تمكنت دبي من تعزيز مكانتها وجهةً متميزة للتسوق، وذلك لما تتضمنه من مراكز تسوق فخمة وذات مفاهيم متنوعة، تمكن مرتاديها من خوض تجارب فريدة، تجمع بين التسوق لشراء أرقى الماركات التجارية، وكذلك الأنشطة الترفيهية الممتعة لمختلف أفراد العائلة، إلى جانب تناول الطعام من الأطباق والمأكولات العالمية.

وساعدت العودة التدريجية للأنشطة الاقتصادية، بما فيها قطاع التجزئة، وبوادر التعافي من تداعيات جائحة «كوفيد 19»، في تسليط الضوء على أهمية وجهات التسوق والترفيه في المدينة، سواء للاقتصاد أو سكان وزوار المدينة.

ولعبت مفاجآت صيف دبي، دوراً رئيساً في تعزيز مكانة دبي، كإحدى أبرز الوجهات السياحية العالمية لموسم الصيف، وذلك من خلال العروض الترويجية، والفعاليات الترفيهية المبتكرة، التي تقدمها المدينة على مدار الساعة.

واستمتع المتسوقون من سكان وزوار، خلال مفاجآت صيف دبي، بـ 10 أسابيع من تجارب الترفيه والتسوق التي لا تُنسى، وذلك من 1 يوليو وحتى 4 سبتمبر 2021، فقد بلغ عدد الفعاليات التي أقيمت في إطار مفاجآت صيف دبي لهذا العام، أكثر 625 فعالية، وبمشاركة واسعة من منافذ البيع والعلامات التجارية، فيما بلغ عدد العلامات التجارية التي شاركت في التخفيضات النهائية، التي أقيمت على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة لهذا الحدث المميز، 589 علامة، و1972 متجراً، والتي وصلت فيها نسبة التخفيضات إلى 90 %.

ويمكن رؤية جاذبية مراكز التسوق في دبي بشكل أفضل، في النجاح الذي حققه أكبر مركز للتسوق على مستوى المدينة والعالم. فمنذ الترحيب بأول زواره عام 2008، يواصل دبي مول، استقطاب أعداد كبيرة من الزوار، تصل إلى عشرات الملايين سنوياً، ويبقى وجهةً متميزة، تستقطب الزوار الجدد أو العائدين إلى دبي، على حد سواء.

ومع نمو قائمة التجارب التي ينبغي القيام بها، يميل المستهلكون إلى قضاء المزيد من الوقت في تلك المراكز، وبالتالي، إنفاق الأموال على العديد من الخيارات المتاحة، وهو ما يحفز المزيد من عمليات الشراء على نطاق أكثر اتساعاً من المنتجات المعتادة، مثل الملابس والأكسسوارات. وتجمع تجربة مراكز التسوق المتكاملة بين المأكولات والمشروبات والأنشطة الترفيهية وغيرها الكثير.

وبحسب تقرير «تطور مراكز التسوق وقيمتها»، الصادر عن مؤسسة كي بي إم جي، فقد ساعد نمو عروض المأكولات والمشروبات والترفيه، على تطور مراكز التسوق إلى وجهات ترفيهية، مع عروض مصممة خصيصاً لتناسب الجمهور المستهدف من الزوار الدوليين إلى السكان. وخلال موسم الصيف، يتيح هذا المزيج من الابتكار والتجزئة لمراكز التسوق، تعزيز مكانتها وجاذبيتها بين المتسوقين والزوار في دبي.

دبي وجهة مفضلة

وفي تصريحات لـ «البيان»، قال أحمد الخاجة المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة: «نجحت دبي على مدار السنوات الماضية، بتعزيز سمعتها كوجهة عالمية، تشجع على الإبداع والابتكار، وكذلك استطاعت أن تكون وجهة مفضلة للزيارة على مدار العام.

وخلال موسم الصيف الحالي، كشفت دبي عن جانب مهم من شخصيتها، حيث لعبت مراكز التسوق دوراً مهماً، كوجهات تقدم للسكان والزوار مجموعة كبيرة من تجارب التجزئة الفريدة من نوعها.

وشهدت مراكز التسوق خلال موسم الصيف الحالي، زيادة في أعداد زوارها، وذلك نتيجة لما قدمته من عروض ترويجية، وأنشطة ترفيهية مميزة. وتحتضن مراكز التسوق في المدينة، العديد من الخيارات التي تقدم فرصاً رائعة للتسوق، وكذلك للتواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى العديد من المزايا».

إقبال العائلات

من جهته، قال تيموثي إيرنست مدير المجموعة، الفطيم مولز، والتي تشمل دبي فستيفال سيتي مول وفستيفال بلازا: «يقضي سكان دبي وزوارها، فترات أطول داخل مراكز التسوق التابعة لنا خلال فترة الصيف. لدينا دائماً إقبال كبير من العائلات المهتمة بقضاء الوقت معاً، لذا، يرحب الزوار بمفاهيم الترفيه التي نقدمها بشكل جيد.

وتماشياً مع استراتيجيتنا الرامية إلى التركيز على تقديم أفضل تجربة للعملاء، من خلال الترفيه ونمط الحياة، قمنا في وقت سابق من العام الحالي، بتقديم مجموعة من خيارات المأكولات والمشروبات الجديدة، بما في ذلك مقهى رينفورست المعروف عالمياً، ومطعم حاتم الإيراني، ومطعم أوبورتو الأسترالي، بالإضافة إلى مقهى كلايمينغ غوت روستري».

وأضاف قائلاً: «تحافظ مراكز التسوق على مكانتها، كوجهة مرغوبة لدى الجميع، سواء بهدف التسوق، أو تناول الطعام أو الترفيه العائلي، أو لمجرد التجربة الاجتماعية، فهي تخدم جميع هذه الأغراض. ومن خلال ابتكار تجربة مميزة، يمكننا ربط عملائنا بخيارات متنوعة للبيع بالتجزئة».

وتابع إيرنست: «إن الجمع بين التجزئة والترفيه، ليس أمراً جديداً، لكنه يظل بمثابة رد فعل على السلوك والطلب الموسمي للمستهلكين الذين يسعون إلى عيش لحظات مشتركة، وخوض تجارب فريدة من نوعها، لا سيما جيل الألفية، بالإضافة إلى فئات أخرى من المتسوقين. ويعني ذلك أن الغرض من زيارة مراكز التسوق يتغير، خاصةً في فصل الصيف، لتصبح هذه المراكز وجهات لصنع اللحظات السعيدة، والتجارب الاجتماعية، إلى جانب التسوق».

موسم العطلات

ومن ناحيته، قال عمر خوري الرئيس التنفيذي للضيافة والأصول، نخيل مولز، التي تدير ابن بطوطة مول، ونخيل مول على نخلة جميرا: «نشهد زيادة في الإقبال على مراكز التسوق التابعة لنا خلال فصل الصيف، حيث تبدأ العائلات في قضاء المزيد من الوقت معاً خلال موسم العطلات، وزيارة دور السينما، والمشاركة في الفعاليات التي تُقام داخل مراكز التسوق».

وأضاف: «نحن فخورون بأن مراكز التسوق التابعة لنا، تمتلك استراتيجيات تأجير قوية، تضمن تقديم تجارب مختلفة لخدمة الشرائح المتنوعة من الجمهور المستهدف.

فعلى سبيل المثال، يضم نخيل مول مجموعة متنوعة من مناطق اللعب الآمنة والصحية، مثل بريكوبيلانديا، وفابي لاند، وترامبو إكستريم، حيث يمكن لأولياء الأمور ترك أطفالهم والاستمتاع بالتسوق أو الترفيه. ونحن نؤمن بأن مناطق الجذب والمرافق الترفيهية، تكمل عروض التسوق، وتضيف منظوراً فريداً لتجارب المتسوقين».

وقال متحدث باسم إعمار، الشركة المسؤولة عن إدارة دبي مول ودبي مارينا مول، بالإضافة إلى عقارات أخرى كثيرة: «أثبتت مناطق الجذب ومتاجر التجزئة المتنوعة، شعبيتها بين سكان دبي وزوارها خلال موسم الصيف.

وشهدت نسخة هذا العام من مفاجآت صيف دبي، إقبالاً كبيراً من السكان والزوار، على حد سواء، في مختلف مراكز التسوق التابعة لإعمار. واستقبلت مراكز التسوق، العديد من الزوار الذين استمتعوا بوقتهم في المطاعم والمتاجر وأماكن الجذب كذلك.

وتسعى إعمار مولز، إلى المساهمة في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة، الرامية إلى ترسيخ مكانة دبي، كوجهة سياحية على مدار العام». واتفقت نسرين بستاني مديرة العلاقات العامة والاتصال المؤسسي لمركزي ميركاتو وتاون سنتر جميرا، مع نتائج هذه التقرير، مؤكدة أهمية ميركاتو «ليس فقط كمركز للتسوق، ولكن أيضاً كوجهة مجتمعية».

وقالت: «يزور معظم المتسوقين ميركاتو للاستمتاع بالتجربة الكاملة، والتسوق أيضاً. ونحن حريصون على التركيز على عامل الترفيه، عندما يتعلق الأمر بالحملات والفعاليات الرئيسة، مثل مفاجآت صيف دبي وموسم العودة إلى المدارس».

وأضافت بستاني: «تعد ورش العمل التثقيفية للأطفال، الخيار الأفضل للعائلات للترفيه عن أطفالهم أثناء قيامهم بالتسوق. وتعتبر المراكز الترفيهية في ميركاتو وتاون سنتر جميرا، مثل فن سيتي، وفوكس سينما، وأورانج ويلز، وجهات شهيرة، خاصة في ظل إجراءات الصحة والسلامة الصارمة التي نتبعها منذ بدء الجائحة الحالية، ولا نزال نعمل بها، وهو ما يعزز الثقة والأمان، والشعور بمتعة التسوق لدى زوارنا».

عودة العملاء

وفي ظل مجموعة متنوعة من الميزات التي تجذب انتباه العملاء، وتحافظ عليهم، وتحفز الإنفاق، فإن المساحات الرائعة والنظيفة والرحبة لمراكز التسوق، جنباً إلى جنب مع العروض الترويجية السنوية، والتخفيضات الموسعة، تعني أن مشهد التجزئة الفريد في دبي، سيواصل تلبية الاحتياجات الموسمية لكل زائر.

ومع استمرار المدينة في ترسيخ مكانتها كوجهة رئيسة للتسوق والترفيه طوال فترة الصيف، ستواصل مراكز التسوق الترحيب بعودة العملاء، مدعومة بمزيج من التسوق الآمن، والطلب على تجارب الترفيه العائلي، والخيارات الوفيرة للتواصل الاجتماعي.

وتسلط مفاجآت صيف دبي، التي تنظمها مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، الضوء على مدينة دبي، باعتبارها وجهة ممتعة وآمنة ومرحبة بالزوار من مختلف أنحاء العالم.

دور اجتماعي

سلط تقرير متخصص في مجال التجارة الإلكترونية، أعدته مؤسسة بيدرسون آند بارتنرز، الضوء أيضاً على الدور الاجتماعي الذي تقوم به مراكز التسوق. وتحت العنوان الفرعي «تجربة مراكز التسوق في الشرق الأوسط: وجدت لتبقى»، ينص التقرير على أنه: «سيواصل الأفراد والأزواج والعائلات والأصدقاء، زيارة مراكز التسوق، خاصةً في فصل الصيف، وذلك بغرض التسوق، وتناول الطعام، والترفيه، والتواصل مع أفراد المجتمع، مع احترام التباعد الاجتماعي في البيئات الكبيرة والمكيفة».