أعلنت «بلغ آند بلاي»، المنصة العالمية الأكبر للابتكار، اليوم، تعاونها مع مكتب أبوظبي للاستثمار، لإطلاق منصة الابتكار المفتوحة الأولى من نوعها، التي تواكب متطلبات الثورة الصناعية الرابعة في أبوظبي. 

وعبر هذه المنصة، سوف يقوم أصحاب المصلحة الرئيسيون في القطاع، وقادة الفكر ضمن منظومة «بلغ آند بلاي – أبوظبي» بتحديد التحديات التكنولوجية وعقبات الابتكار التي تواجه الشركات الناشئة، وذلك في إطار برامج مخصصة لتسريع الأعمال وحل التحديات.

كما سوف تساعد «بلغ آند بلاي - أبوظبي» في تسريع وتيرة نشر المشروعات التجريبية المبتكرة، ودمج التكنولوجيا، والمنتجات الجديدة.

تحفيز

وتهدف المنصة إلى حفز إمكانات أبوظبي الابتكارية في القطاع الصناعي، واستقطاب الشركات التكنولوجية الناشئة إلى الإمارة.

كما تسعى المنصة إلى إرساء سوق ومنتدى أقوى وأشمل لحفز التعاون وتبادل المعارف بين أبرز هيئات القطاع الصناعي والشركات التكنولوجية الناشئة المتميزة، ما سوف يثمر عن توفير قيمة حقيقية مجزية وحلول ناجعة في مجالات إدارة سلاسل التوريد، والتصنيع، والتخزين، والاتصالات، والصيانة، والنقل، والخدمات اللوجستية، والطاقة، والإنشاءات والعقارات.

ويندرج التعاون بين «بلغ آند بلاي - أبوظبي» ومكتب أبوظبي للاستثمار، في إطار اتفاقية شراكة أوسع، تركّز على دفع عجلة الابتكار في المنطقة من خلال رفد الشركات الناشئة بمزيد من فرص تسريع الأعمال.

كما تبنت دولة الإمارات استراتيجية صناعية جديدة لرفع مساهمة القطاع الصناعي في الاقتصاد الوطني من 133 مليار درهم إماراتي إلى 300 مليار درهم خلال السنوات العشر المقبلة، إذ يرمي التعاون الثنائي إلى دعم تلك الرؤية عبر إرساء منصة مستدامة ومفتوحة للابتكار تدعم المبتكرين في عصر الثورة الصناعية الرابعة. وتساهم المنصة في تشجيع المشروعات الطموحة، والارتقاء بالسياسات، وتوفير قيمة اقتصادية مجزية، وتحقيق الريادة الفكرية على مستوى العالم.

تغيير حقيقي

وقال الدكتور طارق بن هندي، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار: «يعود الفضل في التقدم الكبير الذي حققته إمارة أبوظبي على مدار العقود الماضية إلى حرصنا على دفع عجلة التقدم من خلال الابتكار.

ونتطلع لمواصلة توفير كل الدعم الممكن للشركات الناشئة والشركات التي تساهم في إحداث تغيير حقيقي ودائم من خلال تطوير أحدث التقنيات والحلول، وسوف تساهم منصة الابتكار المفتوحة في تسخير قوة التعاون لتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً على مستوى العالم».

تكنولوجيا تحويلية

قال باباك أحمد زادة، مدير منصة «بلغ آند بلاي - أبوظبي»: «تسهم نقاط القوة المتأصلة التي تتمتع بها أبوظبي بجعلها الحاضنة الأمثل لمنصة ابتكار مفتوحة تواكب متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، فبوسع حجم وتنوّع وعقلية لاعبي القطاع الصناعي في أبوظبي، استقطاب الشركات التكنولوجية الناشئة ذات المستوى العالمي إلى الإمارة، وذلك عبر رفدها بفرص الشراكة التي تضمن استثمارات وأعمالاً مجزية وابتكارات مشتركة، وسوف تسهم سوق الشركات التكنولوجية الناشئة الخاصة بالأعمال هذه، التي تركز على متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، في تمكين إمارة أبوظبي ودولة الإمارات عموماً، من تبني التكنولوجيا التحويلية، التي من شأنها تعزيز الإنتاجية والقدرة التنافسية لقطاعات رئيسة عدّة، بما في ذلك التصنيع، والخدمات اللوجستية، والطاقة، والأمن الغذائي، والنقل».

وأضاف: «يسرنا الانخراط في عملية طويلة الأمد تركز على توفير قيمة مجزية وتحقيق نمو عضوي مستدام؛ بفضل هذا البرنامج الابتكاري المفتوح ومسرع الشركات التكنولوجية، الذي يواكب متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.

ونحرص على تصميم وتطوير كل ابتكاراتنا بأيدي شركائنا المحليين من القطاعين العام والخاص لما فيه خير أبوظبي ودولة الإمارات عموماً، ولطالما شكل ذلك ركيزة أساسية لمنهجيتنا، ويعد تبني التكنولوجيا والتحوّل الرقمي عملية تدريجية تستلزم مشاركةً وتعاوناً جماعياً، ونؤمن في «بلغ آند بلاي» بقدرتنا على دعم هذا التحوّل التكنولوجي، إذ نجحنا في تحقيق ذلك في ما يزيد على 40 دولة سنوياً عبر أكثر من 60 برنامجاً والتعاون مع ما يتجاوز 400 من أهم الشركات والهيئات الحكومية المبتكرة في العالم».

تحديات

وأكمل زاده: تشكل منصة «ستارت أب أوتوبان» في شتوتغارت بألمانيا خير مثال على ذلك، حيث باتت اليوم منصة النقل المبتكرة الأكبر في العالم، التي تتولى «بلغ آند بلاي» تشغيلها، فقبل خمسة أعوام، بدأنا مزاولة أعمالنا مع ثلاثة شركاء فقط، «مرسيدس بنز»، و«أرينا 2036» وجامعة «شتوتغارت»، وركّز برنامج المسرع التكنولوجي الأول لدينا على حلّ تحديات تكنولوجية معينة تتعلق بإنتاج سيارات المستهلكين بالتعاون مع شركائنا المحليين، وذلك عبر استهداف، ورصد، ودعم، وتسريع أعمال مجموعة صغيرة من الشركات التكنولوجية الناشئة المحلية والعالمية، ومن خلال برنامجنا المنظّم والمجاني لتسريع أعمال الشركات الناشئة، عملنا عن كثب مع شركائنا ومجموعة من الشركات الناشئة لتحقيق نتائج مذهلة لصالح الجميع بالاعتماد على المشاريع التجريبية، والابتكار المشترك، والاستثمارات والدمج الكامل للتكنولوجيا، وبفضل ثقة شركائنا بنا واستمرارنا بتحقيق نتائج سريعة وملموسة، أصبح لدينا اليوم أكثر من 29 شريكاً من المؤسسات (بما في ذلك «بورشه»، و«بريتيش بتروليوم»، و«Bosche»، و«باسف»، ومجموعة البريد الألماني «دويتشه بوست دي إتش إل»)، ونجحنا في تسريع أعمال 178 شركة ناشئة، وإنجاز 287 مشروعاً تجريبياً مبتكراً لمعالجة ما يزيد على 70 تحدياً تكنولوجياً.

ولم نكتفِ بضمان عوائد ملموسة لشركائنا والشركات الناشئة فحسب، بل تعدينا ذلك إلى توفير فرص العمل، وزيادة الإنتاجية، وإرساء منظومة تكنولوجية متنامية ومستدامة.

وأردف: «تتمتع أبوظبي والإمارات عموماً بالموقع الأمثل لإرساء مركز رائد على مستوى العالم للشركات التكنولوجية الناشئة وريادة الأعمال ورأس المال المخاطر، وذلك في غضون عامين فقط.

وفي ظل التوجيهات الجريئة والطموحة لقيادة الإمارات، والتطلعات العظيمة لقاطنيها ممن يمتازون بالدينامية والتنوّع، والذين نجحوا في دفع عجلة نمو هذه الدولة الفتية، فليس هنالك ما يمنع دولة الإمارات من تبوء موقع ريادي في عصر الثورة الصناعية الرابعة.

وليس علينا سوى مضافرة جهودنا لإنشاء السوق وتهيئة الظروف المواتية لإقامة شراكات تكنولوجية تحولية واغتنام فرص الازدهار».

وبصفتها داعماً ملتزماً لمبادرات أبوظبي الاجتماعية والاقتصادية منذ 2018، تؤكد «بلغ آند بلاي - أبوظبي» إيمانها الراسخ برؤية القيادة الإماراتية الحكيمة في مجال الابتكار. ومن المتوقع وضع اللمسات النهائية على قائمة الشركاء المؤسسين الرئيسيين لهذه المنصة رسمياً خلال الربع الثالث من العام الجاري.