نجحت موانئ أبوظبي في استقطاب وتأهيل الكوادر النسائية، وتمكينهن من تحقيق طموحاتهن، وتقديم تجارب ملهمة، تشكل منارة للأجيال القادمة، وتتيح المجال أمام الإماراتية لضرب أروع الأمثلة، التي تزرع في المرأة روح الإصرار والتنافسية.
وتسهم الكوادر النسائية بشكل مؤثر في مختلف ميادين العمل في موانئ أبوظبي، التي حرصت منذ تأسيسها على تفعيل دور المرأة، إذ أولتها الثقة المطلقة، وحرصت على تزويدها بكل سبل الدعم والتدريب، ونجحت المرأة في شغل المناصب، التي كانت في السابق حكراً على الرجال، وتمكنت من إظهار قدراتها على الاضطلاع بالمهام، وتحمل المسؤوليات في المواقع المتنوعة، بدءاً من المناصب الميدانية العملياتية، وصولاً إلى المناصب الإدارية العليا.
«أطلق»
وقالت الدكتورة نورة الظاهري، رئيسة القطاع الرقمي- موانئ أبوظبي، والرئيسة التنفيذية لبوابة المقطع: نحن فخورون بالإنجازات والمكاسب، التي حققتها المرأة في الإمارات، بفضل دعم القيادة الرشيدة، مشيرة إلى تنفيذ برنامج «أطلق» للتدريب، وأثمر عن تحقيق نجاح لافت لهذه التجربة، التي أتاحت استكشاف المزيد من الكفاءات الوطنية النسائية الشابة، لإشراكهن في جهود بناء مستقبل الوطن، وتوظيف المهارات التي اكتسبتها المشاركات، خلال البرنامج في تطوير أحد أهم مشاريع الوطنية المتمثلة في المنصة المتقدمة للتجارة والخدمات اللوجستية «أطلب».
وأضافت: تواصل موانئ أبوظبي العمل مع المؤسسات الوطنية مثل الاتحاد النسائي العام، بهدف توفير المزيد من الفرص للنساء في القطاع البحري وتزويد الكوادر النسائية بالقدرات اللازمة، التي تتيح لهن العمل في هذا القطاع الحيوي، ما أسهم في دعم موظفاتنا وتمكينهن، وأتاح لهن المشاركة، وتمثيل المؤسسة في العديد من المحافل المحلية والدولية.
تعايش
وذكرت ميثة المرر، نائب الرئيس- إدارة القوى العاملة والتوطين بموانئ أبوظبي، إن يوم المرأة الإماراتية ليس مجرد احتفال بالمرأة، بل احتفاء بمجتمع مؤمن بقيم التعاون والتعايش، من أجل تحقيق هدف واحد هو بناء دولة عصرية متقدمة لها مكانتها بين الدول.
وقالت المرر: إن تاريخ المرأة الإماراتية هو تاريخ رحلة نابضة بالتجدد والإنجازات، ويعود الفضل فيها إلى رؤية قيادتنا الرشيدة، ونود في هذه المناسبة العزيزة علينا جميعاً أن نؤكد لقيادة وشعب الإمارات أننا سنواصل العمل الدؤوب حتى نحقق المزيد من التقدم والتطور والازدهار لسكان الإمارات من مواطنين ومقيمين، وبيّنت أن موانئ أبوظبي لطالما عملت على تمكين نساء الإمارات ودعمهن، ليتمكنّ من تأدية دورهن المهم في مسيرة البناء والتنمية.
بناء الوطن
وأكدت إيمان الخلاقي، نائب الرئيس – إدارة الابتكار في موانئ أبوظبي، إن تحقيق المرأة للإنجازات أصبح أمراً مألوفاً في الإمارات، بفضل اهتمام القيادة بتمكين المرأة الإماراتية، وحرص المؤسسات الوطنية مثل موانئ أبوظبي على تهيئة الظروف اللازمة لنجاحهن.
وقالت: المرأة في الإمارات من العناصر الأساسية في بناء الوطن وضمان تقدمه وازدهاره، ولم يعد دورها مقتصراً على أداء أدوار مساندة فقط، إذ أصبحنا نراها اليوم موجودة في كل المستويات، ومن ضمنها تلك المتعلقة باتخاذ القرار ورسم السياسات والاستراتيجيات، والفضل في ذلك يعود بالتأكيد لاهتمام القيادة الرشيدة.
وأضافت: على الرغم من أن قطاعات الابتكار والتقنية من المجالات التي كانت مقتصرة على الرجال في الماضي، إلا أن موانئ أبوظبي عملت منذ تأسيسها على تأهيل الكوادر النسائية وتزويدهن بالتدريب والمعارف اللازمة، التي مكنتهن من الوصول إلى مراكز قيادية في هذه المجالات، ونحن عازمون على مواصلة جهودنا في هذا الإطار لتوسيع حضور المرأة وتبني ابتكاراتها وتحويلها إلى خطط ومشاريع، تعود بالفائدة الكبيرة على مؤسستنا وإمارتنا ودولتنا ككل.
قيادة السفن
وقالت الكابتن مهرة الشامسي، مشرف الامتثال البحري- موانئ أبوظبي، وهي من أوائل الكوادر النسائية المدربة لقيادة السفن في الإمارة: أشعر في يوم المرأة الإماراتية بالفخر الكبير والاعتزاز بما حققته المرأة في القطاع البحري، إذ أثبتت جدارتها وكفاءتها في المجالات العلمية والتقنية، وأصبحت اليوم رائدة وفاعلة تنتفع بها البشرية أجمع.
وأضافت: إننا ننعم في الإمارات بالبيئة الاجتماعية والعلمية، التي تمكّن كل السيدات من التفوق والارتقاء بمكانتهن إلى مستويات أعلى.
وأكدت: كانت تجربتي في قيادة السفن تحدياً كبيراً بالنسبة لي فالوظيفة كانت حكراً على الرجال في السابق نظراً لصعوبتها، لكن مع التطور التقني، الذي بلغته أنظمة إدارة الحركة البحرية وأنظمة تشغيل السفن، أصبح خوض المرأة لهذا المجال أيسر من ذي قبل.
مناسبة عظيمة
وأكدت عائشة المرزوقي، مشرف تحكم بالأنظمة بمرافئ أبوظبي، وهي أول إماراتية تعمل على رافعة رصيف، إن يوم المرأة الإماراتية مناسبة عظيمة تتكرر كل عام لتذكرنا بأهمية التعاون والتعايش بين كل أفراد المجتمع، وبينت أن الرافعات كانت بداية طريق التدرج بالسلم الوظيفي، وقالت: إنني حالياً مسؤولة في غرفة التحكم التي تتيح لمسؤول فريق العمل القدرة على قيادة الآخرين، وتحقيق إنجازات متميزة، وفهم المستقبل، والعمل على تطويعه لخدمة وأهداف الوطن، ونظراً لكوني أول امرأة تشغل منصب مشغل رافعة، فقد شعرت بأنني قادرة على تحقيق طموحاتي.
محفزة للعمل
وقالت ليلى آل بشر، مشرف عمليات ميداني بمرافئ أبوظبي، وهي أول إماراتية تشغل منصب المسؤول والمشرف على العمليات الميدانية في موانئ أبوظبي: أحببت طريقة العمل في موانئ أبوظبي منذ انضمامي إليها، فهي جهة محفزة للعمل والنمو، حيث كنت بفضل الله أصغر موظفة عملت مشغلة رافعة ثم خضعت لتدريب وتأهيل لتولي مهام تشغيل رافعة رصيف، ومن ثم التحقت بميناء خليفة للعمل كوني مشرفة.
مناهج دراسية
وأعربت دانة العدوى، الطالبة في أكاديمية أبوظبي البحرية، عن سرورها الكبير للفرصة الكبيرة، التي أُتيحت لها لاكتساب مهارات جديدة في القطاع البحري الحيوي خلال دراستها في أكاديمية أبوظبي البحرية، مشيرة إلى أن الفضل في ذلك يعود إلى اهتمام القيادة الرشيدة بدعم بنات الإمارات للدخول إلى مجالات جديدة ومنها هذا القطاع.
وقالت: لقد وفّرت أكاديمية أبوظبي البحرية التابعة لموانئ أبوظبي أحدث المناهج الدراسية ومعدات التدريب المتطورة لطلابها، الأمر الذي يتيح للنساء خوض هذا المجال، ورفد القطاع بكوادر نسائية مدرّبة وقادرة على شغل الوظائف بكفاءة عالية، ما سيؤدي إلى الاستفادة من طاقات المرأة الإماراتية في بناء وتطوير المنظومة البحرية في أبوظبي والإمارات بشكل عام.
أصول رقمية
كما التقت «البيان» منتسبات مبادرة «أطلق» التي تقدمت بها بوابة المقطع، الذراع الرقمية التابع لموانئ أبوظبي، وقالت آمنة الحمادي إحدى المتدربات، إن البرنامج يفتح الباب أمام الإماراتيات للمشاركة في تطوير أصول رقمية مهمة للقطاعات التجارية والبحرية واللوجستية في الدولة، وهو دور كان يفتقر في السابق إلى حضور نسائي أوسع، وأضافت: يعتبر البرنامج أداة تمكين حقيقية للمرأة، خصوصاً أنه يتيح المجال للمتفوقات للحصول على فرصة عمل في مواني أبوظبي، وإنني سعيدة جداً لكوني من منتسبات برنامج «أطلق»، وأتطلع إلى تحقيق نتائج متميزة فيه، وبدء التطبيق العملي للمهارات التي تعلمتها خلاله.
وأعربت أسماء سعيد الحوسني المنتسبة في برنامج «أطلق» عن فخرها بمدى تطور التقنيات، التي يتم تدريب المنتسبات عليها، الأمر الذي يجسد التقدم الكبير الذي وصلت إليه الإمارات، بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، مشيرة إلى أنها ترى في مشاركتها بهذا البرنامج فرصة كبيرة بالنسبة لها تفتح لها الباب أمام آفاق واسعة للتطور المهني في المستقبل.
وقالت: إن الحصول على هذا التدريب النوعي في برنامج «أطلق» يزود المنتسبات بمهارات جديدة عالية المستوى، تتيح لهنّ الاستفادة منها في مسيرتهن المهنية سواء في موانئ أبوظبي أو خارجها، وأنا على استعداد للمشاركة في أي مبادرات أخرى، يتم إطلاقها مستقبلاً، من أجل تحسين قدراتي ومعارفي في هذا المجال.