افتتح سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الامارات والمجموعة، صباح اليوم الدورة العشرين من معرض المطارات الذي يعتبر أضخم معرض متخصص بصناعة المطارات على مستوى العالم.

وتنطلق فعاليات المعرض في الفترة ما بين 24 – 26 مايو الجاري في القاعتين 7 -8 في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض بمشاركة أكثر من 95 عارضا دوليا على الرغم من الازمة العميقة التي خلفها كوفيدا 19 على صناعة الطيران العالمية.

وتعكس هذه المشاركة الكبيرة من العارضين الدوليين من اكثر من 50 دولة، على الرغم من القيود الدولية المفروضة على السفر، حجم الرهان على قطاع الطيران كواحد من اركان الاقتصاد العالمي وضرورة مساهمة جميع الأطراف في دعم الانتعاش التدريجي الذي يشهده معدل النمو بالطلب على السفر في وقتنا الراهن نتيجة الجهود الجبارة التي تبذلها الجهات والسلطات المعنية.

وقام سمو الشيخ احمد بن سعيد بجولة داخل المعرض تفقد خلالها اجنحة الشركات العارضة وتبادل أطراف الحديث مع كبار مسؤولي هذه الشركات حول تحديات المرحلة الحالية ومتطلبات المرحلة المقبلة لعودة قطاع الطيران الى سابق عهده قبل العام 2019.

وقال سموه:" صناعة الطيران لها تاريخ وخبرة عريقة في التعامل مع التحديات والأزمات والخروج منها بأقل الخسائر وبحصيلة كبيرة من التجارب المستفادة، وكوفيد 19 هو واحد من هذه الازمات التي تواجهها الصناعة في الوقت الراهن والعالم على وشك الخروج من هذه الازمة لنكون مرة أخرى على مسارات التحول والتعافي".

وأضاف سموه:" إن الاستجابة الهائلة لمعرض المطارات هي مؤشر على ثقة عالم الطيران القوية في دبي وجهودها العالمية. ويسعدني أن أرى جميع الفاعلين في الصناعة يعملون معًا لتحقيق انتعاش ملحوظ وأسرع بعد معاناتهم من الوباء وتشغيل المطارات وشركات الطيران باعتبارها شريان الحياة".

وأكد سموه قائلا:" كما في الماضي، ستواصل دبي في المستقبل دورها الريادي في نهوض الصناعة من خلال التعاون في الأزمات والعمل بروح الفريق والثقة بالنفس لتحريك المعيقات والعودة للإبحار بنجاح ضد الرياح".

وقال خبراء دوليون أن صناعة المطارات تمتلك بعد عام من الضغوط والتحديات والتغييرات غير المسبوقة، شعوراً متجدداً من التفاؤل مع دخولها العام 2021 في ظل ازدياد الحركة تدريجياً جراء تأسيس عدد أكبر من ممرات السفر بين الوجهات الهامة. وفي حين أخذت المطارات بإعداد العدة وإعادة تهيئة نفسها لمواجهة تدفق المسافرين بعد الوباء، فقد بدأت في البحث بشكل متزايد عن أحدث الحلول والتقنيات لضمان سفر أكثر أماناً حتى العام 2025 وما بعده.

ويزور المعرض كبار صانعي القرار في كبرى مطارات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، بحثاً عن منتجات وخدمات جديدة لمنشآتهم.. ويقام على هامش المعرض 3 منتديات مهمة تغطي ابرز تحديات قطاع المطارات وهي: منتدى قادة المطارات العالمية، ومنتدى مراقبة الحركة الجوية ومؤتمر أمن المطارات. بالإضافة الى مؤتمرين جديدين أيضاً هما مؤتمر تجربة المسافرين في المطارات ومؤتمر التحول الرقمي للمطارات.

وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) قد توقع تحسناً بنسبة 50% في المردود العالمي للمسافر الكيلومتري مع توقع نمو عدد المسافرين إلى 2.8 مليار مع افتتاح الحدود بحلول منتصف العام 2021، أي بزيادة مليار مسافر مقارنة بالعام 2020. وقالت اياتا التي تمثل 290 شركة طيران أو 82% من إجمالي الحركة الجوية العالمية، أن الناس لم يفقدوا رغبتهم في السفر، وأن السفر عاد إلى حالته شبه الطبيعية في الأماكن التي تمت فيها إزالة الحواجز. وكان من المتوقع في وقت سابق أن تتعامل مطارات الخليج العربي مع 450 مليون مسافر سنوياً بمجرد عودة السفر إلى مستوياته السابقة في العام 2019.

ثاني الزفين: صناعة الطيران سوف تستعيد زخمها

ومن جانبه قال سعادة ثاني الزفين الرئيس رئيس مجموعة شركات اماراتك:" كانت هناك علامات إيجابية قوية على الانتعاش في جميع أنحاء العالم. نأمل أن يكون عام 2021 عامًا أفضل لصناعة الطيران بشكل عام والمطارات بشكل خاص. ونحن على ثقة بأن صناعة الطيران سوف تستعيد زخمها قريبا، خاصة في دبي التي هي دائمًا على استعداد للتغلب على جميع أنواع التحديات والمبادرة الى طرح الحلول". وتعرض “إماراتك" امام زوار المعرض الحلول التي وضعتها لإحداث تجربة سفر سلسة بدون تلامس او أوراق لتسهيل رحلة المسافرين وجعلها اكثر راحة وامنا.

على المدفع: بداية العودة التدريجية

ومن جانبه أكد سعادة علي سالم المدفع، رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، أن الدورة العشرين لمعرض المطارات في دبي، تشكل بداية العودة التدريجية لازدهار صناعة الطيران في المنطقة بعد الظروف الاستثنائية التي فرضها فيروس كوفيدا 19 وتعزز التواصل بين قادة هذه الصناعة لمشاركة الخطط والأفكار والاطلاع على أحدث التقنيات التي تسهم في تحسين العمليات وتطوير الإجراءات. ودولة الامارات تعد مركزا إقليمياً مرموقاً في هذا القطاع، بفضل ما تتمتع به من بنية تحتية متطورة، وأنظمة وتقنيات حديثة، وأعلى معايير الأمن والسلامة العالمية، مع خدمات توفر الراحة للمسافرين".

إبراهيم اهلي: استخدام أرقى التقنيات

وتشارك مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية ( دانز) بقوة في المعرض وتعليقا على هذه المشاركة قال إبراهيم اهلي، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية، المشغل الوحيد لخدمات الحركة الجوية في مطار دبي الدولي: "تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي تهدف إلى جعل دبي مطاراً للعالم، فإننا نعمل على تبني وتنفيذ مشاريع استراتيجية ومستقبلية خاصة بقطاع الطيران من شأنها أن تعزز استمرارية التعامل مع الحركة الجوية بكفاءة حتى في خضم الأوقات الصعبة الناجمة عن جائحة فيروس كورونا، ومؤسسة دبي لخدمات الملاحة تستخدم ارقى التقنيات لتوفير افضل الخدمات وأكثرها سلامة لشركات الطيران والمسافرين وتعزيز سمعة مطار دبي كأفضل مطار في العالم".

وأضاف أهلي: "نعمل على تعزيز كفاءة العمليات ونقوم بترقية النظم من أجل سلامة وأمن حركة الطائرات، استعدادا لعودة الزخم المتوقعة لحركة الرحلات الجوية في الأشهر المقبلة، وسوف تستمر مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية في ابتكار الإجراءات والخدمات والمرافق لتبقى لاعباً مثالياً لخدمة قطاع الطيران اليوم وفي المستقبل".

وقال إبراهيم اهلي:" سوف يمكّن معرض المطارات المهنيين في مجال الطيران من الحصول على وجهات نظر ثاقبة حول التقنيات الأكثر حداثة لما فيه إحداث تأثير أكثر شمولاً. وقطاع خدمات الطيران مستعد الآن وفي المستقبل للعمل بشكل استباقي وشامل لمواكبة تحديات المستقبل. وسيكون معرض المطارات، بالنظر إلى الظروف السائدة في جميع أنحاء العالم، المنصة المثالية للحصول على كل ما يتطلبه القطاع في المستقبل."

القياسات الحيوية            

ومن جانبه قال دانيال قريشي، مدير مجموعة المعارض في شركة ريد الشرق الأوسط للمعارض، أن المطارات ستشهد على المستوى العالمي استثمارات وترقيات كبيرة بهدف تنفيذ المبادرات الجديدة التي أوصت بها اياتا ومجلس المطارات العالمي على صعيد الصحة والسلامة واعتماد التكنولوجيا، حيث يمثل معرض المطارات منصة مركزية يتم فيها عرض الابتكارات الجديدة أمام اللاعبين في قطاع الطيران. وسوف تركز التغييرات الرئيسية المتوقع تنفيذها في المطارات على مدى الأعوام الخمسة المقبلة على التكنولوجيا والحلول الجديدة المرتكزة على تكنولوجيا المعلومات، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والسحابة والتحكم عن بعد وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار، علاوة على أهداف ومبادرات خضراء جديدة، وحلول خالية من اللمس موجهة للمسافرين، وتسجيل الوصول الذاتي/ تسليم الحقائب، وخدمات تدعم الأجهزة المحمولة.

واضاف قريشي:" إن المطارات كانت تعمل على الدوام على استكشاف طرق جديدة لتبسيط تجربة السفر الكلية من خلال تبني تقنيات وحلول ذكية يمكن للمرء أن يجد منها الكثير في معرض المطارات ومنها القياسات الحيوية."

يذكر ان القياسات الحيوية أصبحت محور الاستثمار مع استهداف 64% من المطارات إطلاق بوابات المغادرة الذاتية باستخدام القياسات الحيوية وتوثيق الهوية الشخصية بحلول العام 2023. وقد أثبتت تقنيات عدم التلامس نفسها كعنصر مغيّر للعبة كما كشف عن ذلك تقرير نشرته شركة سيتا في العام 2020 حول رؤى تكنولوجيا المعلومات في ميدان النقل الجوي، في حين تقوم المطارات من الآن ولغاية العام 2023 بإيلاء أولوية استثمار عالية لتقنيات عدم التلامس..

ويتفوق مطار دبي الدولي الذي يعتبر المطار الأول في العالم للعام السابع على التوالي بالنسبة للمسافرين الدوليين، على صعيد السلامة والأمن مع استخدام متزايد لتقنية عدم التلامس، حيث يوفر للمسافرين الفرصة لاستخدام أعينهم لتأكيد هويتهم دون الحاجة إلى إبراز أي وثيقة. ويساعد هذا النظام على ضبط انتشار الفيروس التاجي، ذلك أنه لا يتطلب قيام المسافرين من المطار بأي تلامس مع أشخاص أخرين لأنه يستخدم الطريقة البيومترية، حيث يحتاج النظام من خمس إلى ست ثوان فقط لإكمال عملية المسح.

 ويواجه مشغلو المطارات الآن نتيجة جائحة كوفيد-19 تحديات جديدة لجهة الحد من الاتصال الشخصي وخفض الازدحام وتقليص الوصول المشترك إلى الأسطح الكثيفة اللمس، علاوة على منع مباني المسافرين من التحول إلى أرضيات محتملة لتكاثر الفيروسات.