حذر خبراء من التأثير الضار التي تخلفه النفايات الإلكترونية والبيانات المخزّنة على البيئة، مشيرين إلى أنها تشكل خطراً على البيئة غالباً ما يتم تجاهله. وأكّد الخبراء أن مسؤولية ممارسات الاستدامة والاستراتيجيات الخضراء لا تقع على عاتق القطاع الحكومي وحده بل كذلك هي مسؤولية القطاع الخاص الذي بدأ بفضل الدعم الحكومي في اتخاذ المزيد من الإجراءات في هذا الاتجاه.

وتشير الإحصائيات إلى أنه ومن بين أكثر من 60 مليون طن من النفايات في 2021 لم يتم تدوير سوى 17% منها، مقارنة بـ5% خلال 2020، في حين أن في الشرق الأوسط التي تعتبر الأقل على مستوى العالم من حيث معدلات التدوير.

ونبّه محمد الحمادي الرئيس التنفيذي لشركة «إيفيت» المتخصصة بإدارة وجمع المخلفات الإلكترونية إلى خطورة الزيادة المستمرة في كميات المخلفات الإلكترونية والكهربائية التي تعد من أسرع أنواع المخلفات ازدياداً.

وأضاف إنه لا توجد بعد آلية واضحة للتعامل مع هذا النوع من المخلفات الذي يعد غنياً بالمواد الأولية التي من الممكن إعادة تدويرها واستخدامها مجدداً.

وأفاد الحمادي: طرحت إيفيت بالشراكة مع العديد من الجهات والشركات من بينها «ادفانس ميديا»، حلولاً ابتكارية تهدف إلى حماية البيئة من هذا النوع من المخلفات الذي يعد من أكثر المخلفات ضرراً على البيئة عن طريق توزيع حاويات متعددة الأشكال والأنواع التي تناسب المكاتب والباحات الخارجية وصولاً إلى محطات تجميع مبتكرة تعمل على مدار الساعة وتؤمّن طريقة سهلة وعملية للتخلص من الأجهزة التالفة بكل سهولة، وتطمح إيفيت إلى توسيع نطاق هذه المحطات والحاويات لتشمل جميع إمارات الدولة ساعيةً بذلك إلى تحقيق رؤية مستدامة في مجال الأجهزة الإلكترونية والكهربائية.

بيانات مظلمة

من جانبه، أكّد جوني كرم نائب الرئيس الإقليمي للأسواق الناشئة في شركة «فيريتاس تكنولوجيز» أن «البيانات المظلمة» تشكل تهديداً غير مرئي على البيئة غالباً ما يتم تجاهله، لافتاً إلى أن الإمارات حققت بعض الخطوات الكبيرة في دعم العمل المناخي من خلال مبادراتها للاستدامة، فضلاً عن استضافتها القادمة لمؤتمر المناخ «COP 28» في عام 2023.

وتوصف «البيانات المظلمة» الكمية الضخمة من البيانات غير المهيكلة أو الجاهزة والتي لا تستخدم بأي شكل من الأشكال في استخلاص الرؤى أو لاتخاذ القرارات.

وأضاف كرم بمناسبة يوم البيئة العالمي إن البيانات المظلمة تنمو وتتسارع بكميات ومعدلات لافتة وهي ستمثل قريباً تهديداً حقيقياً لبيئتنا إذا لم يتم التعامل معها بشكل ملائم من قبل قادة الأعمال.

وأوضح كرم: بناء على نتائج تقريرنا حول مخزون البيانات المتراكمة، فإن 52% من جميع المعلومات المخزنة من قبل المؤسسات تعتبر بيانات مظلمة، وأدى تخزينها إلى ضخ 6.4 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في عام 2020. الخبر السار هو أن تخزين البيانات أصبح يتم اليوم بطريقة أكثر احتراماً للبيئة، حيث زادت العديد من شركات مراكز البيانات من استخدامها للطاقة الخضراء لتغذية عملياتها، فضلاً عن تحسين كثافتها التخزينية.

ويمكن أن يلعب الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي أيضاً دوراً رئيسياً في تحسين مراكز البيانات لجعلها أكثر كفاءة وأقل استخداماً للطاقة في نهاية المطاف.

وفي حين أن تحديث مراكز البيانات مفيد بالتأكيد، يمكن للشركات أيضاً إحداث فرق كبير بمجرد التحكم في بياناتها، ومراجعة سياسات التخزين، والتأكد من أنها ليست معلومات لم تعد هناك حاجة إليها. من خلال اتخاذ هذه الخطوات لفهم بياناتنا بشكل أفضل، يمكننا المساهمة بشكل كبير في المساعدة على تقليل الانبعاثات الخطرة.