أكد تقرير معرفي أصدرته مؤسسة القمة العالمية للحكومات أن الوقت الحالي هو الأنسب للحكومات لقيادة التحول في قطاع الرعاية الصحية، خصوصا بعدما كشفت جائحة كوفيد-19 عن جاهزية العديد من الحكومات في العالم لبذل جهود استثنائية في حماية صحة شعوبها والتصدي للجائحة، ما أكد أهمية دور الحكومات في استمرارية تطوير قطاع الرعاية الصحية، وضرورة عملها على بناء سياسات جديدة ومبتكرة في الرعاية الصحية.

وأوضح التقرير - الذي أَعدته المؤسسة بالشراكة مع شركة "كيه بي إم جي" – KPMG، بعنوان: "أبطال التغيير: كيف يمكن للحكومات أن تقود التحول في قطاع الرعاية الصحية" - أن جائحة "كوفيد – 19" أعطت الحكومات منظورا جديداً لتعزيز الجاهزية لتحديات المستقبل، وقال إن الجائحة كشفت عن تحديات التحول في النظم الصحية على مستوى العالم وأهمية تنسيق استجابة الحكومات، وتعزيز شراكات القطاعين الحكومي والخاص، وأبرزت تجارب ريادية لعدد من الحكومات التي تمكنت من تبني سياسات ديناميكية وخطط إبداعية لرسم طريق الخروج من هذه الجائحة.

وأكد محمد يوسف الشرهان، نائب مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، أن القمة رسخت مكانتها منصة عالمية للحكومات الساعية إلى الارتقاء بمستوى أدائها وبناء مستقبل أفضل لشعوبها، من خلال دورها الفاعل والمحوري في تمكين الحكومات وتعزيز جاهزيتها للمستقبل، وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات ما يسهم في تحسين حياة الناس والمجتمعات البشرية.

وقال إن تقرير "أبطال التغيير: كيف يمكن للحكومات أن تقود التحول في قطاع الرعاية الصحية"، الذي أطلقته المؤسسة بالشراكة مع "كي بي إم جي"، يشكل أداة معرفية تدعم جهود الحكومات في مواصلة تطوير قطاع الرعاية الصحية ويسلط الضوء على أهمية تعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص وتبني سياسات وخطط أكثر فاعلية لبناء منظومة الرعاية الصحية وتأمين أفضل الخدمات لصحة المجتمع.

من جهته، أكد أحمد فياز، رئيس استشارات الرعاية الصحية، في"كي بي إم جي"، الخليج الأدنى، أن كوفيد-19 فرض الحاجة إلى التحول في الأنظمة الصحية على مستوى العالم، وأن للحكومات دور بارز في تشكيل وتقديم التحول في مجال الرعاية الصحية بعد أن تمكنت من قيادة الطريق للخروج من هذه الأزمة.

وقال : " أظهر الابتكار والإبداع والموارد دورها في تحقيق التحول في الرعاية الصحية عندما يتم دمجها مع القيادة الصحيحة والمناسبة علماً أن هناك تحديات كبيرة في معظم الأنظمة الصحية، إلا أن الديناميكيات وأصحاب المصلحة والبنية التحتية لا يسمحون بمخطط واحد يناسب الجميع لذلك، يقدم هذا التقرير الشامل نهجا يمكن لكل حكومة تفسيره وفقًا لظروفها واحتياجاتها وقدراتها ومواردها التي تتمتع بها".

وتطرق التقرير، إلى 8 مبادئ مهمة على الحكومات الاستناد عليها في بناء سياسات الرعاية الصحية الخاصة بها، تتمثل في ضمان التغطية الشاملة لتأمين أفضل الخدمات لصحة المجتمع وبناء منظومة الرعاية الصحية التي تركز على المريض، ومنح المرضى الفرصة للمشاركة في تقرير سبل الحفاظ على صحتهم وشكل الرعاية الصحية التي يتطلعون إليها، وزيادة كفاءة مقدمي الخدمات، وبناء أنظمة تتسم بالمرونة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، والتحليل الآمن والموثوق للبيانات، ووجود سلاسل إمداد قوية، والاستثمار في موظفي الرعاية الصحية، وإعادة التفكير في استراتيجيات الاستثمار الوطنية وإنتاجية القوى العاملة، وبناء قدرات الموظفين وتعزيز المهارات والموارد وتسخير التكنولوجيا لتحسين صحة الأفراد، ووضع خطط ذات رؤية مستقبلية تعتمد على التكنولوجيا الرقمية في إيجاد حلول لتحديات الرعاية الصحية.

وأوضح التقرير أن الجائحة عززت فكرة شراكة الحكومات والقطاع الخاص في الرعاية الصحية، من خلال تولي الحكومات أدوارا قيادية في التحول وتوفير قواعد واضحة وتشجيع التعاون، وتولي القطاع الخاص مسؤولية ابتكار حلول الرعاية الصحية وتنفيذها من خلال استقطاب المبتكرين والباحثين والمستثمرين والمطورين والمنظمين وواضعي السياسات والمستخدمين لخدمة المجتمع.

وأشار التقرير الى أن الحكومات ستصبح شريكا ومحفزا أساسيا في التحول من خلال تمكين للابتكار واعتماد سياسات المرونة التنظيمية ودعم الشركاء والاستثمار في الأفراد وفي التكنولوجيا الرقمية لتقديم خدمات بتكلفة أقل.

وأكد أن الحكومات يجب أن تعمل على إشراك المجتمع في تحديد مبادئ مفصلة لأنظمة الرعاية الصحية، والعمل على تنمية الخدمات المتخصصة في المجتمع بدعم من الاستشاريين عن بعد والتشخيص في نقاط الرعاية، وتصميم عيادات تخصصية للأمراض والاستثمار في المقاربات غير الطبية لتشجيع العادات الصحية في المجتمع".

وأوصى التقرير بوجوب تمكين المرضى من حلول الرعاية الذاتية من خلال التكنولوجيا الرقمية، وإعطاء الأولوية لصوت المريض في التدريب السريري، مؤكدا أن الفترة الحالية تمثل الوقت الأنسب للحكومات لقيادة التحول في قطاع الرعاية الصحية وتسخير الأهداف والموارد لإنشاء أنظمة رعاية صحية تركز على دعم جميع أفراد المجتمع وتحسين صحتهم الجسدية والنفسية.

وركزت القمة العالمية للحكومات منذ إطلاقها، على تشكيل واستشراف حكومات المستقبل وبناء مستقبلٍ أفضل للبشرية، وساهمت في تأسيس منظومة جديدة للشراكات الدولية القائمة على إلهام واستشراف حكومات المستقبل.

ويمكن الاطلاع على النسخة الكاملة لتقرير " أبطال التغيير: كيف يمكن للحكومات أن تقود التحول في قطاع الرعاية الصحية" عبر الرابط الإلكتروني:
https://www.worldgovernmentsummit.org/ar .