تتألق دولة الإمارات العربية المتحدة، بالعديد من المشاريع المعمارية، ومن بينها بيت الحكمة، مسجد الشارقة، ذا نيبيولا مسجد النور، ذا أوبس من أمنيات، جزيرة عين دبي بلازا بلوواترز، وهي بعض من أهم مشاريع تصاميم الإضاءة المعمارية البارزة، التي ستتنافس للحصول على الجائزة الكبرى، في حفل جوائز لايت ميدل إيست الثامن، هذا الأسبوع في دبي.

المشاريع الستة هي من بين قائمة مختصرة من 45 مشروعاً للتصفيات النهائية، تتنافس على ثماني فئات في برنامج الجوائز الأبرز في المنطقة، لتصاميم وتكنولوجيا الإضاءة، وقد تم اختيارهم من بين أكثر من 100 مشاركة، ما يشير إلى قوة القطاع في مواجهة جائحة عالمية، لم تتمكن من عرقلة الإنجاز الناجح لعشرات المشاريع ذات المستوى العالمي، في دولة الإمارات، على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية.

سيتم الاحتفال بالفائزين، وسط حضور مئات من المتخصصين في قطاع الإضاءة، خلال حفل ذي طابع غير رسمي، في ختام معرض لايت ميدل إيست في 30 سبتمبر، في صالة لوك ستوك أند باريل الخليج التجاري، الذي تم افتتاحه حديثاً.

تم اختيار بيت الحكمة، ومسجد الشارقة، ومسجد النور (المعروف أيضاً باسم مسجد قرقاش)، وذا نيبيولا، لفئتين في حفل هذا العام، ما يؤكد على أهمية هذه المشاريع لدى لجنة التحكيم المكونة من خمسة أعضاء.

جميع تلك المشاريع، بالإضافة إلى عين دبي بلازا بلوواترز آيلاند، وذا أوبس من أمنيات دبي، هي من بين المشاريع المتأهلة للتصفيات النهائية في فئة جديدة رئيسة، هي جائزة أفضل مشروع لتصميم الإضاءة لهذا العام، حيث تسلط هذه الفئة، الضوء على أهمية تصميم الإضاءة في نجاح مشروع بكامله.

تم تصميم الإضاءة الخاصة ببيت الحكمة في الشارقة، من قبل شركة دلتا لايت ديزاين، ومقرها دبي، كما تم إدراجها ضمن القائمة المختصرة لجائزة أفضل تصميم إضاءة لهذا العام، في أماكن العمل والتعليم والرعاية الصحية، وهي فئة جديدة أخرى في 2021.

خط القائمون على دار الحكمة، وهي مكتبة ومركز ثقافي عالي التقنية، للمشروع، رؤية طموحة، لتكون المفتاح في إعادة تصور دور المكتبات في حياة المجتمع في المستقبل. وفي ذات السياق، قال زياد فتوح، الشريك الإداري لشركة دلتا، إن الإضاءة اللازمة، تأخذ في الاعتبار عوامل النجاح الرئيسة، التي يجب أن تلتزم بها المكتبة والمركز الثقافي: الحكمة والثقة والشفافية.

قال فتوح: "بالنظر إلى ذلك، تم تطوير مفهوم إضاءة مبتكر، يهدف إلى دعم تلك الطبقة الأساسية من الشفافية، والتي تؤدي إلى تعزيز ثقة وحكمة الجيل الذي سيزور هذا المبنى المميز. يهدف تصميم الإضاءة، إلى إيجاد انطباع ليلي مثير للمبنى، مع إبراز شفافيته وإثارة الاهتمام، مع إبراز تعقيدات العمارة الفريدة. من ناحية أخرى، كان يهدف إلى تغيير كيفية تصور المرء للمبنى خارجياً وداخلياً، من خلال موازنة شدة الإضاءة الداخلية والخارجية، فضلاً عن إنشاء العديد من مشاهد الإضاءة". 

وفي دبي، يدخل ذا أوبس من أمنيات، والمقام في الخليج التجاري بدبي، إلى قائمة المرشحين المختصرة هذا العام، حيث يعمل مستشارو دي بي إيه للإضاءة، عن كثب، مع شركة زها حديد للهندسة المعمارية المشهورة عالمياً، في تطوير هذه الأعجوبة المعمارية، متعددة الاستخدامات.

وقال ديفيد مكنيل مدير عام في دي بي إيه، إن المشروع امتد لعدة سنوات، من الفكرة إلى المشروع النهائي، مروراً بالعديد من التحديات المثيرة للاهتمام، لإضاءة مثل هذه القطعة المعمارية الفريدة والمعقدة.

وأضاف ماكنيل: «كان التحدي الذي واجهته شركة دي بي إيه، هو تطوير مخطط إضاءة فريد ومثير للاهتمام، لتكملة وتعزيز البنية من الداخل والخارج. وكانت إحدى الاعتبارات الحاسمة في التصميم، هو التأكد من أن معدات الإضاءة لا تنتقص من شكل التدفق السلس الجميل للفراغ الداخلي أو تقوضه».

كانت لاعتبارات الصيانة والطاقة أهمية أيضاً، بالإضافة إلى البنية التحتية، وكذلك دمج الإضاءة في الواجهة بأناقة. وقال ماكنيل: "تعاونت دي بي إيه، بشكل وثيق، مع شركة زها حديد، لتطوير منتج فريد من نوعه، ليتم دمجه بسلاسة في واجهة الفراغ".

فخلال النهار، تعكس واجهة المبنى ما يحيط به، مثل منحوتة ضخمة بمرآة. وأثناء الليل، يتم تحويل الفراغ باستخدام 5,000 نقطة إضاءة إل إي دي، من فئة 1.5 واط، يمكن التحكم بها بشكل فردي، لتوفير إضاءة متطورة وديناميكية.

وأتاح استخدام أجهزة التحكم في الإضاءة من نوع دي إم إكس، إجراء تصميم فريد للمحتوى، باستخدام وحدات إل إي دي نقطية، كأداة إبداعية للرسم بالضوء، عبر الواجهة الداخلية الفارغة. 

كذلك تم إدراج ذا نيبيولا، المشروع المنفّذ عند مدخل منطقة دبي للتصميم، في القائمة المختصرة لفئة أفضل تصميم إضاءة للترفيه والاستجمام، حيث يضم ممشى، يمكن للزوار للسير من خلاله عبر منطقة دبي للتصميم، أسفل كرات معدنية ذات أسطح عاكسة، تعمل كالمشكال العلوي، تعكس تصميمات واجهة المباني.

وخلال الليل، تُبرِز الإضاءة، التي صممها استوديو مارك (والذي تم إدراجه أيضاً ضمن القائمة المختصرة لفئة جديدة أخرى، ضمن جوائز لايت ميدل إيست 2021، وهي جائزة أفضل مصمم حديث – شركة تصميم إضاءة حديثة)، الظلال لتقديم تفسير مختلف لتأثير المشكال.

وقالت كورتني مارك مدير عام التصميم، ومؤسس استوديو مارك، كان المشروع من أكثر المشاريع تحدياً وخصوصية، نظراً لأنه تم تصميمه وبناؤه وتركيبه وسط جائحة كوفيد 19.

وأضافت مارك: "كانت هذه واحدة من أكثر الفترات تحدياً من الناحية اللوجستية في التاريخ الحديث، فقد واجه المشروع العديد من التحديات، التي تتطلب إتقاناً ومهارة في تصميم الإضاءة، وشحن المعدات والخدمات اللوجستية".

كان المشروع بمثابة درس مهم في التعاون والتصميم الناجحَيّن لضمان أفضل نتيجة ممكنة للمشروع. حيث تعاون الفريق مع بعضه البعض منذ البداية وحتى البرمجة النهائية. يربط تصميم الإضاءة الناس بالمكان، كذلك يربطهم ببعضهم البعض. فعندما يلتقي الضوء بالناس أينما كانوا، يمكن لأشياء ساحرة أن تحدث.»

لايت ميدل إيست هو المعرض وبرنامج الجوائز ومؤتمر الإضاءة والتصميم والتكنولوجيا الأبرز في المنطقة، والذي يُقام في دورته الخامسة عشرة في الفترة من 28 إلى 30 سبتمبر في مركز دبي التجاري العالمي.

وستشهد دورة هذا العام مشاركة أكبر جناح ألماني على الإطلاق منذ 15 عاماً، إلى جانب الدول العارضة الأخرى مثل بيلاروسيا وفنلندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وبولندا وروسيا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات.

يتم تنظيم المعرض السنوي، إلى جانب حفل جوائز لايت ميدل إيست من قبل شركة ميسي فرانكفورت ميدل إيست، ويعود أيضاً مؤتمر ثينك لايت الذي يستمر ثلاثة أيام ويتناول أحدث التوجهات والتقنيات وفرص تصميم الإضاءة المعمارية في عالم ما بعد الوباء.

وقال ديشان إيزاك، مدير معرض أول – لايت ميدل إيست: «تعتبر جوائز لايت ميدل إيست ذات أهمية كبيرة هذا العام، حيث نحتفل بمشاريع الإضاءة والشخصيات التي تغلبت على أكبر التحديات خلال العام ونصف العام الماضيين.

فعلى الرغم من الجائحة العالمية، اجتمعت قطاعات تصميم الإضاءة والهندسة المعمارية والبناء وتعاونت وقدمت مشاريع رائعة حقاً، والهدف الوحيد من حفل توزيع الجوائز، في نهاية معرض لايت ميدل إيست، هو الاحتفال بالتميز والشركات التي تعمل وتُحدث فرقاً حقيقياً في قطاعنا.»