انطلقت، صباح أمس، أعمال مؤتمر «مستقبل قطاع التجزئة»، الذي ينظمه مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار في مقره بالشراكة مع «بي إل إم» العالمية في تقنيات قطاع التجزئة، بحضور ومشاركة عدد الخبراء والمتخصصين في مجالات البحث والتطوير التكنولوجي بقطاع التجزئة وعدد من المسؤولين من القطاعات الحكومية والخاصة والأكاديمية وبحضور حشد من وسائل الإعلام.

وتناولت جلسات المؤتمر في «استوديو خبرات البحث والتطوير» كبداية لسلسلة من المحادثات حول «مستقبل البيع بالتجزئة» لخلق مساحة لمشاركة وتبادل الأفكار حول التحديات التي يواجهها القطاع، وكيف ستتطور تجارة التجزئة خلال السنوات القليلة المقبلة.

إذ انطلق الحدث الأول بعنوان «Let's Get Phygital» ما يعبر عن استخدام التكنولوجيا لربط العالم الرقمي بالعالم المادي بغرض توفير تجارب تفاعلية فريدة للمستخدم.

ممارسات

وكان من أبرز المتحدثين في هذا الحدث العلمي البروفيسور لويز موتينهو من جامعة سوفولك الذي يشغل حالياً منصب عضو مجلس «استوديو خبرات البحث والتطوير» العلمي،، حيث ألقى الكلمة الافتتاحية، تلاها حلقة نقاش حول تطورات قطاع التجزئة وأفضل الممارسات الحالية، من قبل بعض من أفضل الممارسات في هذا المجال، وشارك في الحدث بيدرو بابتيستا رئيس العلامات التجارية الخاصة والشراكات في«ورتن» أحد أكبر متخصصي التجزئة في مجال التكنولوجيا من مجموعة «سوناي»، وأمين الزرعوني، الرئيس التنفيذي في سحاب للحلول الذكية، ومحمد هلال، المؤسس والرئيس التنفيذي في مجموعة محمد هلال.

منافسة رقمية

وقال حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمّع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار خلال احتفالية إطلاق «استوديو خبرات البحث والتطوير»: «من المتوقع أن يشهد مستقبل قطاع التجزئة حدّة في المنافسة الرقمية.

حيث تعتزم قطاعات المورّدين تعزيز العلاقات المباشرة مع شرائح المستهلكين، وفي الوقت نفسه سيتعيّن على تجار التجزئة التقليديين مواكبة تحوّل الأسواق حرصاً على تقديم خدمة أفضل لعملائهم.

كما ستواصل التكنولوجيا نموّها وتشكيل ملامح المعاملات التجارية وسلوكيات المستهلكين. ومَن سينجح في تمييز نفسه سيحافظ على بقائه على الساحة وسيتمكّن من تحقيق الازدهار».

تقنيات

من جانبه عبّر محمد هلال، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة محمد هلال، عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر الذي يسلط الضوء على التقنيات النوعية التي ستلعب دوراً محورياً في تغيير مفهوم ومستقبل قطاع التجزئة، وأشاد بالجهود التي يبذلها مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار في كافة القطاعات، والتي من شأنها دعم مواكبة التطور التكنولوجي، ودعم عجلة الاقتصاد في الدولة.

من جهة أخرى، لفت أمين الزرعوني، المدير التنفيذي لشركة سحاب للحلول الذكية، إلى أن التكنولوجيا أصبحت وسيلة لكل ما يحدث من تقدم وتطور في قطاع التجزئة، وخصوصاً رحلة المتعامل أثناء عملية التسوق، والخبرة أو التجربة التي عليه أن يخوضها في التعامل مع هذا القطاع، سواء كان هذا الدور من خلال المحلات التجارية الموجودة على أرض الواقع أو المنصات الذكية.

ربما هناك من يقول إن المحلات الموجودة داخل المراكز التجارية سيقل عددها، وبالتالي سيزيد عدد المنصات الإلكترونية.. لكني أعتقد أن هذا التصور غير صحيح، لأن كلاهما سيستمر في الوجود، ولكن المحلات التجارية الواقعية ستلعب دوراً مختلفاً، ربما ستركز أكثر على تجربة المتعامل الذي يزورها، أما المنصات الإلكترونية فهي تستهدف قطاعات أوسع وأسواق أكبر.

محرك

كما أنّ «استوديو خبرات البحث والتطوير» يعدّ إضافة قويّة إلى منظومة العمل المزدهرة بالمجمّع، قائلاً إنّ المركز سيكون بمثابة المحرّك الرئيسي للريادة الفكرية للابتكار في مجال التجزئة على مستوى المنطقة، كما سيمثل منصّة تجمع بين مختلف قطاعات التجزئة والأوساط الأكاديمية والحكومية للدخول في ابتكار مشترك، والاستفادة من الفرص والتحديات في هذا المجال على الصعيد الإقليمي.

ويأتي «استوديو خبرات البحث والتطوير» كنتيجة لشراكة قوية وواعدة بين شركة «بي إل إم» العالمية ومجمع الشارقة للأبحاث والتكنولوجيا والابتكار. وهي توحد الخبرة المحلية وقدرات البحث والتطوير مع معرفة «بي إل إم» للبيع بالتجزئة العالمية والتصميم الوظيفي والتكامل التكنولوجي.

محاور

وأوضحت جوانا دي ألميدا رودريغز، مديرة «استوديو خبرات البحث والتطوير»: «يروّج «استوديو خبرات البحث والتطوير» لإطار العمل الخماسي للابتكار، الذي يضمّ محاور القطاع العام، والقطاع الخاص، والأوساط الأكاديمية، والنظام البيئي، والمجتمع.

ويعمل محور «القطاع العام» على إشراك الحكومة في تطوير الفرص، في حين يرتبط محور «القطاع الخاص» بالصناعة والشركات ومنظومة الاقتصاد. وتضطلع «الأوساط الأكاديمية» أيضاً بدعوة المدارس والجامعات إلى طاولة النقاش، وضمان مشاركة المهنيين من أصحاب النظرة المستقبلية.

كما يعتبر «النظام البيئي» أيضاً محوراً حيوياً لتبنّي مختلف أشكال التنمية المستدامة لكوكبنا الأمّ ولجميع ساكنيه، بينما يدور محور «المجتمع» حول تطوير الاستراتيجيات، ليس من الناحية المالية فحسب، بل أيضاً من حيث الإسهام في الارتقاء بجودة حياة البشر.

كذلك، سيعمل «استوديو خبرات البحث والتطوير» على تسريع وتيرة تطوير المشاريع الحالية وإنشاء مشاريع أخرى من البداية لمواءمة الخطاب السائد، ومشاركة أفضل الممارسات المستخدمة في هذا المضمار».

من ناحيته، أعرب بيدرو رودريغيز، الرئيس التنفيذي لشركة «بي إل إم» عن بالغ فخره وسعادته بالدخول في شراكة مع مجمّع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، الذي يعدّ منصّة لانطلاق مركز الابتكار في مجال التجزئة.

كما علّق بقوله: «نظراً لما نحققه من ابتكارات في عالم التصميم والتقنيات، نركّز على تجاوز سقف توقعات عملائنا من خلال مجموعة الحلول المتكاملة التي نقدمها لهم. وفي الوقت الحاضر، تتلاشى الحدود الفاصلة بين الأعمال بفضل التكنولوجيا والتكامل العالمي».