أكد جياوي لو، الرئيس التنفيذي لشركة «هواوي» في الدولة، أن «استراتيجية الإمارات للاقتصاد الرقمي» محطة مهمة نحو ريادة الدولة في قطاع الاقتصاد الرقمي على مستوى العالم.
وكان مجلس الوزراء، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قد اعتمد في أبريل الماضي «استراتيجية الإمارات للاقتصاد الرقمي»، التي تهدف إلى رفع مساهمة الاقتصاد الرقمي إلى ما يقارب 20% من الناتج المحلي غير النفطي خلال السنوات العشر المقبلة.
وأوضح لو في تصريحات لـ «البيان» أن الاستراتيجية تولي أهمية خاصة للمعلومات والبيانات والتكنولوجيا باعتبارها من الموارد الأساسية والأصول، لا سيما وأن أربعاً من أكبر خمس شركات على المستوى العالمي من حيث القيمة السوقية هي شركات رقمية لا تمتلك الكثير من الأصول المادية، بل تستمد قيمتها من الملكية الفكرية وبراءات الاختراع والبحث والتطوير وحقوق الملكية.
وأضاف: لذلك، فإن الإمارات بمكانة تؤهلها لتطوير قدراتها الرقمية من خلال الاعتماد على الأصول الأساسية مثل الاتصال الشامل والبنية التحتية المتماسكة لتقنية المعلومات والاتصالات والإقبال الكبير على التقنيات الحديثة والأنظمة الإيكولوجية التقنية المتماسكة والمعززة والدعم الحكومي الكبير.
مزايا
وأفاد لو أن امتلاك الإمارات لتلك المزايا سيمكن الدولة من قطع أشواط طويلة على طريق تعزيز الاقتصاد الرقمي، حيث تتمتع الإمارات اليوم بمكانة رائدة على المستوى العالمي في توفير الاتصال، وتمتاز بواحد من أعلى معدلات انتشار «الألياف البصرية إلى المنزل» على المستوى العالمي، فيما تزيد نسبة اتصال الهاتف المحمول على 100%.
ووفقاً لتقرير «مؤشر التنافسية الرقمية العالمي IMD 2021»، جاءت الإمارات في المرتبة الأولى في المنطقة العربية من حيث القدرات الرئيسية الثلاث، وتشمل: التكنولوجيا، والقدرة على تلبية المتطلبات المستقبلية، والمعرفة. كما جاءت الإمارات في المرتبة الثانية على المستوى العالمي في مجال التكنولوجيا.
وأضاف: لطالما أعلنت الإمارات عن طموحاتها لتصبح رائدة في الاقتصاد الرقمي على المستوى العالمي. واتخذت الدولة العديد من الإجراءات لتحقيق هذا الهدف، بما فيها إنشاء وزارة مخصصة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والعمل عن بُعد، وبناء أول جامعة بحثية تعتمد على الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي.
سوق مفتوح
وأضاف لو: ساهمت السياسات الوطنية في الإمارات والتي توفر سوقاً مفتوحة وتنافسية لتقنية المعلومات والاتصالات، في ازدهار العديد من الشركات التقنية. ومن خلال مواكبة التطور التقني وفق المعايير العالمية، يمكن لرواد الأعمال والعملاء في الإمارات الاعتماد على أفضل التقنيات على المستوى العالمي.
ويعتبر الجيل الخامس أحد أشكال التطور التقني التي لم تكن ممكنة من دون التعاون بين الأطراف الفاعلة ضمن النظام الإيكولوجي على ضوء المعايير المعتمدة عالمياً كمشروع شراكة الجيل الثالث ونظام ضمان أمان تجهيزات الشبكات التابع للجمعية الدولية للهاتف المحمول.
تمكين المواهب
وأضاف لو إن النهج التعاوني للاستراتيجية سيسهم بشكل كبير في تمكين المواهب التقنية التي تعتبر من المقومات الأساسية المهمة لبناء الاقتصاد الرقمي، حيث وقّعت المؤسسات الحكومية والجامعات في الإمارات العديد من اتفاقيات الشراكة مع المؤسسات الخاصة والشركات التقنية لتعزيز التعاون على إعداد الكوادر البشرية وتنمية المهارات التقنية.
وأضاف: تحرص هواوي على دعم هذا التوجه من خلال تنظيم العديد من مبادرات رعاية المواهب كبرنامج «بذور من أجل المستقبل» و«مسابقة هواوي السنوية لتقنية المعلومات والاتصالات» و«أكاديمية تقنية المعلومات والاتصالات»، ويحدونا أمل كبير في أن تسهم هذه المبادرات في تحقيق أهداف الرؤى والخطط الوطنية للإمارات من خلال العمل المشترك وشراكة القطاعين العام والخاص في مجال إعداد قادة الغد التقنيين وصقل المواهب التقنية وتعزيز الخبرات لتمكين مزيد من الشباب الإماراتيين من العمل في وظائف مهمة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.
خفض الكربون
ولفت لو إلى أنه وفي ظل تزايد الاعتماد على الاقتصاد الرقمي لدفع عجلة التنمية، يزداد التركيز على الاقتصاد الرقمي النظيف من أجل تحقيق التنمية النظيفة ومنخفضة الكربون على المستوى العالمي، حيث تسعى العديد من الدول إلى تعزيز استثماراتها في الطاقة النظيفة والمتجددة.
وأضاف: تأتي المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، تتويجاً للجهود الإماراتية الهادفة إلى الإسهام بإيجابية في قضية التغير المناخي، والعمل على تحويل التحديات في هذا القطاع إلى فرص تضمن للأجيال المقبلة مستقبلاً مشرقاً.
وبفضل خبرتها في إلكترونيات الطاقة وتخزين الطاقة، ستضع هواوي قدراتها وإمكاناتها التقنية في الجيل الخامس والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي لتوفير حلول الطاقة منخفضة الكربون أو الخالية من الكربون لمختلف القطاعات في الإمارات.