قال أحمد الخاجة المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، إن استئناف حركة السفر في دولة الإمارات وحول العالم أسهم في زيادة معدلات الإنفاق على قطاع الرفاهية والمنتجات الراقية في دبي، لافتاً إلى أنه تم تصنيف الإمارة على أنها الوجهة الأكثر شعبية في العالم لعام 2022 وفقاً لجوائز اختيار المسافرين 2022 من «Tripadvisor».
وأكد الخاجة في حوار مع وكالة أنباء الإمارات «وام»، أن من بين أهم العوامل التي كان لها الأثر الواضح في انتعاش هذا القطاع استضافة «إكسبو 2020 دبي» وجدول الفعاليات السنوي الحافل في دبي، إضافة إلى تنظيم الدولة لأنجح حملات التطعيم ضد فيروس «كوفيد 19» حول العالم، ما شكل سبباً رئيساً في التعافي السريع لدولة الإمارات من تأثيرات الجائحة.
وبالتالي تعزيز مكانة دبي كوجهة مفضلة للمسافرين من شتى أنحاء العالم، منوهاً بأن تدفق الزوار عزز في انتعاش قطاع السياحة النابض بالحياة في الدولة، وكذلك قطاع الرفاهية وبالأخص تسوق العلامات التجارية العالمية الراقية.
وأضاف، أن قطاع السفر يتميز بأهميته الواضحة، حيث إنه من أكبر وأهم القطاعات الديناميكية غير النفطية على مستوى العالم.. ونظراً لكونه من الركائز الأساسية للاقتصادات العالمية فقد كان من أكثر القطاعات تضرراً وأسرعها عودة لمستويات ما قبل الجائحة العالمية.. فبعد عامين على بداية الجائحة نجد أن قطاع السفر يشهد حالياً عودة قوية في الأسواق الرئيسة في جميع أنحاء العالم، بل عادت أنشطته إلى مستويات ما قبل الجائحة، وتجاوزتها في بعض الحالات، وبالتالي أثر بشكل كبير على قطاع السياحة، الذي شهد بدوره تعافياً ونمواً ملحوظاً.
وأشار إلى الارتباط الوثيق بين قطاع السفر وتسوق العلامات التجارية الراقية، حيث إن علاقة الازدهار بينهما طردية، موضحاً أنه على الرغم من تأثر سوق المنتجات الراقية خلال الجائحة كحال قطاع السفر نتيجة انخفاض الطلب بشكل حاد وسط تغير سلوك الشراء لدى المستهلكين إلا أن قطاع الرفاهية اليوم يبدي مؤشرات قوية نحو الانتعاش والتعافي.
وقال الخاجة: «نجد على سبيل المثال أن دار المجوهرات الفاخرة «كارتييه» أعلنت في يناير الماضي عن زيادة بنسبة 30 % في مبيعاتها العالمية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021 مقارنة بالربع الأخير من عام 2020، في حين حققت دار الأزياء الإيطالية «برادا» أرباحاً أعلى 8 % هذا العام مقارنة بما كانت عليه المبيعات في 2019 قبل انتشار الجائحة..
فيما كشفت كل من «لوي فيتون» و«ديور» و«بي إم دبليو» في منتصف يناير الماضي عن مبيعاتها التي تجاوزت تلك التي سجلتها عام 2020 بل وفاقت حجم المبيعات فيما قبل الجائحة..
بينما أشارت الأرقام إلى أن العلامات التجارية الكلاسيكية في مجال الساعات الفاخرة والمجوهرات والحقائب الكلاسيكية والحصرية مثل حقائب «هيرميس بيركين» لم تفقد وتيرة المبيعات القوية طوال فترة الجائحة أي أن سوق المنتجات الراقية تمكن من مواجهة تبعات الجائحة بكل مرونة».
وجهة عالمية
ونوّه بالتقرير الذي أصدرته «ماكنزي آند كومباني»-شركة الاستشارات الإدارية العالمية- مؤخراً وأشارت فيه إلى أن الانتعاش التدريجي في قطاع السفر الدولي سيؤدي إلى مزيد من الازدهار في وجهات وأنشطة التسوق الراقي حول العالم، مؤكداً أن دبي تعتبر من وجهات الرفاهية والموضة الأولى في العالم.
حيث أصبح اسمها اليوم مرادفاً للعلامات التجارية الراقية وقطاع المنتجات الفاخرة سريعة النمو خاصة مع تزايد عدد العلامات التجارية الرائدة التي انتشرت بمتاجرها الرئيسة في جميع أنحاء الإمارة.
وذكر أن مدينة دبي باتت وجهة للعديد من الفعاليات البارزة مثل معرض«Louis Vuitton, SEE LV Exhibition» وإطلاق تعاون «Jimmy Choo x Mugler»، إضافة إلى الفعاليات الأخرى التي تنشط في قطاع الرفاهية والتسوق ومنها «أسبوع الموضة الدولي في دبي» و«مهرجان دبي للتسوق» الذي يعد أكبر وأطول مهرجانات التسوق استمرارية في العالم، ويستمر لمدة شهر ويقام بين ديسمبر ويناير من كل عام.
وقال أحمد الخاجة المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة: «لا شك في أن الجائحة وتبعاتها على مدار العامين الماضيين أحدثت تغيراً جذرياً في أسسنا الحياتية وطرق وأساليب وتوجهات تسوق المنتجات الراقية والفاخرة حول العالم..
ولكنْ قطاعا السفر والتسوق الراقي لم يندثرا كما كان الظن بل أثبتا مدى أهميتهما في حياتنا أكثر من أي وقت مضى.. ولذلك وبعد حقبة من التحولات الهائلة ليس من المستغرب أن يخرج قطاع الرفاهية من هذه الأزمة وهو أقوى تمسكاً بغاياته وأكثر ديناميكية من أي وقت مضى».