار درهم في العام الماضي.