أكد معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد أن دولة الإمارات نجحت خلال العام 2021 في استقطاب أكثر من 77 مليار درهم استثمارات أجنبية مباشرة ما يعكس ثقة المستثمرين من حول العالم في اقتصاد الدولة.
جاء ذلك خلال كلمة رئيسية لوزير الاقتصاد في ملتقى الأعمال الإماراتي القيرغيزي الذي عقد في العاصمة القيرغيزية بيشكيك بمشاركة 100 من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة وكبرى الشركات والمستثمرين من البلدين، وذلك بهدف تنويع مسارات التعاون وصولاً لنمو مستدام.
حضر الملتقى عبدالله المزروعي رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في الدولة رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي وجمال الجروان الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج والدكتور محمد العريقي سفير الدولة لدى جمهورية كازاخستان سفير غير مقيم للدولة لدى قيرغيزستان ورافشان سابيروف مدير الوكالة الوطنية للاستثمار التابعة لرئيس قيرغيزستان وعبد اللطيف باييف سفير قيرغيزستان لدى الدولة ودانيل إبرايف رئيس مجلس أعمال الاتحاد الاقتصادي الأورو آسيوي.
استثمار أجنبي
وقال معالي عبدالله بن طوق إن الإمارات تصدرت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحلت بالمرتبة 15 عالمياً في مؤشر«ايه تي كيرني» للثقة في الاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2021، مضيفاً إن الدولة بتوجيهات القيادة الرشيدة وضعت رؤية طموحة لسياسات التجارة الخارجية للخمسين عاماً المقبلة وتم في هذا الاتجاه إطلاق مبادرات عدة لدعم الصادرات الوطنية وتعزيز الانفتاح على الأسواق الدولية، ومن أبرزها اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة يتم توقيعها مع الشركاء التجاريين الرئيسيين.
وأشار خلال كلمته إلى أن دولة الإمارات وجمهورية قرغيزستان تتمتعان بعلاقات ثنائية وطيدة، حيث قطع البلدان خطوات مهمة في تأطير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري من خلال عدد من اتفاقيات التعاون المهمة، ومن أبرزها اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني التي وقعها البلدان، وتم بموجبها تأسيس لجنة اقتصادية مشتركة.
تجارة غير نفطية
ولفت إلى أن إجمالي التجارة غير النفطية بين البلدين بلغ أكثر من 3 مليارات درهم خلال العام الماضي، فيما سجلت الاستثمارات الأجنبية المباشرة لدولة الإمارات في قيرغيزستان أكثر من 44 مليون درهم خلال عام 2020 مما يجعل الدولة ضمن أفضل 20 مستثمراً أجنبياً في قرغيزستان، مضيفاً إن هذه الأرقام لا تزال أقل من الطموح والإمكانات الاقتصادية للبلدين.
وذكر أن البلدين أمامهما اليوم فرص واسعة ومتنامية لتنويع مسارات التعاون الاقتصادي وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري وخلق فرص نمو جديدة لاقتصاداتنا، حيث نستهدف خلال المرحلة المقبلة تحفيز تدفقات التجارة البينية وتشجيع القطاع الخاص من الجانبين على الاستثمار في القطاعات ذات الاهتمام المشترك للبلدين الصديقين.
القطاع الخاص
وأكد أن القطاع الخاص يمثل ركيزة أساسية من ركائز تنمية هذا التعاون الاقتصادي الثنائي لما له من دور مباشر في تعزيز التعاون وتأسيس شراكات في مجالات صناعية وتجارية مختلفة إضافة إلى تبادل الخبرات والمعرفة ونقل التكنولوجيا.
وأوضح أن توقيع مذكرة تفاهم بين اتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات وغرف التجارة والصناعة لجمهورية قيرغيزستان والتي بموجبها يتم تأسيس مجلس الأعمال الإماراتي القرغيزي المشترك تعد خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح من شأنها أن تخدم جهود البلدين في تنمية الشراكة الاقتصادية والتجارية القائمة.
واستعرض معاليه أهم الخطوات التي قامت بها الدولة خلال المرحلة الماضية، مؤكداً أن دولة الإمارات قدمت نموذجاً متميزاً في إدارة الأزمات وتحويلها إلى فرص وهو ما أثبتته الدولة في تعاملها مع تداعيات جائحة كورونا.
وأشار إلى أنه منذ بداية جائحة كورونا وضعت حكومة الإمارات الرشيدة هدفاً طموحاً لتكون أسرع دولة تتعافى من تأثير الجائحة، واليوم نجد الأرقام تُترجم هذا الهدف.
فقد سجل الاقتصاد الوطني نمواً بنسبة 3.8% خلال عام 2021، متجاوزاً توقعات المؤسسات الدولية. كما أن صندوق النقد الدولي رفع تقديراته لنمو الناتج المحلي لاقتصاد الإمارات إلى 4.2% للعام الجاري 2022 – صعوداً من توقعاته السابقة عند 3.5% وبنسبة 3.8% في عام 2023.
40 قانوناً
وأضاف إنه تم إصدار وتعديل أكثر من 40 قانوناً تنظم طريقة إدارة الأعمال بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو ما من شأنه إحداث تحولات في بيئة الأعمال بالدولة، من أبرزها قانون الشركات التجارية وإلغاء شرط الشريك المحلي وفتح نسبة التملك إلى 100 في المائة في القطاعات الاقتصادية الرئيسية، وذلك إضافة إلى قانون السجل التجاري والعلامات التجارية وغيرها من القوانين المهمة. كما قامت الإمارات بتحديث قواعد الإقامة لتسهيل جذب المواهب المتخصصة وأصحاب المهارات من جميع أنحاء العالم وتشجيعها على الاستقرار في الدولة.
وتابع إن المستثمرين والشركات في قيرغيزستان مدعوة لتكون جزءاً من خطط النمو الجديدة لدولة الإمارات. وفي ظل تأسيس مجلس الأعمال المشترك بين البلدين فإننا نتطلع إلى مزيد من الاندماج بين مجتمعي الأعمال والاطلاع عن كثب على فرص الأعمال المتاحة والتسهيلات والحوافز بأسواق البلدين بما يخدم جهود التعاون المشترك ويحقق القفزات المرجوة في العلاقات الثنائية بين البلدين.
مستويات أوسع للتعاون
من جهته قال مدير الوكالة الوطنية للاستثمار التابعة لرئيس جمهورية قيرغيزستان إن ملتقى الأعمال الإماراتي القيرغيزي يعكس رغبة البلدين الصديقين في تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري إلى مستويات أوسع بمشاركة القطاع الخاص والاستثمار في العديد من القطاعات الحيوية التي تسهم في تحقيق المصالح المشتركة.
وأكد تقدير بلاده لزيارة وفد الإمارات رفيع المستوى إلى قيرغيزستان وحرصها على بذل الجهود من أجل تقوية العلاقات الاقتصادية.. مشيراً إلى اهتمام المستثمرين الإماراتيين بالفرص الاستثمارية المتاحة في قيرغيزستان لا سيما في قطاعات الطاقة النظيفة والموارد الطبيعية والصناعات الغذائية وغيرها.
وعبّر عن اهتمام بلاده بتعزيز التعاون مع القطاع الخاص في الإمارات في مجالات الصحة والسياحة والصناعة والزراعة والطاقة من أجل الاستفادة من خبرات الإمارات التي أصبحت رائدة في عدد كبير من التخصصات المتطورة، الشيء الذي يجعل قيرغيزستان مستعدة لجذب المستثمرين إلى أسواق صناعية وزراعية تنافسية، كي نسمح لدولتنا بنقلة اقتصادية نوعية.
وكذلك لنعزز العلاقات المتينة مع الإمارات ونجني ثمارها على مستوى جميع القطاعات، وهو الهدف من هذا المنتدى المهم الذي يضم أكثر من 100 من ممثلي الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة والمستمرين ورجال الأعمال والشركات في الإمارات وقيرغيزستان.
وخلال المنتدى، شهد وزير الاقتصاد توقيع مذكرتي تفاهم بين اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة وكل من مجلس أعمال الاتحاد الاقتصادي الأورو آسيوي وغرفة تجارة وصناعة قيرغيزستان، وذلك لتعزيز أطر التعاون فيما بين القطاع الخاص من البلدين، وتأسيس مجلس الأعمال الإماراتي - القيرغيزستاني المشترك.
وتهدف الاتفاقيات إلى تعزيز فرص الاستثمار والأعمال بين الإمارات وقيرغيزستان، انطلاقاً من الحرص المشترك لاتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة ومجلس أعمال الاتحاد الاقتصادي الأورو آسيوي على تعزيز الروابط التجارية والصناعية، إضافة إلى توطيد أواصر الصداقة والتفاهم بين مجتمعات الأعمال في البلدين.
كما يهدف تأسيس مجلس الأعمال الإماراتي - القيرغيزستاني المشترك إلى تشجيع وتسهيل الإجراءات التي تحفز مجتمعات الأعمال على زيادة التعاون في قطاعات التجارة والاستثمار والخدمات والصناعة بين البلدين.
آليات دعم العلاقات
وأكد عبدالله المزروعي أهمية هذه الزيارة إلى جمهورية قيرغيزستان، وهي دولة تضم ثلاثة مواقع تراثية عالمية تابعة لليونسكو، وواحدة يشار إليها غالباً باسم «سويسرا آسيا الوسطى» لمناظرها الطبيعية الخلابة.
وقال إن ملتقى الأعمال الإماراتي القيرغيزي يتيح الفرصة للالتقاء مع المستثمرين ومناقشة آليات زيادة دعم العلاقات الثنائية المتنامية من أجل الوصول إلى «قمم» اقتصادية جديدة.
وأشار إلى أن إجمالي التجارة غير النفطية بين البلدين شهد نمواً مطرداً على مدى السنوات القليلة الماضية من 1.14 مليار درهم في عام 2017 إلى أكثر من 3 مليارات درهم في2021، وهو ما يُترجم إلى معدل نمو سنوي قدره 39 في المائة، حيث من الأهمية مواصلة البناء على هذا النمو في العلاقات الثنائية من خلال تزويد الشركات في كلا البلدين بالأدوات اللازمة للازدهار.
وقال إن دولة الإمارات تشكل اليوم قوة اقتصادية نشطة ومستقرة، حيث تتمتع بموقع جغرافي مهم، والعديد من الحوافز الاقتصادية والإنفاق القوي على المشاريع التنموية، وبيئة آمنة ومنفتحة ومجتمع متسامح ومتعدد الثقافات يمثل حوالي 200 جنسية تعيش في سلام وانسجام.
وأوضح أن الإمارات تقدم اليوم ملكية أجنبية بنسبة 100% في معظم الأنشطة الاقتصادية، إضافة إلى الإقامة الذهبية والخضراء والعاملين لحسابهم الخاص وخيارات أخرى للحصول على إقامة آمنة طويلة الأجل للمهنيين المهرة..
مضيفاً إن الإمارات احتفظت بمرتبتها الأولى على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمرتبة 22 عالمياً في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وفقاً لمؤشرات الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد).
ودعا الشركات القيرغيزية إلى تعزيز حضورها في الإمارات للاستفادة من البنية التحتية المتطورة والوصول التفضيلي للأسواق وإلى بقية المنطقة والعالم، وكذلك الاستفادة من أحدث التشريعات المتطورة التي هي جزء مهم من الجهود المستمرة لقيادتنا الرشيدة، الرامية إلى تطوير بيئة أعمال مواتية للقطاع الخاص لمواصلة الازدهار في دولة الإمارات.
وأكد استعداد اتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات لدعم الشركات القيرغيزية الراغبة في ممارسة الأعمال التجارية في الدولة، وتزويدهم بالخدمات اللازمة لإنجاح أعمالهم.. مضيفاً إن مجلس الأعمال الإماراتي - القرغيزي يسهم في دعم استكشاف الأعمال التجارية وسبل جديدة للتعاون بين الإماراتيين والقرغيزيين من أجل المنفعة المتبادلة لكلا البلدين.
مجلس المستثمرين
من جهته، قال جمال الجروان إن زيارة وفد الإمارات إلى جمهورية قيرغيزستان ناجحة بكل المقاييس وشهدت اهتماماً كبيراً من القيادة السياسية والاقتصادية لديهم ومشاركة واسعة من رجال الأعمال والمستثمرين من القطاع الخاص. وأضاف إن مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج يستهدف العمل على تحديد القطاعات الاستثمارية المجدية في جمهورية قرغيزستان، حيث يوجد 17 فرصة استثمارية متاحة للمستثمرين الإماراتيين في قطاعات مختلفة.
وأشار إلى أن جمهورية قيرغيزستان تزخر بالعديد من الفرص الاستثمارية والمعالم السياحية الطبيعية، إضافة إلى المياه العذبة والطبيعة الخلابة التي تعزز إمكانات هذه الدولة في مجالات الزارعة والسياحة والطاقة وغيرها من القطاعات الاستراتيجية..
مؤكداً أن القطاع الخاص يلعب دوراً مهماً في تعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية بين البلدين الصديقين لا سيما في قطاع الطيران والنقل الجوي والسياحة والأغذية والمعادن والطاقة وغيرها القطاعات الاستراتيجية.
وقال الجروان إن أكثر من 16 ألف سائح إماراتي زاروا جمهورية قرغيزستان في العام 2021، مضيفاً إن هذه الزيارة الاستكشافية الاستثمارية تسهم في فتح آفاق أوسع من التعاون الاقتصادي المثمر.
ولفت إلى أن مجلس المستثمرين بالخارج بدأ في دراسة الفرص الاستثمارية في جمهورية قيرغيزستان تماشياً مع توجيهات وزير الاقتصاد رئيس المجلس بما ينعكس على زيادة الاستثمارات بين البلدين لتصل إلى مستويات تجسد حجم وقوة العلاقات الراسخة بين البلدين الصديقين، والتي تحظى بدعم رعاية من قيادتي البلدين.
من ناحيته، قال الدكتور محمد العريقي إن العلاقات الاستراتيجية بين دولة الإمارات وجمهورية قرغيزستان تأسست على التعاون عبر مختلف القطاعات والمجالات التي تدعم جسور التواصل بين البلدين الصديقين لاسيما في الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وأضاف توجد إرادة مشتركة بين قيادتي البلدين لتنمية العلاقات إلى مستويات جديدة بما يلبي تطلعات قيادتي البلدين الصديقين ويعود بالخير على شعبيهما، وتجسيداً لتلك التطلعات وقعت دولة الإمارات وجمهورية قرغيزستان على الاتفاقيات ومذكرات تفاهم، بما في ذلك اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، إضافة إلى اتفاقية التعاون الاقتصادي والتعاون في مجال النقل الجوي، لكننا نطمح دائماً إلى المزيد من النمو والتنمية.
وقال إن المنتدى شهد التوقيع على مذكرتي تفاهم بشأن إنشاء مجلس الأعمال الإماراتي القيرغيزي وبشأن توسيع الاستثمارات والفرص للأعمال، معتبراً أن منتدى الأعمال هو منصة لاستكشاف الفرص الاقتصادية والاستثمارية في مختلف القطاعات وإقامة الروابط الاقتصادية والتجارية بين الشركات في البلدين.
وأكد أن زيارة وفد الإمارات تشكل فرصة لوضع خطط عملية للشراكة والتعاون بمسارات جديدة في المرحلة المقبلة بما يسهم في زيادة التبادل التجاري وجذب الاستثمارات.
فرص ومجالات
قال عتيبة بن سعيد العتيبة رئيس مجلس إدارة مشاريع العتيبة إن زيارة الوفد الاقتصادي والتجاري الإماراتي إلى بيشكيك عاصمة جمهورية قرغيزستان تأتي بهدف بحث فرص التعاون الاستثماري والتجاري بين البلدين والاطلاع على المجالات والقطاعات الاستثمارية ذات الاهتمام المشترك.
تعزيز التعاون بين سيدات الأعمال
التقى وفد سيدات أعمال الإمارات نظيره القيرغيزي وكان في استقباله بمقر غرفة تجارة وصناعة قرغيزستان في العاصمة بيشكيك شارشيكف مارت رئيسة مجلس سيدات أعمال قيرغيزستان. وضم الوفد عائشة الجاسم رئيس وفد سيدات أعمال الإمارات إلى جمهوريه قيرغيزستان والعضوات هند محمد الجاسم وفطيم عبيد الشحي وحلمية علي العطر ونوف عبيد الكندي وعائشة محمد العبدولي .
وبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون وتبادل الزيارات والخبرات من أجل استكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين أمام سيدات الأعمال لا سيما في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وقالت عائشة الجاسم إنه بدعم القيادة الرشيدة استطاعت المرأة الإماراتية تحقيق مكانة متميزة في مجال ريادة الأعمال، وهو ما يعكسه التواجد المستمر في المحافل الدولية، مشيرة إلى أن نتائج الزيارة إيجابية ومبشرة لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، حيث تم الاتفاق على إطلاق برنامج مشترك لسيدات الأعمال في البلدين بهدف تبادل الخبرات وتطوير القدرات في مجال المشاريع الصغيرة.