أكدت غرفة تجارة وصناعة الشارقة، على الدور الهام لمجالس الأعمال، وإسهاماتها الرائدة في تقوية علاقات الشراكات الاقتصادية بين مجتمعات الأعمال والمستثمرين، الذين يعدون ركيزة من ركائز التنمية المستدامة، التي تشهدها الدولة، وإمارة الشارقة على وجه الخصوص، مشددة على تفعيل دور المجالس، باعتبارها عصب مجتمع الأعمال في الدولة.

جاء ذلك، خلال فعاليات الملتقى الثالث لمجالس الأعمال، الذي نظمته الغرفة تحت شعار «بناء اقتصاد مستدام»، بحضور عبد الله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة الشارقة، وخالد المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، والشيخ سيف بن محمد القاسمي مدير هيئة الوقاية والسلامة بالشارقة، ومحمد أحمد أمين العوضي مدير عام غرفة الشارقة.

وحميد محمد بن سالم الأمين العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات، ومريم الشامسي مساعد المدير العام لقطاع خدمات الدعم بغرفة الشارقة، وفاطمة خليفة المقرب مدير إدارة العلاقات الدولية، وهبة المرزوقي نائب رئيس قسم مجالس الأعمال واللجان المشتركة بالغرفة، وعدد من المسؤولين في الدوائر الحكومية بالشارقة، والقطاع الخاص، وأعضاء مجالس الأعمال في الإمارة.

وشهد الملتقى، تنظيم جلسة حوارية، جمعت ممثلين عن قطاعات استثمارية متنوعة، فضلاً عن استعراض للمشهد الاقتصادي للشارقة، الذي يتسم بالتنوع، إلى جانب امتلاكها لـ 19 منطقة صناعية، تسهم بما يزيد على 33 % من الناتج الصناعي بدولة الإمارات، كما تضم غرفة الشارقة أكثر من 70 ألف عضو من مختلف القطاعات.

محرك للتنمية 

وأكد عبد الله سلطان العويس، أن غرفة الشارقة تهدف من وراء تنظيم هذا الملتقى، إلى تعزيز أواصر التعاون بين إمارة الشارقة مع الدول الصديقة والشقيقة، من خلال مجالس الأعمال، مشيراً إلى أهمية البناء الاقتصادي المستدام، حيث تمتلك إمارة الشارقة، خطة واضحة المعالم، رسمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قوامها إنشاء اقتصاد قوي، يعمل محركاً للتنمية المجتمعية والثقافية في الإمارة، لافتاً إلى أن عام 2020، والنصف الأول من العام الجاري، أثبتا مدى نجاعة فكرة الاقتصاد المستدام، الذي تتبناه الشارقة.

جلسة حوارية

وشارك بالجلسة الحوارية التي أدارتها علياء المنصوري، محمد البلوشي اختصاصي استثمار في وزارة الاقتصاد، وفهد شهيل الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة «بيئة»، والمهندس علي سعيد بوزنجال مدير إدارة التحول الرقمي في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وسلطان شطاف مدير إدارة المبيعات والتسويق بمركز إكسبو الشارقة، ولورديس إيزابيلو رئيسة مجلس العمل البرتغالي بالشارقة.

وأكد محمد البلوشي أن وزارة الاقتصاد، حددت 13 قطاعاً اقتصادياً، توفر فرصاً واعدة أمام حركة الاستثمار، ضمن رؤية الإمارات الساعية للتحول إلى اقتصاد المعرفة والرقمنة، تشمل الطاقة المتجددة.

وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقطاع التكنولوجيا المالية «الفنتك»، وأنشطة التكنولوجيا الزراعية، وأنشطة التعليم، وقطاع الترفيه ووسائط البث المباشر الترفيهية، وأنشطة السياحة الطبية والعلاجية، وسلسلة الإمداد، وقطاع أسواق التجزئة والتجارة الإلكترونية، وقطاع الرعاية الصحية، إضافة إلى القطاعات الاستراتيجية، مثل أنشطة التصنيع، وأنشطة اللوجستيات، وقطاع الفضاء.

اقتصاد أخضر

من جانبه، قال فهد شهيل، إن الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بالاقتصاد الأخضر والاستدامة البيئية، وتستهدف أن تكون رائدة في مجال إعادة تدوير المخلفات، وإنتاج الطاقة الكهربائية منها، وإمداد نحو 20 ألف من سكان مناطق الشارقة بها، مشيراً إلى أن «بيئة» تبحث دائماً عن شركاء استراتيجيين محليين ودوليين، كتلك الشراكة التي أنجزتها مع شركة «مصدر»، كاشفاً عن إنشاء أول مزرعة سولار بالشرق الأوسط في الشارقة.

تحدث علي بوزنجال عن جهود تطوير التعليم بالشارقة، ومساعدة الطلبة، من خلال دعم البحوث، وتوفير فرص زيارات للمؤسسات البحثية الدولية، لصقل قدراتهم، مؤكداً أن مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، يستهدف في مشاريعه المستقبلية، الربط بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، والمؤسسات التعليمية والأكاديمية، منوهاً بالجهود الحثيثة للاستفادة من النفايات، وتحويلها إلى مصدر للطاقة، في ظل مساعي دولة الإمارات لتنويع الاقتصاد.

وقال سلطان شطاف: تأثر مركز إكسبو الشارقة وقطاع المعارض، بجائحة «كوفيد 19»، مثلما تأثرت معظم القطاعات في العالم، وهو ما دفع المركز للتفكير في طرق مبتكرة، والاعتماد على الجمهور المحلي، بدلاً من الزوار الخارجيين، بسبب توقف حركة السفر لفترة طويلة، كما استند أيضاً على الدعم الحكومي لهذه الصناعة الهامة.

لافتاً إلى أن هذه الخطوات، نتج عنها نجاح حققه المركز في تنظيم عدد كبير من الفعاليات، التي استهدفت المستثمرين المحليين، وتحديداً قطاع تجارة التجزئة، ما أسهم في انتعاش حركة المبيعات، فضلاً عن طمأنة الجمهور، من خلال حرص المركز على تطبيق أقصى الإجراءات والتدابير الاحترازية، لافتاً إلى أن أجندة المركز، ستشهد تنظيم واستضافة العديد من المعارض المهمة.