احتفل مجلس الإمارات للأبنية الخضراء بالأسبوع العالمي للأبنية الخضراء أخيراً مع إطلاق أول دراسة حالة من نوعها في دولة الإمارات لتقييم الكربون المتجسد في الأبنية، تحت رعاية القنصلية الملكية الدنماركية العامة بدبي وبالتعاون مع مجموعة ماجد الفطيم باعتباره أحد أبرز رعاة مركز تميز الأبنية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية التابع للمجلس.
ووجهت الدراسة تركيزها نحو «ماي سيتي سنتر مصدر»، وهو أول مركز تجاري تابع لمجموعة ماجد الفطيم في أبوظبي والخامس والعشرين في المنطقة. وحقق هذا المركز التجاري وفورات في انبعاثات الكربون المتجسد في الأبنية بنسبة 14% عبر استخدام المواد المستدامة. وساعد التغيير في اختيار المواد بالحد من الانبعاثات من 22180 طناً إلى 19120 طناً، ما يعادل انبعاثات 665 سيارة على الطرقات خلال عام واحد، وفقاً لحاسبة معادلة غازات الاحتباس الحراري لدى وكالة حماية البيئة الأمريكية.
وتشمل المواد الرئيسية التي راجعتها دراسة تقييم الكربون المتجسد في المركز التجاري الخرسانة والصلب والأخشاب ومواد العزل والزجاج والتشطيبات الداخلية على غرار الدهانات والطلاء والبلاط والسجاد والسيراميك والأرضيات والطوب. وكشفت دراسة تقييم الكربون المتجسد في الأبنية عن إمكانية تقليل 21% من الانبعاثات عند مراعاة استدامة المواد المستخدمة في البنية الأساسية للمبنى فقط، والتي تتكون من الخشب والخرسانة والصلب ومقارنة باستخدام الممارسات التقليدية في اختيار مواد البناء، انخفضت الانبعاثات الكربونية لكل متر مربع بنحو 420 كيلو جراماً من مكافئ ثاني أكسيد الكربون /متر مربع مقارنة بنحو 535 كيلو جراماً من مكافئ ثاني أكسيد الكربون /متر مربع.
وأطلق مجلس الإمارات للأبنية الخضراء في 2018 مركزاً لتميز الأبنية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية، ويمثل مؤسسة للدراسات والأبحاث ومسرعاً لجهود الوصول إلى أبنية بانبعاثات كربونية صفرية في دولة الإمارات، وذلك في إطار التزامه الجاد والمستمر بمشروع الانبعاثات الصفرية العالمي التابع للمجلس العالمي للأبنية الخضراء.
وقال علي الجاسم، رئيس مجلس إدارة «مجلس الإمارات للأبنية الخضراء»: تؤكد هذه الدراسة المبتكرة على إمكانية تقليل انبعاثات الكربون المتجسد في الأبنية من خلال تبنِي مواد البناء المستدامة منذ أولى مراحل تشييد المشاريع. وفي ضوء تركيز دولة الإمارات على اتخاذ إجراءات إيجابية للتصدي لتحديات التغير المناخي والوصول إلى أبنية بانبعاثات كربونية صفرية بحلول العالم 2050، سيساعد تقليل انبعاثات الكربون المتجسد في الأبنية خلال مرحلة البناء والتشييد في تحقيق أثر إيجابي واسع على البيئات العمرانية وتعزيز استدامتها. ونتائج هذه الدراسة ستدعم الجهود المبذولة لتحقيق انبعاثات صفرية للكربون المتجسد في الأبنية ضمن الأبنية والبنى التحتية وعمليات تجديد المباني.
وقالت حنان الغيوان، المستشار التجاري ورئيس الأبنية الخضراء والتنمية العمرانية، القنصلية الملكية الدنماركية العامة في دبي: تدرك الدنمارك ضرورة حشد جهود العالم للوصول إلى انبعاثات صفرية في كوكبنا بحلول 2050 لتلبية احتياجات المليارات من سكانه ومنحهم مستقبلاً أفضل، لذلك تشارك في تحالف الأبنية الخضراء والتنمية العمرانية في إطار جهودها الدبلوماسية للتصدي للقضايا المناخية المحلية، وتحرص على إجراء حوارات مفتوحة مع مجلس الإمارات للأبنية الخضراء لوضع بصمتها في مسيرة النمو الشامل والمستدام ضمن جميع البيئات العمرانية.
وقال الدكتور علي أميري، مدير المشاريع ورئيس الاستدامة في «رامبول»: «يقدم إطلاق هذه الدراسة فرصة قيِمة لإلقاء الضوء على موضوع حيوي يحدد أفضل الممارسات الممكنة لإدارة الكربون في المنطقة. ستشجع هذه الخطوة جميع الأطراف المعنية على تبني الممارسات الفضلى ضمن أصولهم العمرانية، وستساعد في تطوير معايير إقليمية تحدد مستهدفات تقليل الكربون المتجسد في أبنية المشاريع المستقبلية».
وأشار إبراهيم الزعبي الرئيس التنفيذي للاستدامة في شركة ماجد الفطيم القابضة: «نؤمن في ماجد الفطيم بأن إدراك التأثير الشامل لأبنيتنا هو أمر في غاية الأهمية وخطوة رئيسية لتحقيق التزامنا بأهداف «المحصلة الإيجابية» بحلول 2040. كما أن الحد من انبعاثاتنا الكربونية هو أحد أولوياتنا القصوى نظراً لوتيرة النمو والتطور التي تحققها أعمالنا وتوسعنا المستمر في المنطقة. ومن هذا المنطلق، حرصنا على تشييد «ماي سيتي سنتر مصدر»، وفقاً لأرقى معايير الاستدامة».