توقع معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية أن تتجاوز التجارة الخارجية غير النفطية للدولة تريليوني درهم بنهاية العام الجاري استناداً لما حققته خلال الربع الأول من العام بقيمة 527.5 مليار درهم.

ولفت معاليه خلال حوار مع وكالة أنباء الإمارات "وام" إلى أن هذه الأرقام تعكس الرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة والجهود المستمرة لمواصلة النمو في القطاع التجاري والاقتصادي للدولة.

و قال معاليه:" أبارك للعاملين في قطاع التجارة الخارجية ما تم تحقيقه من إنجاز يتحقق للمرة الأولى وذلك بتجاوز نصف تريليون درهم وأوضح أن هذه البيانات تؤكد مكانة الإمارات مركزا لوجستيا للتجارة والاقتصاد الإقليمي والعالمي.

وبين أن الإمارات تتبنى استراتيجية طموحة لتعزيز تجارتها الخارجية في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة للدفع بعجلة النمو الاقتصادي نحو حقبة جديدة من النمو والازدهار، وبما يلبي متطلبات المرحلة المقبلة في المسيرة التنموية للدولة، ويحقق مستهدفات الدولة في تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني وترسيخ المكانة التجارية الرائدة للإمارات.

و أشار وزير الدولة للتجارة الخارجية إلى أن نمو التجارة الخارجية يأتي ضمن نتائج الجهود المكثفة والتكاملية التي بذلتها حكومة الإمارات خلال العامين الماضيين خاصة في قطاع التجارة الخارجية ومشاريع الخمسين واتفاقيات الشراكة الشاملة وتعزيز القطاع الصناعي والعمل على فتح أسواق جديدة.

و نوه إلى أن الصادرات الوطنية بلغت 91 مليار درهم بنمو قارب 18% خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مؤكداً أن هناك مضاعفة للصادرات الوطنية خلال السنوات الخمس الأخيرة من العام 2017-2022، مع تعزيز قطاع الصناعة المحلية.

و أوضح الزيودي أن واردات الدولة من السلع غير النفطية خلال الربع الأول بلغت 292 مليار درهم بنمو 25%، فيما بلغت قيمة إعادة التصدير 144 مليار درهم بنمو 19%، منوهاً إلى أن جهود الدولة على المستويين السياسي والاقتصادي تؤتي ثمارها ممثلة في معدلات نمو التبادل التجاري مع الشركاء.

وقال إن قائمة أبرز الشركاء التجاريين مع الدولة خلال الربع الأول تضمنت الصين و الهند والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية والعراق وسويسرا وتركيا واليابان وبنسب نمو كبيرة مقارنة بحجم التبادل التجاري للربع الأأول من العام الماضي.. وشملت قائمة أهم السلع بالتجارة الخارجية غير النفطية الذهب والألماس وأجهزة الهاتف والزيوت المعدنية والحلي والمجوهرات والسيارات.

و بشأن الاستثمارات المباشرة للدولة أشار إلى أن الإمارات حققت العام الماضي نمواً في الاستثمارات المباشرة بنسبة تقارب 4%، متوقعاً مواصلة الريادة الإماراتية في جذب الاستثمارات واستقطاب الشركات العالمية واستمرار التأثيرات الإيجابية لعمليات الاستحواذ والادراجات في أسواق المال المحلية ما يؤكد امتلاك الدولة بيئة استثمارية مستقرة آمنة وجاذبة.

و أوضح الزيودي أن قمة الاستثمار "انفستوبيا" حققت نجاحا كبيرا في دورتها الأولى بإكسبو 2020 دبي، منوهاً إلى انعقاد قمة مصغرة لـ"انفستوبيا" مؤخراً في الهند فيما يجري العمل على استقطاب الشركات الأمريكية والأوروبية واطلاعها على التغيرات التشريعية والاقتصادية والبيئة الآمنة للاستثمار في الإمارات.

وأشار إلى أن "انفستوبيا" تستهدف تحفيز الاستثمارات العالمية نحو الاقتصاد الجديد وخلق النمو والاستدامة للاقتصاد لدول العالم، منوهاً إلى حرص الإمارات على تعزيز علاقاتها التجارية مع الاقتصادات المتينة ذات النمو المتسارع، لدعم التنمية التي تشهدها الدولة في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية، والدفع بها إلى آفاق أوسع لتعزيز نمو الاقتصاد الوطني وصناعة مستقبل أفضل.

و حول مشاركته في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" الذي اختتم أعماله أمس في سويسرا قال الزيودي إن المنتدى شكل فرصة لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة وتحديد أولويات التجارة العالمية والتحديات التي تواجه سلاسل التوريد والشركات الناشئة وسبل دعمها وتطويرها وآلية تعزيز الاستفادة من التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في استكشاف فرص جديدة لدعم مسارات تمويل التجارة والأعمال لتعزيز نمو الاقتصاد العالمي وصناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

وأضاف معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي أن العالم يواجه تحديا كبيرا في سلاسل الإمداد العالمية للسلع وإيجاد حلول بديلة مشيداً بما شهده "دافوس" من إجماع عالمي على العمل والإنتاج المشترك وتنويع مصادر تزويد السلع لدول العالم وضمان وصولها بأسعار مناسبة".