أكد عبدالرحمن الصيعري الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك للحفر أن الشركة على أعتاب حقبة جديدة برؤية تتمثل بأنَّ تصبح «شركة حفر عالمية». وأوضح في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي» أن 90 % من فريق قيادة العمليات في شركة أدنوك للحفر مواطنون. وأكد أن الشركة نجحت في تحقيق وفورات بقيمة ملياري دولار، من خلال المراقبة الرقمية لعمليات الحفر.

التوطين

وأفاد الصيعري بأن الشركة حققت نقلة نوعية في عملية التوطين في السنوات الماضية فالآن 90 % من فريق قيادة العمليات والمناصب القيادية في الشركة من أبناء الإمارات. وأوضح أن مركز تدريب أدنوك للحفر ومن قبله مدرسة التدريب على الحفر مكّنا الشركة من توفير تدريب شامل وشهادات اعتماد متخصصة لمَن لم يكملوا تعليمهم الثانوي، بمستوى يُضاهي كبرى الجامعات.

وأوضح أنه تم تخريج أكثر من 1000 مواطن، كثيرون منهم يديرون حفارات الشركة، مشيراً إلى أن قرار تأسيس مركز تدريب أدنوك للحفر، ساعد على تعزيز تأهيل الكوادر المواطنة وتقلدها مراكز قيادية في الشركة.

وأكد أن لديه ثقة تامة بأن رؤية الشركة بأن تصبح «شركة حفر عالمية» ستصبح حقيقة واقعة في المستقبل القريب. وقال: إنني على ثقة بمواصلة النجاحات التي تحققها أدنوك للحفر، وخصوصاً أنها تمتلك الأصول والمعدات والخدمات والكوادر البشرية اللازمة لتحقيق أهدافها. وأعرب عن أمله توسيع نشاط الشركة ضمن النطاق الأوسع لمنطقة الشرق الأوسط.

المراقبة الرقمية

وأشار إلى أن الشركة نجحت في تحقيق وفورات بقيمة ملياري دولار لشركة أدنوك، من خلال المراقبة الرقمية لعمليات الحفر وتقنيات الحفر المتطورة وتحويل الشركة إلى جهة مزودة لخدمات متكاملة لحفر وتهيئة الآبار.

وقال: أتطلع إلى اليوم الذي يمكننا فيه أن نقول لشركات النفط الدولية: حددوا لنا الموقع، وسنقوم بتسليمكم البئر التي تريدونها. وأكد أنَّ شركة أدنوك للحفر تطورت بدرجة كبيرة على مدى الأعوام القليلة الماضية، وأصبحت شركة قائمة على تقديم الحلول الشاملة؛ إذ تقدم جميع خدمات الحفر - من الألف إلى الياء - وهو ما يميّزنا كشركة وطنية للحفر في المنطقة.

أكبر أسطول

وذكر أن أدنوك للحفر تمتلك أكبر أسطول حفر في المنطقة، إذ يضم 96 حفارة منتشرة في المناطق البرية والبحرية وجزر أدنوك الاصطناعية المبتكرة قبالة سواحل أبوظبي. كما أنها الشركة الوحيدة التي تقدّم خدمات الحفر المتكاملة في الشرق الأوسط.

وقال: إن الشركة على مدى أعوامها التي قاربت الـ50 قد تراكمت لديها ثروة من الخبرات والمعرفة العميقة بالسمات الجيولوجية الإقليمية، إلى جانب إعداد أجيال من أصحاب الخبرات والمهارات، ولا تزال مستمرةً في التوسّع بضم المزيد من المواطنين - بمن فيهم الكوادر النسائية - ممن سيشغلون أدواراً تشغيلية وقيادية. ونحن نركز على تسخير التكنولوجيا الرقمية والعمليات الآلية، حرصاً منَّا على زيادة كفاءتنا وربحيتنا.

وقال: وضعنا متميز، ولدينا خطط وأهداف ثابتة للتوسّع والنمو لدعم أعمال مجموعة أدنوك، ونجاحنا المستمر يعززه حجم أسطولنا وقدراته تؤهلنا لتوجيه أنظارنا نحو الأسواق الجديدة على الصعيدين المحلي والإقليمي. وأضاف: نتوقع أن يكون لدينا ما يزيد على 100 حفارة في المستقبل القريب، لتلبية الطلب المتنامي من مجموعة أدنوك وحدها.

ومع زيادة أعداد الحفارات في أسطول الشركة إلى 3 أضعاف من 29 حفارة إلى 96 حفارة في الفترة من 2010 وحتى اليوم، فقد عززت الشركة مسارها التصاعدي مع زيادة قدرتها على تقديم خدمات متكاملة.

ومن المتوقع أن تقوم الشركة بحفر آلاف الآبار الجديدة بحلول نهاية العقد الحالي، بهدف تمكين أدنوك من الوصول إلى هدفها في زيادة السعة الإنتاجية من النفط إلى 5 ملايين برميل يومياً في عام 2030 إلى جانب تحقيق الاكتفاء الذاتي للدولة من الغاز الطبيعي.

30 عاماً من الخبرات

تولى عبدالرحمن الصيعري مهام منصبه رئيساً تنفيذياً في يناير عام 2020، وكان انضم للشركة مهندسَ حفر حديث التخرج في عام 1986.

وبذل عبدالرحمن الصيعري على مدى أكثر من 30 عاماً من العمل في أدنوك جهوداً كبيرة ويعد الشخص الأكثر خبرة في أدنوك في مجال الحفر وما زال حماسه متقداً كما هو رغم مسيرته الطويلة في الشركة وبدايته العمل فيها منذ الأيام الأولى بعد تخرجه.

ويؤكد الصيعري أنَّ أدنوك للحفر وصلت إلى مكانتها المتميزة بفضل القرارات الاستراتيجية الموفقة والحاسمة التي اتُخذت في السنوات العشرين الماضية. كما يؤمن أن التغيير يحتاج إلى الإيمان بالفكرة.