اختتم وفد دولة الإمارات برئاسة معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، زيارة إلى هولندا شارك خلالها في معرض التكنولوجيا الخضراء أمستردام 2022، ومعرض إكسبو فلورياد 2022، اللذين يمثلان منصات عالمية رائدة لأساليب وتقنيات الزراعة الحديثة والأمن الغذائي، وتصب الزيارة في دفع أجندة الأمن الغذائي العالمي.
وبرفقة جمال المشرخ سفير الدولة لدى هولندا، والمفوض العام لجناح الدولة في معرض «فلورياد 2022»، تبادل أعضاء الوفد المكون من ممثلين عن وزارة التغير المناخي والبيئة، ووزارة الاقتصاد، وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ومكتب أبوظبي للاستثمار، وحكومة رأس الخيمة، ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وشركة مبادلة، وموانئ دبي العالمية، والمنطقة الحرة بمطار دبي، وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، والمركز الدولي للزراعة الملحية «إكبا»، وبنك الإمارات للتنمية، وجامعة خليفة، ومجموعة الوصل لإدارة الأصول، ومؤسسة عيسى الغرير للاستثمار، ومجموعة غسان عبود، ومجموعة اللولو الدولية، وشركة سلال ومزارع البادية، ومدار، ومزرعة الإمارات الحيوية، ومجموعة إيليت إجرو، بالإضافة إلى ممثلين عن فئة الشباب، تبادلوا النقاش مع مجموعة من نظرائهم الهولنديين حول تبادل المعارف والخبرات، واطّلعوا على العديد من التقنيات والحلول الابتكارية الزراعية الحديثة.
وزار الوفد خلال وجوده في هولندا معرض إكسبو فلورياد 2022 للبستنة، الذي يقام مرة كل 10 سنوات، وتفقد خلال الزيارة جناح دولة الإمارات في المعرض المقام تحت عنوان «مدن المياه المالحة: حيث تلتقي الأرض بالبحر»، والمقدم من وزارة الثقافة والشباب، ومؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان، ومكتب المشاريع الوطنية، ويسلط الضوء على رحلة دولة الإمارات للاستدامة، ويتناول تفاصيل التكيف مع البيئة الصحراوية بمناخها الحار والجاف، وتحدي ندرة المياه العذبة، وقدرة القيادة الرشيدة على الاستفادة من الموارد المتاحة لتحويل الدولة إلى نموذج عالمي لقيادة التنمية الاجتماعية والاقتصادية مع الحفاظ على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية
وزار الوفد المزرعة العائمة في مدينة روتردام بهولندا، التي تعد المزرعة العائمة الأولى عالمياً، وتضم مجموعة من رؤوس الثروة الحيوانية (40 بقرة)، وتقوم بإنتاج الألبان الطازجة بطريقة مستدامة، وصديقة للبيئة باستخدام أساليب وتقنيات زراعية مبتكرة.
كما قام الوفد بجولة في معرض التكنولوجيا الخضراء أمستردام 2022، الذي يمثل تجمعاً عالمياً للمتخصصين في البستنة، ومنصة رائدة لعرض أحدث التقنيات والابتكارات في هذا المجال، حيث اطلعوا على باقة واسعة من التقنيات والحلول الابتكارية.
تزايد
وقالت معالي مريم بنت محمد المهيري في كلمتها الافتتاحية ضمن مشاركتها في المعرض: «إن تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي يشهدان تزايداً في حدتهما عالمياً، ما يشكل تهديداً على حياة وسبل عيش الملايين من البشر، ومع توقعات بأن تأثيراتهما ستتصاعد خلال العقود القليلة المقبلة، نحن مدينون للأجيال المقبلة بالعمل وتعزيز التعاون لإيجاد طرق وحلول مبتكرة تضمن لهم مستقبلاً مشرقاً.. مستقبل يتمتع بموارد وفيرة ومناخ أمن».
وأضافت: «لضمان توفير الغذاء لسكان العالم الآخذين في التزايد بوتيرة متسارعة، والقضاء على تحدي الجوع، نحن في حاجة إلى التوسع في تبني نظم الزراعة الذكية مناخياً، بحيث تكون منخفضة البصمة الكربونية وقادرة على التكيف مع التداعيات الحالية والمقبلة لتغير المناخ، كما أنه من الضروري أن نعيد التفكير بالكامل في أنظمتنا الغذائية المستقبلية، وأن نواصل الابتكار في كل خطوة نخطوها نحو المستقبل».
وأشارت إلى أن دولة الإمارات تعمل بوتيرة فعالة على تحويل أنظمتها الغذائية إلى أنظمة مستدامة من خلال توظيف التقنيات الحديثة والاستفادة من الحلول الابتكارية وتعزيز التعاون والشراكات بين كافة مكونات المجتمع المحلي في المقام الأول، والتعاون العالمي بشكل عام، ولقد وضعنا لأنفسنا هدفاً طموحاً لجعل دولة الإمارات مركزاً عالمياً للأمن الغذائي القائم على الابتكار، ومُصّدراً رئيساً لحلول التقنيات الزراعية الذكية مناخياً.
وضمن الزيارة شارك الوفد في فعالية «ساعة الإمارات»، التي نظمتها وزارة التغير المناخي والبيئة بالتعاون مع معرض التكنولوجيا الخضراء أمستردام 2022، تماشياً مع حرص الدولة على تبادل الخبرات والعمل من الدول الأخرى لمواجهة التحديات العالمية.
وخلال الفعالية، سلط كل من جمال المشرخ سفير الدولة لدى هولندا، ولودي إمبرختس سفير هولندا لدى الإمارات، الضوء على مجالات التعاون بين البلدين في مجال الأمن الغذائي، كما استعرضت وزارة التغير المناخي والبيئة توجهات الدولة نحو أنظمة غذائية مستدامة، وقدمت مجموعة الوصل لإدارة الأصول شرحاً حول مشروع وادي تكنولوجيا الغذاء - مدينة التكنولوجيا الزراعية الرائدة في دبي.
فعالية
وضمن الفعالية عرض مكتب أبوظبي للاستثمار وبنك الإمارات للتنمية برامجهما التمويلية لقطاع التكنولوجيا الزراعية، وعرضت شركة سلال رؤيتها بشأن «خلق إنتاج مستقبلي لأنظمة الأغذية والزهور».
وضمن الزيارة، وبحضور معالي مريم المهيري، وقّع جمال المشرخ ويان كيس غويت، نائب وزير الزراعة والطبيعة وجودة الغذاء في هولندا، مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في بناء وإيجاد أنظمة غذائية مستدامة وذكية مناخياً.
ووفقاً للمذكرة، ستعمل وزارة التغير المناخي والبيئة ووزارة الزراعة والطبيعة وجودة الغذاء الهولندية معاً لتعزيز الأمن الغذائي من خلال الاعتماد على حلول قائمة على التكنولوجيا لتعزيز قدرات القطاع الزراعي مع التركيز على البستنة وإنتاج الدواجن وتصنيع الغذاء، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة في الزراعة المسؤولة وتسهيل تبادل الأعمال التجارية الزراعية.
خبرات
كما تشمل المذكرة تبادل المعارف والخبرات حول الإنتاج الغذائي المستدام في إطار العلاقة بين المياه والطاقة والغذاء، وتنفيذ برامج البحث والتطوير المشتركة، وضمان التوافق المتبادل لمعايير سلامة الأغذية، وزيادة التعاون في مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ، التي أطلقتها الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية بشكل مشترك بهدف زيادة وتسريع الاستثمارات في الزراعة المقاومة للمناخ.
وتشمل أوجه التعاون الأخرى التي تشملها مذكرة التفاهم الترويج لوادي تكنولوجيا الغذاء بين مطوري التكنولوجيا والمستثمرين في هولندا، وتشجيع الشركات الناشئة الهولندية والصغيرة والمتوسطة على المشاركة في تحدي تكنولوجيا الغذاء العالمي الذي أطلقته دولة الإمارات، بالإضافة إلى تنظيم الندوات والمعارض المشتركة في المجالات الزراعية وسلامة وأمن الغذاء.