رسخت الإمارات بقيادة المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، موقعها لاعباً رئيسياً عالمياً في قطاع الطاقة. ومنذ أن تولى المغفور له الشيخ خليفة رئاسة المجلس الأعلى للبترول، حدثت عملية تطوير هائلة للمنشآت النفطية والبتروكيماوية وفق خطة مدروسة طويلة الأمد.
ومن خلال إطلاق سلسلة من مشاريع النفط والغاز الكبرى، مضت الإمارات بقيادته في تطوير قدراتها في المجالات والقطاعات كافة، وفق استراتيجية متكاملة استندت إلى الركائز الصلبة التي أرساها الوالد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه من الرعيل الأول، الذين أسهموا في بناء الدولة ومؤسساتها.
حوار عالمي
وتشكل الإمارات اليوم واحدة من أهم الوجهات الرئيسة التي تقود الحوار العالمي حول مستقبل الطاقة وقطاع النفط والغاز ومشتقاته، ويرسم «المجلس الأعلى للبترول» في أبوظبي مستقبل الطاقة محلياً وعالمياً، وعلى أرض الإمارات تنعقد المعارض والمؤتمرات العالمية بمشاركة آلاف الشركات الفاعلة في القطاع عالمياً التي تحدد مستقبل الطاقة في العالم.
وتعد الدولة من أسرع وأكبر دول العالم ضخاً للاستثمارات الضخمة في مجال الطاقة وخاصة النفط والغاز بهدف زيادة إنتاجها لتأمين مصادر طاقة مستدامة وموثوق بها لدول العالم، وتمتلك الدولة خبرات كبيرة ومتنوعة في قطاع الطاقة التقليدية والمتجددة، وأصبحت المقر الرئيس الأفضل لكبريات الشركات العالمية العاملة في قطاع الطاقة بسبب حسن وعدالة امتيازاتها وتسهيلاتها الكثيرة للمستثمرين الأجانب.
وتنافس الإمارات على مكانة سابع أكبر منتج للنفط في العالم بإنتاج وصل إلى 4 ملايين طن عام 2020 وعاشر أكبر منتج للغاز في العالم، لم تكن تحقق هذه المكانة الفريدة في قطاع الطاقة لولا دعم القيادة الرشيدة الكبير لقطاع الطاقة وتعهدها بالمتابعة الحثيثة لجميع مشاريعه.
نجاح
وسجلت الإمارات نجاحاً لافتاً في استثمار عائدات النفط باعتباره عموداً فقرياً وممكّناً أساسياً للاقتصاد، وضمان التنمية المستدامة الشاملة. ولعبت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، دوراً رئيسياً في ترسيخ مكانة الإمارات الرائدة في قطاع الطاقة، وعززت من خبراتها وقدراتها التي اكتسبتها في هذا القطاع.
وتواصل «أدنوك» جهودها الرامية إلى إحداث نقلة نوعية في مختلف أعمالها، لتحقيق قيمة مستدامة من موارد أبوظبي الهيدروكربونية، استناداً إلى ركائز صلبة تشمل الاستثمار في الكوادر البشرية المواطنة، وتعزيز العائد الاقتصادي والربحية، والنشاط التجاري، والارتقاء بالأداء، ورفع الكفاءة وزيادة المرونة.
استثمارات
وتم اعتماد خطة عمل لـ «أدنوك» لزيادة استثماراتها الرأسمالية إلى 466 مليار درهم (127 مليار دولار) حتى 2026، ما سيمكن الشركة من المضي قدماً في تنفيذ خططها لزيادة سعتها الإنتاجية من النفط الخام، وتطوير وتوسعة محفظة أعمالها في مجال التكرير والتصنيع والتسويق والبتروكيماويات، إضافة إلى تحقيق أهدافها الطموحة في مجال إنتاج الوقود منخفض الكربون والطاقة النظيفة.
وتماشياً مع خطة زيادة استثماراتها الرأسمالية، تهدف «أدنوك» إلى إعادة توجيه أكثر من 160 مليار درهم (43.6 مليار دولار) إلى الاقتصاد المحلي خلال الفترة حتى 2026، من خلال برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة للمساهمة في تحفيز النمو والتنوع الاقتصادي لدعم أهداف «مبادئ الخمسين»، التي ترسم خريطة طريق للنمو الاقتصادي المستدام للخمسين عاما المقبلة.
وتركز الشركة على مواكبة قطاع الطاقة للتطورات النوعية التكنولوجية المتسارعة، التي أصبحت تلعب دوراً محورياً في صياغة المستقبل، وتوفر فرصاً مهمة يجب توظيفها بالشكل الأمثل لتعود فوائدها على البشرية كلها.
نقلة نوعية
وحقق قطاعا النفط والغاز نقلة نوعية في الإنتاج والتصنيع. وبدعم من اكتشافات هائلة، عززت الإمارات مكانتها في قائمة أكبر بلدان العالم امتلاكاً لاحتياطيات النفط والغاز. ووفق بيانات عالمية ومحلية، قفزت الإمارات في ترتيب قائمة الدول التي تملك أعلى احتياطات نفطية، بفضل اكتشافات هائلة وتقدم عمليات التنقيب وإقبال المستثمرين الأجانب.
وكان المجلس الأعلى للبترول في الإمارات قد أعلن عن اكتشافات جديدة لموارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخلاص في مناطق برية تقدر كمياتها بحوالي 22 مليار برميل من النفط. وشمل الكشف زيادة في احتياطيات النفط التقليدية بمقدار ملياري برميل من النفط، ليصعد الإجمالي المؤكد إلى 107 مليارات برميل، ما يضعها في المركز الخامس على مستوى العالم.
ويأتي هذا التطور في صناعة الطاقة في الإمارات، بعد أن اكتشفت البلاد النفط الخام في «حقل باب» عام 1958 بعد عملية بحث واسعة النطاق استمرت 30 عاماً. وتم الانتهاء من تطوير الحقل الذي يعرف أيضاً باسم «مربان 3» في عام 1960، ليبدأ بعدها إنتاج النفط الخام.
احتياطيات
وكشفت «أدنوك» مؤخراً عن ارتفاع حجم احتياطياتها من النفط بنحو 4 مليارات برميل، ما يعزز مكانتها بوصفها سادس أكبر دولة عالمياً تمتلك احتياطيات نفطية. وحتى نهاية 2020، كانت الإمارات تمتلك نحو 97.80 مليار برميل من الاحتياطيات المؤكدة من النفط. وتُشكّل بذلك احتياطيات الإمارات النفطية نحو 8.2% من إجمالي احتياطيات منظمة «أوبك» بأكملها؛ لتشغل المرتبة السادسة بين الدول الأكثر امتلاكًا لاحتياطيات الخام.
صدارة
وبحسب المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، وصل احتياطي الإمارات من النفط الخام إلى أكثر من 107 مليارات برميل بنهاية 2020، وأول 2021، مقابل 105 مليارات برميل بنهاية 2019 وأول 2020، بزيادة ملياري برميل وبنسبة زيادة بلغت 2% تقريباً.
وكشف المركز أن احتياطي الإمارات من الغاز الطبيعي بلغ بنهاية 2020 وأوائل 2021، أكثر من 7 تريليونات و730 مليار متر مكعب، مقابل 6 تريليونات و91 مليار متر مكعب بنهاية 2019 وأول 2020، بزيادة تريليون و639 مليار متر مكعب، وبنسبة نمو بلغت أكثر من 27% تقريباً.
وبيّن المركز أن الطاقة التصميمية لمصافي تكرير النفط في الدولة، ارتفعت إلى مليون و272 ألف برميل يومياً بنهاية 2020، مقابل 690 ألف برميل يومياً خلال الفترة من 2010 إلى 2012، وهو ما يرجع بشكل أساسي إلى مضاعفة الطاقة التكريرية لـ «مصفاة الرويس»، من 400 ألف إلى 817 ألف برميل يومياً، بينما ارتفعت طاقة التكرير في «مصفاة جبل علي» من 120 ألفاً إلى 210 آلاف برميل يومياً، خلال الفترة نفسها، وارتفعت طاقة التكرير في الفجيرة من 85 ألفاً إلى 160 ألفاً، في حين استقرت من أبوظبي (مصفاة أم النار سابقاً) عند 85 ألف برميل يومياً، خلال الفترة نفسها.
وأوضح أن إجمالي إنتاج الإمارات من الغاز الطبيعي بلغ خلال 2020 نحو 109 مليارات و29 مليون متر مكعب، ما يضع الإمارات، ضمن الدول الكبرى المنتجة للغاز الطبيعي، مشيراً إلى أن صادرات وإعادة تصدير الدولة من الغاز الطبيعي بلغت ثمانية مليارات و766 مليون متر مكعب عام 2020.
وتصدّر بنزين السيارات قائمة مبيعات الشركات الوطنية من المنتجات النفطية المكررة في 2020 ليصل إلى 6 ملايين و741 ألف طن متري، يليه وقود الطائرات والـ«كيروسين» بإجمالي أربعة ملايين و438 ألف طن متري، ثم زيت الغاز والديزل بإجمالي مليونين و741 ألف طن متري.
مسار صعودي
وسلك إنتاج النفط في الإمارات مسارًا صعوديًا منذ 2009، عندما كان يبلغ 2.25 مليون برميل يومياً، قبل أن يتجاوز حاجز الـ 3 ملايين برميل يوميًا عام 2019، حسب بيانات «أوبك».
وتشير تقديرات مجلة النفط والغاز الأمريكية إلى أن الإمارات تستحوذ على سابع أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط في العالم، عند 98 مليار برميل حتى نهاية يناير 2020. وبحسب المجلة، فإن أغلب الاحتياطيات النفطية يتركز في أبوظبي، أو ما يعادل 96% تقريباً من إجمالي الاحتياطيات النفطية في البلاد، بينما تتوزع الـ 4% المتبقية من احتياطيات الخام في الإمارات الـ 6 الأخرى، مع تصدُّر دبي هذه القائمة باستحواذها على نحو 2 مليار برميل من النفط الخام. وتمثّل احتياطيات الإمارات النفطية ما يقرب من 6% من إجمالي احتياطيات النفط المؤكدة في جميع أنحاء العالم.
إمدادات قياسية
وسجل إجمالي إنتاج الإمارات من النفط الخام 992.23 مليون برميل خلال 2021، لتواصل الدولة التأكيد على مكانتها في أسواق النفط، وحرصها على سلامة الإمدادات العالمية. ويأتي إنتاج النفط الإماراتي بالعام الماضي بعد إمدادات قياسية بمقدار 1.02 مليار برميل في 2020، رغم تحديات جائحة «كورونا». ارتفع إنتاج الإمارات من النفط الخام في ديسمبر الماضي إلى 2.88 مليون برميل يومياً، بزيادة 28 ألف برميل يومياً عن الشهر السابق.
وتعد مستويات الإنتاج اليومي الحالية للإمارات هي الأعلى منذ أبريل 2020، إذ بدأت الدولة بعدها الالتزام بخطط خفض الإنتاج ضمن اتفاق «أوبك+»، اعتباراً من مايو 2020. وبالنسبة لإجمالي الإنتاج الشهري، أنتجت الدولة نحو 89.28 مليون برميل في ديسمبر، مقارنة مع 85.56 مليون برميل في الشهر السابق.
زيادة الاحتياطيات
أعلنت الإمارات أواخر العام الماضي عن زيادة كبيرة في احتياطيات النفط والغاز الطبيعي، تشمل 4 مليارات برميل نفط و16 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز.
وبهذه الزيادة تصل الاحتياطيات الوطنية للإمارات من الموارد الهيدروكربونية إلى 111 مليار برميل نفط مكافئ و289 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي، مما يعزز مكانتها في المركز السادس عالمياً في قائمة الدول التي تملك أعلى احتياطيات نفطية، والمركز السابع في قائمة الدول التي تملك أكبر احتياطيات للغاز الطبيعي، ويسهم في ترسيخ مكانتها مورداً عالمياً موثوقاً للطاقة.