شهدت مدينة دبي الصناعية، أمس، وضع حجر الأساس لمصنع «دوبات» لإعادة تدوير بطاريات الرصاص الحمضية، والمصنع الجديد يعتبر من أكبر المنشآت لإعادة التدوير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باستثمارات تصل إلى 110 ملايين درهم على مساحة 70 ألف قدم مربع، هو ثمرة للتعاون المشترك بين مجموعة ريجنسي لإدارة الشركات ومجموعة سي شو.

وضمن خطط التوسع للمستقبل لتشمل تصنيع بطاريات بشعار «اصنع في الإمارات»، ووضع حجر الأساس بحضور سعود أبو الشوارب، المدير العام لمدينة دبي الصناعية، وشمس الدين بن محيي الدين، رئيس مجلس إدارة دوبات، ومجموعة من المسؤولين ممثلي الجهات الحكومية وكبار الشخصيات، أعقبه تنظيم مؤتمر صحفي تم خلاله الكشف عن تفاصيل المصنع المزمع تشغيله بالكامل بحلول شهر يناير من العام 2023.

وشارك في المؤتمر الصحفي الدكتور عبد الله غازي المهري، مدير إدارة الشراكات والاستثمار في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وعلي إبراهيم، نائب المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، والمهندس ساعد العوضي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصناعة والصادرات، والمهندس عبد المجيد عبد العزيز سيفائي، مدير إدارة النفايات ببلدية دبي، وجياكومو سيفيتيلو، مؤسس ومدير مجموعة سيري الإيطالية.

شراكة القطاع الخاص

وقال عبد الله المهيري، مدير إدارة الشراكات والاستثمار في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة: المصنع الجديد فرصة جيدة للتعاون والشراكة مع القطاع الخاص في هذا الموضوع الحيوي، وذلك لإيجاد نظام يساعد على التعامل مع المواد الخطرة مثل الرصاص، فمن خلال مصانع إعادة التدوير المتطورة سنصنع نموذجاً مميزاً للتكنولوجيا النظيفة.

بنية تحتية قوية

وقال سعود أبو الشوارب، المدير العام لمدينة دبي الصناعية: «تسهم الأجندة الوطنية للاستدامة بدولة الإمارات في تحفيز تنمية الأعمال والمشاريع التي من شأنها تقليل الانبعاثات الكربونية عبر تطبيق الحلول المستدامة».

وأكد: «وانطلاقاً من دوره الجوهري في تعزيز جهود الاستدامة، فإننا نحرص على توفير بنية تحتية ووضع أطر عمل تسهم في تمكين أعمال إعادة تدوير المواد الخطرة مثل الرصاص والبلاستيك وتحويلها إلى منتجات قابلة لإعادة الاستخدام، وهو ما ينسجم مع توجيهات ورؤى قيادتنا الرشيدة لتحقيق مستقبل نظيف».

وأضاف: «سعداء بانضمام «دوبات» لمجمع أعمال المدينة الذي يضم مجموعة كبرى من مصانع إعادة التدوير المتطورة التي تتطبق الحلول الخضراء من أجل صناعة مستقبل أكثر استدامة للمنطقة».

شعار «اصنع في الإمارات»

وقال شمس الدين بن محيي الدين، رئيس مجلس إدارة دوبات في المؤتمر الصحفي: «إن دوبات هو استثمار تم استلهامه من سياسة الإمارات للاقتصاد الدائري وكذلك أهداف الاستدامة.

وقد تم إطلاق المشروع بالتنسيق مع الجهات والمؤسسات الحكومية المعنية مثل بلدية دبي، ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ووزارة التغير المناخي والبيئة، وعند إنجاز المشروع، وسنعمل من خلال المنشأة على إعادة التدوير وإدارة النفايات لبطاريات الرصاص الحمضية، وبالتالي تعزيز الجهود للحد من انبعاثات الكربون وتغير المناخ».

وأضاف شمس الدين بن محيي الدين: «نحن نخطط لمضاعفة قدرتنا الاستيعابية لإعادة التدوير في غضون عام من إنتاجنا التجاري، وقد تم تأسيس المصنع مع الأخذ بالحسبان إمكانية التوسع لاحقاً. وتتمثل خطتنا المستقبلية في تأسيس مصنع لإنتاج بطاريات الرصاص الحمضية خلال العامين المقبلين كجزء من التكامل الرأسي والتوسع، كما أننا نعتزم إنتاج بطاريات تحمل شعار اصنع في الإمارات».

أكبر منشأة في المنطقة 

ويقام المصنع باستثمار يبلغ 110 ملايين درهم على مساحة 70 ألف قدم مربع ضمن مساحة إجمالية أوسع تصل إلى 154000 قدم مربع لتلائم خطط التوسع المستقبلية للمصنع، والتي تم رصدها لتتماشى مع سياسة دولة الإمارات للاقتصاد الدائري وكذلك تحقيق أهداف الاستدامة من خلال تحويل البطاريات المستعملة إلى سبائك من الرصاص ورقائق بلاستيكية لتوريدها للشركات المصنعة للبطاريات لإعادة استخدامها.

ويضم المصنع كسارة بسعة 10 أطنان في الساعة، ومصهراً بسعة 4 أمتار مكعبة، و 4 غلايات للتكرير. فيما تصل السعة الأولية للمصنع لإعادة التدوير ما يصل إلى 25000 طن متري من بطاريات الرصاص الحمضية المستعملة سنوياً، وإنتاج 14000 طن من سبائك الرصاص، و 1750 طناً من الرقائق البلاستيكية .

والتي سيتم بيعها لمصنعي البطاريات والقطاعات الطبية والصناعية وكذلك المتعلقة بصيد الأسماك. وهذا يمثل إعادة تدوير حوالي 35% من بطاريات الرصاص الحمضية الخردة المتوفرة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وللعلم، فإن المعدات والآلات والتقنيات المستخدمة في المصنع هي من شركة فيب سبا FIB SPA، وهي تابعة لمجموعة سيري الإيطالية، الرائدة في تقنية إعادة تدوير البطاريات ولديها خبرة في إنشاء العديد من المصانع في جميع أنحاء العالم. 

وقال حاشق بانديكادافاث، مدير دوبات: «أظهرت نتائج دراسة أجريناها أن دولة الإمارات العربية المتحدة تنتج ما يقرب من 6000 طن متري من البطاريات شهرياً، ويتم تصدير جزء منها وهو ما يشير إلى حجم الفرص الاقتصادية الكبيرة الكامنة لممارسات معالجة البطاريات والأعمال ذات الصلة».

وأضاف قائلاً: «تأتي أهمية إقامة المصنع في الحاجة الملحة للتعامل مع الحجم الضخم للبطاريات في أسواق الإمارات والمنطقة ولا سيما مع تركز الجهود والمساعي الحكومية على محاور تدعم الاستدامة وتواكب الجهود العالمة لمواجهة تحديات التغيير المناخي وحماية البيئة، ولا شك أن دوبات ملتزمة باتباع أفضل الممارسات الصناعية لضمان إعادة تدوير البطاريات بأكثر الطرق أمانًا للحفاظ على البيئة».

وأوضح قائلاً: «نهدف إلى تقليل البطاريات المعاد استخدامها بشكل غير فعال من خلال الحصول عليها من السوق المحلي، وكذلك التعاون مع كبار تجار البطاريات والخردة والسيارات والكراجات والجهات الحكومية المعنية. كما نسعى إلى الحصول على دعم جميع الأطراف المعنية، والشركاء، ووسائل الإعلام، والجمهور للمساهمة في هذه المبادرة النظيفة الخضراء».

وتبحث المجموعة أيضاً إمكانية عقد شراكة تكنولوجية مع FAAM Italy، التابعة لمجموعة سيري الإيطالية، لتصنيع بطاريات ليثيوم أيون متطورة جديدة لتشغيل المركبات الكهربائية وغيرها من التطبيقات. علماً بأن شريك دوبات التكنولوجي هو SERI SRL الرائدة في إعادة تدوير البطاريات وتصنيع بطاريات ليثيوم أيون.