أثرت القيود المفروضة على السفر حول العالم بسبب جائحة «كوفيد 19» على قطاع البناء، وأدت إلى إلى نقص في أعداد العمال ببعض المشاريع بدول المنطقة.
واعتمدت الشركات الكبرى عالمياً في قطاع التشييد والبناء من جهتها سلسلة من الاستراتيجيات قصيرة الأجل؛ وذلك بهدف التخفيف من أثر الأزمة الصحية العالمية على القطاع الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات، وفي محاولة منهم لتخفيف الضرر الواقع على أعمالهم.
وقال مايك وود نائب رئيس البناء في ميدكسيل - شركة إدارة المرافق الأمريكية، إن مؤسسته انتقلت سريعاً من مربع التساؤل عن ماهية الفيروس إلى مربع إنشاء مركز قيادة على الفور يبلغ عدد وحداته 50 وحدة، وذلك بهدف دعم عملائها.
من جانبه، أكد صفدار بدامي، المدير التنفيذي لمجموعة المكرّم العاملة في قطاع كيماويات البناء التأثير الواضح الذي سببته جائحة فيروس كورونا المستجد وانتشاره اللاحق في جميع أنحاء العالم على قطاعات الصناعات المختلفة، بما في ذلك قطاع التشييد والبناء، مشيراً إلى أن العالم سيختلف عقب هذه الأزمة الصحية العالمية، في ظل واقع طبيعي جديد سيضطر الجميع للتكيف معه.
وأوضح أن قادة القطاع ممن يفكرون في كيفية التغلب على الأزمة والازدهار من جديد؛ يحتاجون للتحلي بالمرونة وكذلك الاستعداد للتعامل مع طريقة الحياة الجديدة. والخطوة الأولى هي التعامل مع التحديات التي صاحبت الواقع الجديد؛ ثم وضع خطة للتغلب على العقبات وتوسيع نطاق عملية التحول الصناعي.
وقال: تمثلت الأولوية الفورية في الحد من تكاليف القوى العاملة، بالإضافة إلى التفاوض بشأن السياسات المتعلقة بالمشاريع وزيادة السيولة من خلال برامج البيع وإعادة التأجير لبعض العقارات المختارة. وأكد أنه في النهاية سينتهي هذا الاضطراب الاقتصادي؛ في حال اتخاذ تدابير جذرية للحفاظ على السيولة ووضع حد للخسائر خلال مدة الأزمة، للحفاظ على القوة اللازمة لمواجهة الوضع الطبيعي الجديد.
مرونة وكفاءة
وأضاف: يمكن للمقاولين التحلي بالمزيد من المرونة والكفاءة إذا عملوا على تبسيط عملياتهم والبحث عن طرق لتحسين هذه العمليات من وقت لآخر. في سبتمبر 2020، انخفضت إنتاجية قطاع البناء بنسبة 2.5% في الاتحاد الأوروبي، بأقل من 27% مقارنة بأغسطس 2020. وفي منطقة اليورو، بلغ الانخفاض 2.9%. كما أدى الانخفاض غير المسبوق في شهري مارس وأبريل إلى زيادة تكلفة الإنتاج بنسبة 22.2% في شهر مايو 2020. سيؤدي تبسيط العمليات إلى إتاحة الفرصة لأغلب المقاولين للتغلب على التقلبات المستقبلية. لذلك، سيتعين على المقاولين رفع درجة جاهزيتهم والتعلم الواعي لأهمية خلق وجود في السوق والحفاظ على قدرتهم على الظهور. لتحقيق ذلك ستحتاج للتأكد من أن العملاء المحتملين يعرفون أن شركتك على استعداد لتقديم مختلف الحلول لمشاكلهم، حتى خلال الأوقات العصيبة.
كما أشار إلى بعض الطرق الأخرى الفعالة للعودة مرة أخرى للربحية بعد الأزمة؛ زيادة جهود التسويق والتواصل، بما في ذلك نشر المحتوى ذي الصلة على المنصات الرقمية والاستفادة من خيارات التسويق الرقمي الأخرى.